تطوير المهارات اللغوية في الكتابة الأكاديمية والإبداعية

تعلم مهارات الكتابة الأكاديمية والإبداعية

وعزز من مهاراتك اللغوية

كتبت:- ياسمين ياسر

تطوير المهارات اللغوية شيء أساسي من أجل التواصل بين الأفراد وبعضها سواء كان على المستوى الشخصي أو العملي، وتتيح لنا التعبير عن أفكارنا ومشاعرنا، وهي من المتطلبات الرئيسية في شتى مجالات الحياة.

الكثير منا يحتاج إلى كتابة تقارير ومقالات وأوراق بحثية، وقد يستخدمها البعض في جانب إبداعي، مثل كتابة القصص والروايات.

لذلك سنتعرف عن المهارات التي يحتاجها الفرد في الكتابة الأكاديمية والإبداعية، وكيفية تطويرها مع تقديم مجموعة من أفضل النصائح التي تميزك في كل مجال، فتابع معنا في كوكب المعرفة…

انضم لكوكب المعرفة

ما هي أهم مهارات الكتابة الأكاديمية؟

الكتابة الأكاديمية تساعد الكثير من الدارسين في إتمام أعمالهم، مثل الأبحاث، والدراسات، والملخصات، والمقالات ببناء لغوي قوي وبألفاظ وتراكيب وأدوات تختص بها عن غيرها من الكتابات.

ومن أهم المهارات اللازمة للكتابة الأكاديمية:-

كتابة النص بنظام

وهذه المهارة تساعد في أن يكون النص أكثر وضوحًا وتعبر عنه بشكل دقيق، حيث يتم تقسيم هيكل النص ليبدأ بمقدمة توضح الأفكار التي تود مناقشتها، ثم فقرات مقسمة بتوازن فتحتوي كل فقرة على فكرة جديدة حتى الوصول إلى الخاتمة التي تلخص أهم الأفكار والنتائج التي توصلت إليها.

تنظيم الوقت

وتتم من خلال وضع جدول يتضمن فيه أوقات الكتابة وأوقات خاصة بأنشطتك اليومية، وتساعدك هذه المهارة على إنجاز كل أعمالك بكفاءة عالية دون أن يؤثر أي منها على الآخر، ويمكنك وضع خطة أسبوعية أو شهرية حسب النص الأكاديمي الذي تريد كتابته.

ترتيب الأفكار

تعتبر من المهارات المهمة؛ لأن فوضى الأفكار هي العائق الرئيسي عند كتابة أي نص، لذلك ينبغي عليك جعل أفكارك دقيقة وواضحة، مع ترتيبها بشكل منطقي على فقرات النص.

مع الحرص على أن تتناول في كل فكرة الأدلة والبراهين التي تثبت صحتها، والمقارنة بين جميع الآراء والحقائق ليخلو النص من التحيز ولتصل إلى إقتراحات تربط الأسباب بالنتائج.

التسلسل أو التتابع

بعد عرض الأفكار من خلال النص، من المهم أن تكون هذه الأفكار مترابطة، ومتسلسلة بطريقة منطقية، حتى يتسنى للقارئ فهمها مع ترتيب النتائج بشكل يتوافق مع الأسباب الواردة، وبذلك يتكامل النص بصورة سليمة.

الصياغة والأساليب اللغوية

يجب مراعاة أسلوب الكتابة، فالكتابة الأكاديمية تعتمد بشكل رئيسي على الأساليب العلمية مع مراعاة استخدام الأساليب التي تناسب الجمهور المستهدف، ووضعها في مكانها اللغوي السليم وباستخدام أدوات الربط التي تحقق تماسك النص.

تجنب الحشو في النص مثل الأساليب البلاغية التي لا تناسب اسلوب النص العلمي، وكذلك اللغة العامية، والآراء الشخصية والأخطاء النحوية، والإملائية حتى يكون النص متكامل ومثالي.

توثيق المعلومات

ولكي تتحقق هذه المهارة، يجب عليك استخدام المصادر الصحيحة؛ لتوثيق المعلومة والحرص أن تكون هذه المصادر موثوقة ومتصلة بموضوع النص، ويفضل كتابة قائمة بالمراجع؛ لضمان عملية منظمة وسليمة.

التنسيق والتصميم

هناك بعض الخطوات التي يجب عليك اتباعها ؛ لتنسيق النص بشكل مثالي، أولها أن ترتب العناوين الرئيسية والفرعية مع مراعاة الفصل بين الفقرات بمسافة مناسبة، وأن يكون حجم الخط متوسط ولونه مناسب واحرص على دعم النص المكتوب بالرسوم والأشكال التوضيحية، حتى تصل المعلومة بسهولة.

اقرأ أيضًا: القراءة الرقمية والكتابة ما بين الأوراق والشاشات

ما هي أهم مهارات الكتابة الإبداعية؟

تعتمد الكتابة الإبداعية على بعض المهارات التي يولد بها الشخص، مثل الموهبة، وبعض المهارات الأخرى التي يمكنك اكتسابها بالتعليم والتدريب؛ للحصول على نص مميز يجذب إنتباه القارئ.

ومن هذه المهارات ما يلي:-

التخيل

وهذه المهارة تساعد الكاتب في الحصول على أفكار مبتكرة وفريدة من نوعها، وخاصة عند كتابة القصص والروايات، فيستطيع من خلالها وضع نهايات غير متوقعه.

الإصرار والمثابرة

فحرص الكاتب على الوصول إلى هدف معين، ووجود العزيمة والإصرار، وعدم اليأس من المحاولة تميز الكاتب الإبداعي وتساعده في تطوير مستواه في الكتابة.

إتقان الكتابة

ويحدث عندما يحاول الكاتب أن تظهر كتابته في أفضل صورة مع الحرص على أن تخلو هذه الكتابة من الأخطاء.

السرد

وتتمثل في قدرة الكاتب على ترتيب أفكار التص بطريقة صحيحة؛ لإيصال تجاربه وخبراته إلى القارئ بكل سهولة، وبأسلوب بسيط، ويتم استخدام هذه المهارة كما ذكرنا في القصص والروايات والمسرحيات.

البحث

وهي قيام الكاتب بالبحث عن المعلومات التي يريدها في النص من مصادر موثوقة، منها الطرق التي تطلب وقت، مثل الكتب والمجلات، ومنها الطرق السريعة، مثل المواقع الإلكترونية، وسيتسم النص حينها بالمصداقية.

إدارة الوقت

فعندما يتطلب من الكاتب تسليم النص في وقت معين، سيحتاج إلى مهارة إدارة الوقت حتي يستطيع إنجاز النص المسرحي على سبيل المثال في وقته المحدد وبجودة عالية، ويتم من خلال تخصيص مدة زمنية؛ للبحث والتفكير، ومدة لكتابة النص، وأخرى للمراجعة.

كيف يمكن تطوير المهارات اللغوية في الكتابة الأكاديمية والإبداعية؟

يبحث الكثير من الطلاب والباحثون عن كيفية تطوير مهارات الكتابة الأكاديمية لديهم لكتابة أبحاثهم العلمية.

ومن أهم الطرق التي يمكن استخدامها:-

القراءة المستمرة:- تساهم في النمو الذهني، وتطور أسلوب الكتابة لدى الكاتب، بالإضافة إلى تكوين خبرات ناتجة من الإضطلاع على كتابات الباحثين ذوي الدرجات العلمية الكبيرة؛ لتتحسن الكتابة الأكاديمية لديك.
الفهم والإستيعاب:- فقبل أن يقوم الكاتب بعرض فكرة معينة على القارئ يجب عليه أن يفهمها ويستوعبها؛ ليصل الأسلوب بشكل مباشر وبسهولة للقارئ.
في البداية يمكنك تقليد بعض الكلمات الأكاديمية:- التي يستخدمها المختصون في هذا المجال حتى يتحسن مستواك في الكتابة.
الإستعانة بالمصادر الموثوقة التي تثبت صحة الأفكار التي تتناولها في النص؛ لتتأكد مصداقيتك وتكون داعمة لكتابتك الأكاديمية، وإذا لم تقم بذلك ستضعف الكتابة.
لا تستخدم الكلمات التي تجذب عاطفة القارئ؛ لأن ذلك لا يمثل الكتابة الأكاديمية التي تقوم على الجدية ويتحقق من خلالها التوازن بين الأساليب والأفكار، وتقل فيها الصور البلاغية والأساليب الأدبية.
مراجعة كتاباتك من قبل شخص آخر:- يتقارب معك في المستوى الأكاديمي ويمكن أن يكون أعلى منك في المستوى، والحرص على تعلم القواعد الإملائية حتى لا تسقط في الأخطاء النحوية والإملائية.

كما تتواجد العديد من الطرق السهلة والبسيطة التي تستطيع من خلالها تطوير مهارات الكتابة الإبداعية لديك، ومنها:-

عدم التوقف عن الكتابة ولو لفترة قصيرة، فالمواظبة عليها ستزيد من مهارتك فيها.
الحرص على قراءة الكثير من النصوص الإبداعية؛ لأنها ستحسن قدرتك على الكتابة الإبداعية بصورة أكبر.
يمكنك في البداية استخدام أساليب كتاب ماهرين في الكتابة حتي يتشكل أسلوبك الخاص.
الإستفادة من خبرات الكتاب الماهرين وأخذ رأيهم؛ للتعرف على أخطاء الكتابة والعمل على إصلاحها.
التعرف على الأساليب، والتقنيات الجديدة في الكتابة وكيفية تعلمها والتدرب عليها.

ما هي الاختلافات بين الكتابة الأكاديمية والكتابة الإبداعية؟

توجد بعض الاختلافات بين الكتابة الاكاديمية والكتابة الابداعية والتي تميز كلا منهما عن الآخر، ويتمثل الاختلاف في:-

المجالات

تتمثل مجالات الكتابة الإبداعية في الموضوعات التي تؤثر في نفس القارئ، مثل الشعر، والقصص، والمقالات، والمسرحيات، بينما الكتابة الأكاديمية تستخدم في كتابة المشاريع البحثية، وأوراق المصطلحات والمؤتمرات، بالإضافة إلى التقارير.

السمات

حيث تتسم سمات الكتابة الإبداعية بالجدية وإستخدام الصور البلاغية، والمحسنات البديعية، ووجود أفكار غير مألوفة مع بروز عاطفة القارئ، بينما يغلب على الكتابة الأكاديمية طابع الرسمية، والتنظيم مع وجود مجموعة من القواعد والهياكل التي تختص بها عن غيرها.

الهدف

تهدف الكتابة الإبداعية إلى توصيل مشاعر الكاتب وأفكاره إلى القارئ ومشاركة تجاربه بأسلوب مميز، بينما يحرص الكاتب الأكاديمي على نقل المعرفة وتبادل الأفكار التي ينتفع بها القارئ في إطار علمي وبأسلوب لغوي معين.

ما هي النصائح لكتابة أكاديمية فعالة؟

يجب عليك تطوير المهارات اللغوية الخاصة بكتابتك الأكاديمية، فعلى سبيل المثال كتابة الأبحاث العلمية قد تكون مرهقة للطلاب خاصة أن كتابتها تحتاج إلى تقديم النظريات والحقائق.

ولكنها في الوقت ذاته تزيد من قدرة الطالب على التفكير وينعكس على حياته بالنجاح، لذلك سنقدم إليك أهم النصائح لكتابة أكاديمية فعالة.

أهم 10 نصائح لكتابة أكاديمية فعالة

الكتابة الأكاديمية تحرص دائمًا على أن تكون الفكرة المقدمة مدعومة بالحقائق والأدلة وخاصة في مجالات البحث العلمي،إليك أهم النصائح لتطويرها، وهي:

تخصيص وقت للقراءة، حتى تحصل على الثراء المعرفي، وتنمي موهبة الكتابة فيك، فالقراءة تجعلك على إطلاع دائم بأساليب الكتابة العلمية المختلفة وتنمي مهاراتك التحليلية.
تنظيم مهام الكتابة، ويحدث من خلال تقسيم وقت الكتابة ليحتوي على عدة مهام، مثل الكتابة المنظمة والغير منظمة والبحث عن الحقائق من مصادر علمية موثوقة.
إتباع قواعد الكتابة الأكاديمية، من خلال التخطيط الجيد، وإتباع قواعد التدقيق والهيكلة مع الحرص على التنسيق المناسب لكل موضوع بحثي طبقًا للإرشادات المطلوبة من المجلة التي ستنشرها.
إستخدام مفردات سليمة ذات قواعد نحوية صحيحة، لأن الورقة البحثية ستقدم معلومات بغرض المعرفة وينبغي أن تكون لغتها صحيحة، وخالية من التعقيد.
تحديد الأساليب المستخدمة، تتسم الأساليب في الكتابة الأكاديمية بأنها تحليلية ومقنعة للقارئ، لذلك من المهم التحليل الدقيق لنوع الورقة البحثية الخاصة بك.
مراجعة النص وتحريره، يجب عليك قراءة النص بعد كتابته بصوت مسموع حتى تتعرف الأخطاء التي غابت عن عينك، وقم بتمييز علامات الترقيم، حتى تتأكد من إستخدامها في المكان الصحيح، مع التركيز على الأخطاء الشائعة ووضعها أمامك لكي لا تقع فيها.
التوثيق الصحيح للمصادر، من الأشياء التي تضمن لك البعد عن الممارسات الخاطئة التي يقوم بها البعض والتي تهدد مسيرتهم الأكاديمية، ويمكنك ترتيبها وإدارتها من خلال الأدوات المتوفرة على الإنترنت.
قم بحضور الدروس التعليمية على الإنترنت أو في جامعتك حتى تبقى على إطلاع بكل المستجدات في المجال مع تطوير مهاراتك الكتابية.
البحث عن الأبحاث التي قام بها المؤلفون الكبار والخبراء في هذا المجال؛ لتتعلم من خبراتهم.
اطلب من الخبراء أن يعطوك آرائهم، وتقبل نقدهم حتى تتحسن مهاراتك، وإذا أشاروا لك على خطأ وقمت بتكراره قم بتدوينه؛ لتتجنبه في كتاباتك القادمة.

اقرأ أيضًا: أسرار تعزيز التفكير الإبداعي لتحسين أدائك في العمل والحياة

ما هي النصائح لكتابة إبداعية قوية؟

ستستطيع أن تخطو أولى خطواتك في عالم الكتابة الإبداعية بواسطة مجموعة من أهم النصائح لتطوير المهارات اللغوية لديك في الكتابة الإبداعية، وهم كالتالي:

قم بتخصيص وقت للقراءة؛ لتستطيع تكوين خبرات تجعلك تكتب بشكل جيد، فلكي تكون كاتب مبدع عليك أن تكون شغوف بالقراءة.
تستطيع أن تستحدث أفكار غير تقليدية، ولكن لا تبالغ بها حتي لا تكن كلماتك متكلفة وأفكارك متصنعة، فالأفكار الإبداعية بسيطة في داخلها وتخلو من التكلف والتصنع.
الممارسة عن طريق الكتابة يوميًا حتى لو لم يكن لديك ما تكتبه، فمن المهم أن تحاول عصف ذهنك والبحث عن مصادر تساعدك حتى يتشكل أسلوب كتابتك، ويتحسن أدائك، ولا تقلق بشأن ضعفك اللغوي، فيمكنك تحسين مهاراتك اللغوية بالتعلم.
معرفة الهدف الذي تريد الوصول إليه، حتى يكون مجهودك مركز عليه، وقم بطرح بعض الأسئلة على نفسك، وأولهم لماذا تكنب هذا النص، ولمن تكتبه والوقت، والمكان الذي تدور فيه الأحداث ، مع معرفة الفكرة الرئيسية للموضوع.
حاول صنع حبكة فنية؛ لتجعل القارئ يشعر بما تكتبه وليس مجرد تصريح إخباري يشعر القارئ منه بالملل، فعند كتابة النص المتعلق بالقصص والروايات، ينبغي عليك عرض كواليس المشهد حتى تكتمل الفكرة.
تعمق في البحث، فالكتابة الإبداعية ناتجة من الخبرات المتراكمة والبحث المتعمق، فلا تظن أنها تعبيرات مبالغة، بل هي أفكار ورسائل تريد إيصالها للقارئ.

ما هي الأساليب الفعالة لتحسين التعبير الكتابي؟

التعبير الكتابي يتمثل في القدرة على اتصالك بالقارئ بواسطة اللغة العربية السليمة؛ للتعبير عن أفكارك، ومشاعرك، وخبراتك، ولكي تستطيع تحسين التعبير الكتابي الخاص بك، ستحتاج إلى اتباع بعض الخطوات، وهي:

القراءة عن الموضوع التي ستكتب فيه؛ لتكوين صورة عامة عنه، مع حصر الأفكار التي تريد مناقشتها مع القارئ على أن ترتب كل فكرة بعنوان رئيسي؛ لتتجنب الأشياء التي لا تهم القارئ، مع توزيعها على المقدمة، والعرض، والخاتمة.
محاولة تخيل ما تريد كتابته ثم التعبير عنه بأفكار منفصلة، مع ربط الأفكار ببعضها بواسطة أدوات الربط المناسبة، ويمكنك الاستشهاد بالقرآن والأحاديث.
مراعاة الوضوح في الكتابة واستخدام اللغة العربية الفصحى، وعلامات الترقيم، والتنصيص، مع الحرص على خلو النص من الملاحظات الجانبية التي تلفت انتباه القارئ، وتبعده عن النص الرئيسي.
تنسيق النص بشكل مناسب من خلال المحافظة على المسافات بين الكلمات والجمل وأن تكون المساحة في بداية الفقرة مقدار كلمة، وبهذا تضمن تنسيق إحترافي للفقرات.

تطوير المهارات اللغوية سيقوم بتحسين كتابة النص الخاص بك، وستجعله على قدر عالي من الإحترافية، لذلك قدمنا إليك أهم المهارات التي تساهم في تطوير مهاراتك في الكتابة الأكاديمية والإبداعية، بالإضافة إلى مجموعة من النصائح الذهبية التي تزيد من قوة النص الخاص بك.

إنضم لكوكب المعرفة مجتمع التعلم الحديث