Menu Close

أسرار تعزيز التفكير الإبداعي لتحسين أدائك في العمل والحياة

ما هي مهارات التفكير الإبداعي وكيف يمكن تطويرها

كتبت شيماء عبدالباقي

الكثير من الناس يعتقد أن تعزيز التفكير الإبداعي يقتصر على القيام والتميز في أداء المهام الفنية، مثل كتابة رواية، أو تأليف لحن موسيقي.

وبالرغم من أن هذه الانشطة تندرج أيضا تحت مصطلح التفكير الإبداعي إلا أنها لا تتوقف عند هذا الحد، بل تشمل مجموعة من الفنون الأخرى.

تعزيز مهارات التفكير الإبداعي
تعزيز مهارات التفكير الإبداعي

وذلك لأن الكثير من الوظائف المرموقة على مستوى العالم تحتاج إلى أن يكون الشخص يتمتع بمهارات التفكير الإبداعي المختلفة.

وفيما يلي سنذكر مفهوم التفكير الإبداعي، وكيف يمكن تعزيزه، وتطوير مهاراته، فلنتابع سويا.

انضم لكوكب المعرفة

ما هو التفكير الإبداعي؟

المقصود بالتفكير الإبداعي هو النظر إلى الأمور بطريقة صحيحة وجيدة، أو بمعنى أدق هو التفكير خارج الصندوق والأفكار المعتاد عليها.

وفي هذه المرحلة يتضمن التفكير الإبداعي ما يسمى بالتفكير الجانبي، والمقصود به هو القدرة على ملاحظة أنماط وأمور تكون غير موجودة للعيان.

لذلك نجد أن الأشخاص الذين يمتلكون مهارات التفكير الإبداعي لديهم القدرة على إيجاد الكثير من الطرق الجديدة لإنجاز المهام التي يتم توكيلها إليهم.

وحل المشاكل التي يمكن أن تواجههم ، والقدرة على مواجهة التحديات، فيستطيعوا بذلك جلب منظور جديد وغير اعتيادي لأعمالهم.

ما هي مهارات التفكير الإبداعي؟

يوجد الكثير من مهارات التفكير الإبداعي، وفيما يلي سنذكر أهمها:-

  • القدرة على التحليل

حيث أنه قبل أن تبدأ في التفكير بشكل إبداعي في أي مشكلة أو قضية، لابد أن تكون متفهم لها جيدا، وتحليلها بشكل جيد، وذلك من خلال تمحيص كافة جوانب المشكلة بشكل دقيق لفهم كل ما تعنيه كل جزئية.

وذلك سواء كنت أمام نص أو منهج دراسي، أو مجموعة من البيانات، أو حتى معادلة علمية، لذلك عليك أن تبدأ بتحليل المشكلة قبل البدء في حلها.

  • الانفتاح

حيث تنطوي الإبداعية على التفكير في أمور لم يتم أخذها بعين الاعتبار من قبل، لذلك يجب أن تضع على جنب أي اعتبارات أو تحيزات كنت تمتلكها من قبل.

وتقوم بالنظر إلى الأمور بطريقة جديدة ومختلفة تماما عن تلك التي كنت تنظر بها من قبل، حيث أن التطرق لأي مشكلة ما بعقل منفتح سيمنحك فرصة الوصول إلى التفكير الإبداعي.

  • حل المشكلات

وتعتبر واحدة من أهم مهارات التفكير الإبداعي التي يجب على الكثير منا أن يتقنها، حيث أن كافة أرباب العمل دائما وأبدا لا يبحثون عن من يمتلكون مهارات التفكير الإبداعي من أجل الاعجاب بهم فقط.

بل أيضا لكي يكونوا قادرين على حل كافة المشاكل التي يمكن أن تواجههم أثناء تأدية العمل، واتخاذ القرارات اللازمة.

لذلك عند تقدمك لأي وظيفة لا تتحدث فقط عن المهارات الإبداعية التي تمتلكها، بل وضح لصاحب العمل كيف ساهمت هذه المهارات في حل الكثير من المشاكل في العمل من قبل.

  • التنظيم

وربما تبدو هذه النقطة متعارضة بعض الشئ على ما هو متعارف عليه من الأشخاص المبدعين، حيث أنه من المعروف أنهم فوضويون، لكن يجب لفت النظر إلى أن التنظيم عامل مهم من عوامل التفكير الإبداعي.

فربما تجد نفسك فوضوي بعض الشئ عند تطبيق فكرة معينة، ولكن مع مرور الوقت ستحتاج إلى ترتيب أفكارك وتنظيمها مرة أخرة لكي يكون الناس قادرين على فهمها، وذلك لكي يتمكنوا من السير على نهجها.

  • التواصل

ما يجب أن تضعه في اعتبارك أنه لن يستطيع أحد أن يقدر أفكارك الإبداعية أو الحلول التي يمكن أن تأتي بها إلا إذا كانت لديك القدرة على إيصالها بشكل فعال للذين تعمل معهم.

أو إلى أولئك المعنيين بهذه الحلول، لذلك لابد أن تمتلك مجموعة من المهارات الخاصة بالتواصل القوية، سواء كانت هذه المهارات كتابية، أو شفوية.

والأمر لن يتوقف عند هذا الحد بل يجب عليك أن تكون قادر على فهم الموقف بشكل جيد لكي تتمكن من التفكير بشكل إبداعي.

وهذا الأمر لا يمكن أن يأتي إلا إذا كنت مستمع جيد وقادر على طرح كافة الأسئلة الصحيحة التي يمكن أن تقودك في النهاية إلى فهم المشكلة المطروحة أمامك بشكل صحيح، والتوصل إلى حل فعال وممكن.


إقرأ أيضا: الكتب السبعة التى ستعيد تشكيل حياتك


كيف يمكن تعزيز التفكير الإبداعي؟

يوجد الكثير من الطرق التي يمكن من خلالها تعزيز التفكير الإبداعي، وفيما يلي سنذكر أبرزها:-

  • إقرأ عن مواضيع خارج نطاق اهتماماتك

بالطبع أي شخص يحب أن يقرأ عن اهتماماته، والأشياء التي تعجبه، والدراسة في مجال تخصصنا ودراستنا، وبالرغم من أن هذا الأمر مفيد جدا وفي الكثير من الأحيان إلا أنه لا يجدي بأي شئ في تعزيز التفكير الإبداعي.

لذلك إذا كنت ترغب في تعزيز التفكير الإبداعي عندك، فعليك بقراءة الكتب التي تكون خارج نطاق اهتماماتك ودراستك، والتي ستمدك بوجهة نظر جديدة تساهم بشكل كبير في تعزيز تفكيرك.

  • قم بتمرين الـ 500 كلمة

هذا التمرين يكون ممتع للغاية ومفيد في حالة أنك كنت تعجز عن التقديم بأفكار، أو محاولة البحث عن أفكار جديدة، كل ما عليك فعله هو أن تقوم بإحضار ورقة وقلم، أو تقوم بفتح برنامج الورد على الكمبيوتر وتبدأ بالكتابة.

وليس من الضروري أن تقوم بالكتابة عن موضوع معين، أو أن تقوم بالتدقيق في ما قمت بكتابته، كل ما عليك هو أن تقوم بكتابة كل ما يطرأ على ذهنك حتى وإن كانت الأفكار غير مترابطة.

الغرض من هذا الأمر هو أنه عندما ترجع وتقرأ النص الذي قمت بكتابته ستجد أنه نص جنوني وغريب، وربما لا يعبر عن أي شئ، ولكن في النهاية ستجد أنك تشعر بطاقة إيجابية عالية، وستلاحظ مدى تدفق الأفكار في رأسك.

  • شاهد فيلما في السينما

وتعتبر هذه الطريقة واحدة من أشهر الطرق التي تساهم في تعزيز التفكير الإبداعي، قد يطرأ في ذهنك أن قاعة السينما مكان غير مألوف للتفكير.

مشاهدة فيلم في السينما قد تكون من محفزات التفكير الإبداعي، إذا كان الفيلم يحتوي على عناصر تثير الخيال والتخيل والتساؤل. فالأفلام هي وسائل فنية تعبر عن رؤى وأفكار مختلفة للمخرجين والكتاب والممثلين، وقد تلهم المشاهدين لإنشاء أعمالهم الخاصة أو تطوير مهاراتهم الإبداعية في مجالات أخرى. ولكن ليس كل الأفلام تحفز الإبداع بنفس الدرجة، فقد يعتمد ذلك على نوع الفيلم ومضمونه وجودته وطريقة عرضه، بالإضافة إلى اهتمامات وتفضيلات المشاهد نفسه.

وفقاً لبعض الدراسات، فإن بعض أنواع الأفلام التي قد تحفز الإبداع هي:

  • الأفلام الخيالية والخيال العلمي، التي تستكشف عوالم جديدة وإمكانيات غير محدودة، وتقدم تصورات مبتكرة للحاضر أو المستقبل.
  • الأفلام التاريخية والسير الذاتية، التي تروي قصص شخصيات حقيقية أو وهمية عاشت في زمن ماضٍ أو حاضر، وتظهر كيف تغلبت على التحديات وأحدثت تغييرات في المجتمع.
  • الأفلام الكوميدية والساخرة، التي تستخدم الفكاهة والسخرية للتعبير عن نقد اجتماعي أو سياسي أو فلسفي، أو لإظهار جانب آخر من الحقائق المألوفة.
  • الأفلام التجريبية والفنية، التي تتحدى القواعد والأصول التقليدية لصناعة السينما، وتستخدم تقنيات جديدة أو غير معتادة في التصوير أو المونتاج أو الصوت.

وللاستفادة من مشاهدة هذه الأنواع من الأفلام في تحفيز الإبداع، يجب على المشاهد أن يكون نشطًا ومشاركًا في عملية المشاهدة، وألا يكتفي بالانغماس في الترفيه فقط. فعلى المشاهد أن يولي اهتمامًا للتفاصيل والرسائل الموجودة في الفيلم، وأن يحلل وينتقد ما يشاهده بشكل منطقي ونقدي، وأن يستخرج المعاني والأفكار المستوحاة من الفيلم، وأن يطبقها في حالات أخرى أو يستخدمها كبادرة لإبداعات جديدة.

  • استمع للموسيقى 

هناك بعض الدراسات التي تشير إلى أن الموسيقى المبهجة قد تحفز التفكير الإبداعي أثناء العمل أو حل مشاكل. 

ووفقاً لدراسة أجريت في هولندا، الاستماع إلى موسيقى مبهجة أثناء العمل قد يحفز طريقة مغايرة من التفكير متصلة بالابتكار وحل المشكلات.

وخلص الباحثون إلى أن الموسيقى الكلاسيكية التي تتسم بالإيجابية والحيوية مثل مقطوعات ألفها الملحن الإيطالي الشهير أنطونيو فيفالدي يمكنها على الأرجح تحفيز التفكير الإبداعي.

  • الصمت أحيانا 

كما ذكرت في البند السابق، هناك دراسات تشير إلى أن الموسيقى المبهجة قد تحفز التفكير الإبداعي أثناء العمل.

ولكن هذا لا يعني أن الموسيقى الحزينة أو الهادئة ليس لها أي تأثير إيجابي على الإبداع.

فقد يكون للموسيقى التأثير المعاكس على بعض الأشخاص، أو قد يعتمد التأثير على نوع المهمة أو المشكلة التي يواجهها الشخص.

فقد يفضل بعض الأشخاص الصمت التام عندما يرغبون في التفكير بشكل إبداعي. فالصمت قد يساعد في التركيز والانغماس في عملية التفكير دون أي انحرافات أو مشوشات.

كما قد يساعد الصمت في تحرير العقل من أي قيود أو تأثيرات خارجية، والسماح للأفكار بالتدفق بحرية.

وبشكل عام،

فإن اختيار الموسيقى أو الصمت لتحفيز التفكير الإبداعي يعتمد على تفضيلات وشخصية كل فرد. فلا يوجد قانون ثابت أو مطلق في هذا المجال. ولذلك، فإن أفضل طريقة لمعرفة ما يناسبك هي تجربة كلا الخيارين في ظروف مختلفة، وملاحظة مستوى إبداعك وإنتاجيتك في كل حالة.

ولتحفيز التفكير الإبداعي، يمكنك أيضاً استخدام بعض الطرق البسيطة غير المعروفة في مكان العمل، مثل:

    • تغيير بيئة العمل بشكل دوري، سواء كان ذلك بتغيير مكان جلوسك أو تزيينه بأشياء تحبها.
    • التعرض لآراء وأفكار مختلفة عن تخصصك أو مجال عملك، سواء كان ذلك من خلال قراءة كتب أو مقالات أو مشاهدة فيديوهات أو حضور ندوات أو ورش عمل.
    • التخلص من الضغوط والقلق، سواء كان ذلك من خلال ممارسة التأمل أو التنفس العميق أو الرياضة أو الاسترخاء.
    • التحديث مع زملاء العمل أو الأصدقاء عن أشياء غير متعلقة بالعمل، سواء كان ذلك من خلال تبادل النكات أو المزاح أو المشاركة في أنشطة ترفيهية.

كيف يمكن تحقيق الإبداع في شخص ما؟

يوجد الكثير من الطرق التي يمكن اتباعها من أجل تحقيق الإبداع في شخص ما، وفيما يلي سنذكر أبرزها:-

  • التزم بتطوير مهاراتك الإبداعية

وتعتبر هذه الطريقة الأهم والأولى من أجل تعزيز مهاراتك الإبداعية فكيف يمكنك تحقيق ذلك إن لم تأخذ هذه الخطوة.

لذلك لا تؤجل اتخاذ قرارك بهذا الشأن، لذلك إبدأ على الفور، وقم بتحديد وقت في يومك، وقم بوضع قائمة بالأشخاص الذين يمكنهم مساعدتك.

  • عليك بالمخاطرة

في أي أمر يتعلق ببناء المهارات الشخصية وكيف يمكن تعزيزها يجب أن تكون مستعد من أجل خوض المخاطر، وذلك من أجل تطوير قدراتك.

وما يجب أن تضعه في اعتبارك أن جهودك التي تقوم بها والمخاطرات التي تقوم بتنفيذها لا يمكنها أن تقودك إلى النجاح بشكل مستمر.

لكن بالرغم من ذلك فإنها ستعمل على إخراج المواهب التي توجد داخلك، وتخرج كل ما داخلك من مواهب دفيئة، وهذه الطاقات والمواهب ستعمل على تعزيز التفكير الإبداعي لديك ومما لا شك فيه أنها ستخدمك في المستقبل.

  • ابني ثقتك بنفسك

إن لم يكن لديك ثقة في نفسك، وبالقدرات التي تمتلكها فسوف تقمع المهارات التي تمتلكها وتقتلها بداخلك قبل أن تخرج إلى النور.

ففي هذه الحالة عدم ثقتك بنفسك ستجعلك تشعر دائما أن أفكارك غير جديرة بأن يتم طرحها في العلن، مهما كانت هذه الأفكار جميلة ومميزة.

  • حارب الخوف من الفشل

ارتباكك الدائم وخوفك من الفشل سيعيق تقدمك بلا شك، وهذا يعد فشل في حد ذاته، ففي كل مرة تراودك مشاعر الخوف من الفشل.

ذكر نفسك أن الأخطاء ما هي إلا جزء من رحلتك، وعلم نفسك أن الدروس التي تتعلمها من الفشل أنجح بكثير من النجاحات التي يمكن أن تحققها.


إقرأ أيضا: أكثر من 30 سر من أسرار الإبداع ستغير من تفكيرك


ما هي أفضل الطرق الجماعية للتدريب على تعزيز الإبداع؟

يوجد أكثر من طريقة يمكن اتباعها من أجل تعزيز الإبداع، وفيما يلي سنذكر أبرزها:-

  • طريقة العصف الذهني

وتهدف هذه الطريقة إلى التشجيع على الأصالة والمرونة والطلاقة في التفكير، والتدريب من خلال طريقة العصف الذهني.

يكون من خلال طرح مشكلة محددة على مجموعة من الطلاب، حيث يقوم كل منهم بطرح أكبر عدد ممكن من الحلول لهذه المشكلة.

ويتم يطبيق طريقة العصف الذهني من خلال تقسيم الطلاب إلى مجموعات كل مجموعة تحتوي من 5 طلاب إلى 10 ، وتجلس كل مجموعة على طاولة ويطلب من كل فرد من المجموعة تقديم أكبر عدد ممكن من الحلول.

وذلك دون أن يتم أي انتقاد من الآخرين على الحلول المقترحة، وفيما بعد يتم التنسيق بين هذه الحلول واختيار أنسبها.

  • طريقة تآلف الأشتات

وهذه الطريقة لها دور فعال في تعزيز التفكير الإبداعي في المجموعات، ومبتكر هذه الطريقة هو جوردون، وتقوم هذه الطريقة على عمليتين أساسيتين هما جعل الغريب مألوف، وجعل المألوف غريب.

حيث تتضمن العملية الأولى فهم المشكلة وتحليلها، بينما تتضمن الطريقة الثانية تناول المشكلة ومعالجتها معالجة جديدة، ويكون ذلك بغرض الوصول إلى نظرية جديدة على أشياء وأشخاص ومشاعر وجدت سابقا.

عزيزي القارئ بذلك نكون وصلنا إلى ختام مقالنا حول كيفية تعزيز التفكير الإبداعي، وما هي أهم مهاراته، وكيف يمكن تنميتها.

وكيف يمكن تعزيز الإبداع عند شخص ما، وأخيرا أهم الطرق المتبعة في التدريب على تعزيز الإبداع في الأنشطة الجماعية.

إنضم لكوكب المعرفة  مجتمع التعلم الحديث 

مقترح لك ...