Menu Close

نظام التعليم الشامل : كيف يمكن تحقيقه فى الدول العربية؟

التعليم الشامل حلم عظيم يستحق البناء

ما هو مفهومه، وما مدى أهميته؟

كتبت: شيماء عبدالباقي

يوجد الكثير من الحكم التي تؤكد على مدى أهمية التعليم، والتي لعل من أبرزها “العلم نور” ، فالعلم هو أساس التطور والتقدم، وهو المفتاح إلى تحقيق السعادة والرخاء.

ولعل من أهم أهداف التعليم هو تحقيق الشمولية، لذلك فإن التعليم الشامل هو السبيل الوحيد لبناء مجتمع متماسك ومترابط، وقائم على المساواة والعدالة، وذلك بغض النظر عن الجنس، أو العرق، أو الحالة الاجتماعية أو الاقتصادية، ومن خلال الأسطر التالية سوف نتحدث بالتفصيل عن التعليم الشامل.

التعليم الشامل
التعليم الشامل

إنضم لكوكب المعرفة  مجتمع التعلم الحديث 

مفهوم التعليم الشامل

التعليم الشامل هو نظام تعليمي يهدف إلى توفير فرص تعليمية متساوية لجميع الطلاب، وذلك بغض النظر عن اختلافاتهم الفردية، سوءا كانت هذه الاختلافات متعلقة بالقدرات العقلية أو الجسدية أو الاجتماعية أو الثقافية، أو الاقتصادية، أو أي اختلاف آخر.

ويستند التعليم الشامل إلى فكرة أن جميع الطلاب قادرون على التعلم ولكنهم قد يحتاجون إلى طرق مختلفة في التعلم، لذلك فإن التعليم الشامل يسعى إلى توفير العديد من البيئات التعليمية المرنة والمتنوعة وتلبي احتياجات جميع الطلاب.

ما هي أهمية التعليم الشامل

مما لا شك أن للتعليم الشامل أهمية كبيرة في التعليم الحديث، وذلك لمجموعة من الأسباب المختلفة، والتي سنذكرها فيما يلي:-

  • تحقيق العدالة الاجتماعية

يساهم التعليم الشامل في تحقيق العدالة الاجتماعية وذلك من خلال ضمان حصول الطلاب على جميع الفرص التعليمية وبشكل متساوي، وذلك بغض النظر عن خلفياتهم الاجتماعية والاقتصادية.

ويعتبر هذا النوع من التعليم هو أحد العوامل التي تساهم في تحقيق العدالة الاجتماعية حيث أنه يمنح الأفراد الفرصة للتعلم والتطوير والحصول على وظائف جيدة، بالإضافة إلى بناء مستقبل أفضل لهم ولأسرهم.

ففي الماضي كان التعليم حكرا على فئات اجتماعية محددة، مما كان يساهم في التمييز الاجتماعي والاقتصادي، ومع مرور الوقت ظهر مفهوم التعليم الشامل، وأصبح التعليم متاح لجميع الأفراد، وذلك بغض النظر عن خلفياتهم الاجتماعية والاقتصادية.

ومن الجدير بالذكر أن التعليم الشامل يساهم في تحقيق العدالة الاجتماعية وحصول كافة الطلاب على فرص تعليمية متساوية مثل توفير التعليم المجاني لجميع الطلاب، ومنع التمييز في التعلم على أساس العرق أو الدين أو الجنس، أو القدرات العقلية أو الجسدية أو أي اختلاف آخر، هذا بالإضافة إلى توفير التعليم الإلزامي لجميع الطلاب.

  • تعزيز التنوع الثقافي

بساهم هذا النوع من التعليم في تعزيز التنوع الثقافي، وذلك من خلال توفير فرص تعليمية متساوية لكافة الطلاب، وذلك بغض النظر على انتماءاتهم الثقافية، وتشجيع الطلاب على احترام الثقافات المختلفة.

هذا بالإضافة إلى مساعدة الطلاب على تطوير مهاراتهم ، والعالم اليوم يعيش في مجتمع متنوع الثقافة حيث يجتمع فيه أفراد من مختلف الثقافات والأعراق والخلفيات الاجتماعية.

  • تحسين جودة التعليم

يساهم التعليم الشامل في تحسين جودة التعليم، وذلك من خلال توفير بيئات تعليمية مرنة ومتنوعة، وتلبي احتياجات جميع الطلاب، ويمكن أن يساعد هذا التعليم في تحسين مدى جودة التعليم وذلك من خلال تلبية احتياجات الطلاب المختلفة، وتعزيز التعلم الفعال، بالإضافة إلى تقليل معدلات الرسوب والتسرب من التعليم.

يعتبر التعليم الشامل مفهوم أساسي في التعليم الحديث، وذلك لأنه يساهم في تحقيق العدالة الاجتماعية، وتعزيز التنوع الثقافي وتحسين جودة التعليم.


إقرأ أيضا: لمعلم الدراسات : استراتيجيات تدريس المواد الاجتماعية والتاريخ للطلاب


ما هي الفوائد والتحديات لكلا من التعليم العلمي والتعليم النظامي؟

أولا التعليم العملي

هو نوع من التعليم الذي يركز على اكتساب المهارات العملية والتطبيقية، ويعتمد على التعلم من خلال الخبرة العملية، ويشمل التعليم العملي مجموعة متنوعة من المناهج والبرامج، مثل التدرب المهني، والتعليم التكنولوجي، والتعليم القائم على المشروعات، والتعليم التعاوني.

وتتمثل أهم فوائد التعليم العملي في النقاط التالية:-

  • اكتساب المهارات العملية

يعتبر التعليم العملي وسيلة ممتازة من أجل اكتساب المهارات العملية والتطبيقية التي يمكن أن يحتاجها الطلاب من أجل النجاح في حياتهم المهنية، حيث يوفر التعليم العملي للطلاب الفرصة لممارسة المهارات التي يمكن أن يتعلموها في الفصل الدراسي في بيئة واقعية.

  • تطوير المهارات الشخصية

بالإضافة إلى اكتساب المهارات العملية يمكن أن يساعد التعليم العملي للطلاب في تطوير المهارات الشخصية مثل حل المشكلات، والعمل الجماعي، وإدارة الوقت.

  • زيادة فرص العمل

يمكن أن يساهم التعليم العملي للطلاب على زيادة فرصهم في الحصول على وظيفة بعد التخرج، حيث يبحث أصحاب العمل عن موظفين لديهم مهارات عملية وخبرات علمية.

أهم التحديات في التعليم العملي

مما لاشك فيه انه يوجد العديد من التحديات التي تواجه التعليم العملي، وفيما يلي سنذكر أبرزها:-

  • التكلفة

يمكن أن يكون التعليم العملي مكلفا بالنسبة للطلاب والمؤسسات التعليمية، حيث يمكن أن يحتاج إلى دفع رسوم إضافية من أجل التدريب، أو التدريب الداخلي.

  • التنوع

من أهم التحديات التي تواجه التعليم العملي أنه غير متنوع، حيث يمكن أن يركز على مجموعة محدودة من المهارات أو المهن.

  • الالتزام

يحتاج التعليم العملي إلى وجود التزام من الطلاب، حيث يمكن أن يحتاج الطلاب إلى تخصيص وقت إضافي للتعلم، والممارسة في بيئة التعلم.

ثانيا التعليم النظامي

وهو نوع من أنواع التعليم الذي يركز على اكتساب المعرفة النظرية، والذي يعتمد على التعلم من خلال الكتب والمحاضرات، ويشمل التعليم النظامي مجموعة متنوعة ومختلفة من المناهج والبرامج مثل التعليم الجامعي والتعليم الثانوي والتعليم الأساسي.

ويوجد العديد من الفوائد للتعليم النظامي، وفيما يلي سنذكر أبرزها:-

  • اكتساب المعرفة النظرية

يعتبر التعليم النظامي وسيلة ممتازة من أجل اكتساب المعرفة النظرية في مجموعة متنوعة من المجالات، حيث يوفر التعليم النظامي للطلاب فرصة للتعلم عن العالم من حولهم وتطوير فهمهم للقضايا والأفكار المعقدة.

  • تطوير التفكير النقدي

يمكن أن يكون للتعليم النظامي دور كبير في تطوير التفكير النقدي وحل المشكلات، حيث يتعلم الطلاب كيفية تقييم المعلومات وتحليلها واتخاذ القرارات المنطقية.

  • زيادة فرص التعليم المجاني

يمكن أن يساهم التعليم النظامي الطلاب من خلال  زيادة فرصهم في الحصول على التعليم العالي، حيث يتطلب القبول في معظم الكليات والجامعات اكمال التعليم الثانوي.

أهم التحديات التي تواجه التعليم النظامي

  • التكلفة

يمكن أن يكون التعليم التظامي مكلف بالنسبة للطلاب والمؤسسات التعليمية، حيث يمكن أن يحتاج الطلاب إلى دفع رسوم دراسية ورسوم إضافية مثل رسوم الكتب والمواد الدراسية.

  • الالتزام

يحتاج التعليم النظامي إلى أن يكون هناك التزام من الطلاب، حيث سيحتاج إلى تخصيص وقت وجهد إضافي للدراسة والتعلم.

  • التنوع

قد يكون التعليم النظامي غير متنوع، حيث يمكن أن يركز على مجموعة محدودة من الموضوعات.

كيف يمكن أن يعمل كلا من التعليم العملي والتعليم النظامي من اجل تحقيق التعليم الشامل

يمكن أن يعمل كلا من التعليم العملي والتعليم النظامي معا من أجل تحقيق التعليم الشامل من خلال النقاط الآتية:-

أولا التعليم العملي

يساعد التعليم العملي في تحقيق التعليم النظامي من خلال النقاط الآتية:-

  • تزويد الأفراد بالمهارات اللازمة للحصول على عمل جيد

يمكن أن يساعد التعليم العملي الأفراد في تطوير المهارات اللازمة لهم لوظائف عالية الأجر، وذات قيمة في سوق العمل، كما يمكن أن يساعدهم على كسب دخل كافي من أجل العيش بشكل مريح ودعم أسرهم.

  • وتقليل الفقر والتمييز

يمكن أن يساهم التعليم العملي في تقليل كلا من الفقر والتمييز من خلال تزويد الأفراد بالمهارات اللازمة لكي يصبحوا مستقليين اقتصاديا، ويمكن أن يساعد ذلك في تمكين الأفراد من الخروج من الفقر، وتحقيق المساواة الاجتماعية.

  • تعزيز الاندماج الاجتماعي

يمكن أن يساهم التعليم العملي في تعزيز الاندماج الاجتماعي، وذلك من خلال تزويد الأفراد بالعديد من المهارات اللازمة من أجل التفاعل مع الآخرين في المجتمع، ويمكن أن يساعد ذلك في بناء مجتمعات تكون أكثر تماسكا وتضامنا.

ثانيا التعليم النظامي

يركز التعليم النظامي على تطوير المهارات الأكاديمية والفكرية اللازمة من أجل النجاح في الحياة، ويمكن أن يساعد التعليم النظامي في تحقيق التعليم الشامل من خلال:-

  • تزويد الأفراد بالمهارات اللازمة للتفكير النقدي وحل المشكلات

يمكن أن يساهم التعليم النظامي الأفراد في تطوير مهارات التفكير النقدي وحل المشكلات اللازمة لاتخاذ قرارات مستنيرة في حياتهم، ويمكن أن يساعدهم ذلك في النجاح في حياتهم المهنية والشخصية.

  • تعزيز المواطنة الفعالة

يمكن أن يساهم التعليم النظامي في تعزيز المواطنة الفعالة من خلال تزويد الأفراد باالمهارات اللازمة لفهم القضايا الاجتماعية والسياسية واتخاذ إجراءات بشأنها، ويمكن أن يساعد ذلك في انشاء مجتمعات تكون أكثر ديمقراطية وعدلا.

  • تعزيز التنمية المستدامة

يمكن أن يساعد التعليم النظامي في تعزيز التنمية المستدامة، ويكون ذلك من خلال تزويد الأفراد بالمهارات اللازمة لفهم القضايا البيئية واتخاذ قرارات مستدامة، ويمكن أن يساعد ذلك في حماية البيئة لمستقبل الأجيال القادمة.

ثالثا: التكامل بين التعليم العملي والنظامي لتحقيق التعليم الشامل

لكي يتم تحقيق التكامل بين التعليم النظامي والتعليم العملي من أجل تحقيق التعليم الشامل لابد من دمجهم سويا، ويمكن أن يكون ذلك من خلال مجموعة من الطرق مثل:-

  • المناهج الدراسية

يتم دمج كلا من التعليم النظامي، والتعليم العملي من خلال تضمين وحدات تعليمية عملية في المناهج الدراسية النظامية، فعلى سبيل المثال يمكن أن تتضمن المناهج الدراسية في الرياضيات وحدات تعليمية حول كيفية استخدام الرياضيات في حل المشكلات في العالم الحقيقي.

  • البرامج التعليمية

يمكن أن يتم دمج كلا من التعليم العملي والتعليم النظامي من خلال انشاء العديد من البرامج التعليمية المشتركة التي تجمع بين المهارات العملية والأكاديمية، فعلى سبيل المثال يمكن أن تتضمن برامج التعليم المهني والتعليم العالي وحدات تعليمية حول أخلاقيات العمل والمسؤولية الاجتماعية.

  • مستوى السياسات التعليمية

يمكن أن يتم الدمج بين كلا من التعليم التظامي والعملي من أجل تحقيق التعليم الشامل من خلال توفير برامج الدعم المالي للبرامج التعليمية المشتركة، ويمكن أن يساعد ذلك في ضمان أن يتمكن جميع الأفراد من الوصول إلى هذه البرامج.

من خلال العمل معا بين كلا من التعليم العملي والتعليم التزامي يمكن أن يتحقق التعليم الشامل لكافة الأفراد.


إقرأ أيضا: التعليم الإلكتروني.. بوابة الفكر والمعرفة واكتساب المهارات


ما هي أهم الأمثلة على التعليم الشامل في العمل

من أهم الأمثلة على التعليم الشامل في العمل ما يلي:-

  • شركة Microsoft والتي توفر برنامج تدريبي للموظفين ذوي الاحتياجات الخاصة، ويسمى هذا التدريب Accessibility fundamentals – Training | Microsoft Learn  ويهدف هذا التدريب إلى تزويد الموظفين بالمهارات اللازمة من أجل انشاء منتجات وخدمات تكون أكثر سهولة في الاستخدام للأشخاص ذوي الإعاقة.
  • شركة Google يوجد لديها سياسة تمنع التمييز من حيث العرق واللون والجنس، أو الدين، أو الأصل، أو الإعاقة، أو أي عامل آخر غير العوامل التي تتعلق بالأداء الوظيفي، بالإضافة إلى أن الشركة توفر برامج تدريبية حول التنوع والشمول للموظفين والمديرين.
  • شركة Starbucks لديها برنامج يسمى Starbucks partners living with disabilities  والذي يهدف إلى توظيف الأشخاص ذوي الإعاقة وتوفير  الدعم لهم في مكان العمل.

ما هي أهم الأدوات والتقنيات التي يمكن استخدامها من أجل تعزيز التفاعل بين التعليم التظامي والتعليم العملي؟

يوجد العديد من الأدوات والتقنيات التي يمكن استخدامها من أجل تعزيز التفاعل بين التعليم النظامي والتعليم العلمي، وفيما يلي سنذكر أبرزها:-

  • التعليم الإلكتروني

يعتبر التعليم الإلكتروني من أهم التقنيات التي يمكن استخدامها من أجل تعزيز التفاعل بين التعليم النظامي والتعليم العملي، وذلك من خلال توفير فرص للطلاب للتعلم من خلال تطبيقات وبرامج تعليمية تفاعلية والتي يمكن أن تتضمن محتوى تعليمي حول المهارات اللازمة للعمل في المجالات المختلفة.

  • الواقع الافتراضي والواقع المعزز

يمكن استخدام الواقع الافتراضي والواقع المعزز من أجل توفير تجربة تعليمية تكون أكثر واقعية للطلاب، والتي يمكن أن تساعدهم على فهم متطلبات سوق العمل بشكل أفضل، فعلى سبيل المثال يمكن استخدام الواقع الافتراضي من أجل تدريب الطلاب على كيفية استخدام المعدات الصناعية  أو أداء المهام المهنية المختلفة.

  • التعلم التعاوني

يعتبر التعلم التعاوني من الأساليب التعليمية الفعالة والتي يمكن استخدامها من أجل تعزيز التفاعل بين التعليم النظامي والعملي، وذلك من خلال توفير العديد من الفرص للطلاب للعمل معا في مشاريع حقيقة، والتي يمكن أن تتضمن مشاركة خبراء من سوق العمل.

  • التدريب العملي

يعتبر التدريب العملي واحد من أهم الوسائل التي يمكن استخدامها من أجل تعزيز التفاعل بين التعليم التظامي والعملي وذلك من خلال توفير العديد من الفرص للطلاب للعمل في بيئة مهنية حقيقية، والتي يمكن أن تساعدهم على اكتساب الخبرة العملية اللازمة للنجاح في سوق العمل.

عزيزي القارئ بذلك نكون صولنا إلى ختام مقالنا حول التعليم الشامل، ومفهومه وأهميته، كما ذكرنا أهم التحديات التي يمكن أن تواجه التعليم العملي والتظامي، وأخيرا ذكرنا أهم الأدوات والتقنيات التي يمكن استخدامها من أجل تعزيز التفاعل بين كلا من التعليم النظامي والتعليم والعملي.

إنضم لكوكب المعرفة  مجتمع التعلم الحديث 

مقترح لك ...