Menu Close

التوازن بين العمل والحياة الشخصية .. كيف يمكن تحقيقه بذكاء؟

إرشادات لتحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية

كتبت: شيماء عبدالباقي

كلما تقدم بك العمر ستلاحظ أن مسؤلياتك المهنية والعملية تزداد بشكل كبير وبوتيرة من الصعب السيطرة عليها في الكثير من الأحيان، ومن هذه النقطة تظهر أهمية التوازن بين العمل والحياة الشخصية.

التوازن بين العمل والحياة الشخصية
التوازن بين العمل والحياة الشخصية

 

ليس فقط من أجل راحتك، ولكن لتحقيق راحة ورفاهية من حولك أيضا من أفراد أسرتك.

حيث أنه كلما زاد عدد الأفراد المعتمدين عليك كلما ازدادت أهمية تحقيق التوازن،.

ومن خلال الأسطر التالية سوف نتحدث بالتفصيل عن أهنية تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية، فلنتابع سويا.

انضم لكوكب المعرفة

مفهوم التوزان بين العمل والحياة الشخصية

المقصود بالتوازن بين العمل والحياة الشخصية هو إعطاء كل ذي حق حقه، بحيث لا تطغي الرغبة في تحقيق المزيد من النجاحات في العمل على حساب حياتك الشخصية وراحتك.

ولا تقوم باهمال العمل بغرض الترفيه، وذلك من خلال توزيع الجهد والوقت على جوانب الحياة المرنة، وذلك بالقدر الذي يلزم كل مجال.

حيث تختلف طريقة التوازن وفقا لظروف وأنماط حياة الأفراد، ولكن تبقي الخطوط العريضة التي يمكن الاعتماد عليها في وضع خطة من أجل تحقيق التوازن، مع العلم أنه يمكن تغير هذه الخطة بتغير الأولويات ومستجدات الحياة والمهام.

ما هي العوامل والعناصر التي تساعد في تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية؟

يوجد الكثير من العناصر التي يمكن اتباعها من أجل تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية، وتنقسم هذه العناصر إلى فئتين هما عناصر داخلية وتشملك أنت كشخص، ويندرج تحت هذه العناصر قلبك، وعقلك، وروحك.

وعناصر خارجية، ويندرج تحتها عناصر خارجية تشمل كل العوامل المحيطة بك مثل الأشخاص، أو الأماكن، مثل العمل والنشاطات الاجتماعية، والوسائل الترفيهية.

ولكي تستطيع تحقيق التوازن بين جميع هذه العناصر، عليك أن تقوم بتحديد كم من الوقت والجهد يمكن أن تستثمر في كل منهما.

وما الذي يمكن أن تتلقاه بالمقابل، قم باحضار ورقة وقلم، واسأل نفسك مجموعة من الأسئلة التالية، وحاول الجواب عليها، وذلك لكي تأخذ فكرة حول أسلوب حياتك الحالي:-

  • وقت لنفسي

حيث يمكنك تحديد الوقت الذي يمكن أن تقضيه مع الآخرين في ممارسة الأنشطة التي ترغب في المشاركة فيها، والتي تكون جزءا منها، مع منح نفسك حقها، وتخصيص وقت لكي تقضيه بمفردك.

  • العقل

كيف يمكنني أن اتحدى نفسي فكريا، مع الحرص على خلق الفرص لعقلي لكي يرتاح .

  • القلب

هل يمكنني أن استثمر في علاقاتي مع غيري بقدر ما يستثمرون هم في علاقتهم معي، أو بمعنى آخر هل يمكنني أن اعطي للآخرين، بنفس القدر الذي يعطونني.

  • الصحة

تعتبر واحدة من الخطوات الأساسية التي تساعدك على تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية، حيث أنه إذا كنت لم تهتم بصحتك كما يجب.

فالبطبع سيؤثر عليك بالسلب، لذلك يجب عليك ممارسة التمارين الرياضية في الوقت ذاته بما يكفي من تخصيص وقت للراحة والاسترخاء.

  • العمل

وذلك من خلال حرصك على تحقيق ما ترغب في تحقيقه من نجاح في العمل، مع الحرص على الاستمتاع بكل لحظة في رحلتك، نحو تحقيق الهدف.

  • الحياة الاجتماعية

يكون من خلال سؤال نفسك في الوقت الحاضر الاستمتاع بحياتي الاجتماعية مع الأصدقاء والمعارف، وتخصيص وقت لنفسي وخلوتي.

  • شريك حياتي

وذلك من خلال تحديد وقت لنفسك مع الحرص على تحقيق وقت للآخرين من أفراد أسرتك.

  • العائلة

يكون ذلك من خلال سؤال نفسك كيف يمكنك القيام بواجباتك تجاه عائلتك، بالإضافة إلى الحرص على الالتزام بالحدود الصحية المناسبة.

  • الترفيه

كيف أخلق وقتا من أجل القيام بالأنشطة التي يمكنني الاستمتاع بها حقا مع الحرص على عدم الإفراط والمبالغة في الشئ.


إقرأ أيضا:- بهذه الطريقة حققت التوازن بين البيت والعمل


أسباب عدم التوازن بين العمل والحياة الشخصية

يوجد الكثير من الأسباب التي تؤدي إلى عدم التوازن بين العمل والحياة الشخصية، والتي لابد من معرفتها لكي يتم علاجها والتغلب عليها، ومن أسباب عدم التوازن بين العمل والحياة ما يلي:-

  • ضعف الوعي

يعتبر هذا السبب واحد من أهم الأسباب التي تشعرك بعدم أهمية تحقيق التوازن وأنه غير جدير بالتعب والمجهود الذي يمكنك بذله لكي تقوم بتحقيقه.

هذا بالإضافة إلى عدم وعيك بشكل كامل بالأدوار والمهام التي تقع على عاتقك ومن مسؤليتك، كل هذه الأمور تجعل الصورة ضبابية بعض الشئ، وهو ما يتسبب في النهاية إلى أن جزء من حياتك يطغي على الجانب الآخر.

  • نهم النجاح

ربما تضع هدف كبير نصب عينك تسعى لتحقيقه وهذا بلا شك أمر عظيم، ولكن مما لا شك فيه إذا جعلت كل وقتك مرسخ لتحقيق هذا الهدف فإن ذلك يعني أنك تهمل بعض جوانب جياتك الأخرى.

ومن ثم فإنه يمكنك أن تخسر علاقتك الاجتماعية مع بعض أفراد أسرتك، ومن ثم فإنك لا تشعر بقيمة النجاح الذي حققته مهما كان الهدف.

  • زيادة المسؤليات

حيث تتطلب الكثير من المسؤليات توفير المال، وهو ما يجعلك في النهاية تضطر لترجيح كفة العمل عن الحياة الشخصية.

لذلك قم بوضع الأمور في نصابها الصحيح، ولا تطلب المثالية في كل اتجاه، لذلك يجب عليك أن تتقبل نقص بعض الكماليات لكي تكون قادر على تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية.

  • شدة المنافسة

مما لاشك فيه أن شدة المنافسة في مجال العمل تؤدي إلى حدوث خلل في التوازن بين العمل والحياة الشخصية، حيث أنها تحتاج إلى المزيد من الوقت والجهد لكي تكون قادر على اثبات ذاتك ونفسك.

حيث أن الحل ليس في إهمال التوازن وإنما في وضع خطة من أجل التطوير، والتي تكون محددة من خلال جهد ووقت بالتوازي مع بقية مهامك.

  • الهروب

من أكثر الأسباب التي تؤدي إلى عدم التوازن بين العمل والحياة الشخصية هو الهروب من المشاكل العائلية التي توجد في حياتك، أو ربما الخوف من التعثر والفشل.

لذلك احرص على أن تواجه مشاكلك بكل شجاعة، حيث تعتبر المواجهة واحدة من أفضل الطرق لنزع الخوف عنك، ولكي تتجنب الانسياق وراء تبعات الخوف من السلوكيات التي تضر بتوازن حياتك.

كيف يمكن تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية؟

يوجد العديد من الطرق التي يمكن اتباعها لكي تكون قادر على تحقيق التوزان بين العمل والحياة الشخصية، ولكن يأتي على رأس هذه العناصر الإيمان بالمبدأ نفسه.

حيث أنه كلما ادرك المرء أهمية الشئ، كلما كان احرص على تطبيقه، وفيما يلي سنذكر أهم النقاط التي ستساعدك على تحقيق التوازن:-

  • أنت الأولوية

حيث أنه لابد أن تدرك أنك رأس مال نفسك، ولابد أن تكون الأولوية لصحتك النفسية والجسدية من أجل تحقيق التوازن، وذلك لانك إذا تعثرت سيتوقف كل شئ.

فعلى سبيل المثال إذا منحت كل وقتك في انجاز الكثير من المشاريع وأهملت حينها صحتك العامة، وبالفعل حققت الكثير من النجاحات والمال، لكن حينها ستجد نفسك أرهقت بدنيا، وستتوقف عن العمل لفترة، وربما تنفق أضعاف الأموال التي قمت بحصادها.

لذلك اعمل بجد واجتهد ولكن لا تتجاوز حدود طاقتك، وتوقف فور حدوث أي طارئ، واحرص على مجموعة من النقاط التي تساعدك في الحفاظ على صحتك مثل ممارسة التمارين الرياضية.

  • تحديد المسؤليات

من أهم النقاط التي ستساعدك على تحقيق التوازن تحديد المسؤليات، فعلى سبيل المثال إذا كنت واحد من الأشخاص الذين يعملون بدوام كامل ولكن عن بعد وغير متزوج فهذا يعني أن مسؤلياتك ومهامك تختلف عن زميل لك متزوج ولديه أولاد.

حيث أنه من المهم تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية من خلال حصر المسؤليات، وتحديد الهدف المراد تحقيقه، ووضع استيراتيجية واضحة لتحقيق كل هدف.

  • التقييم المستمر للوضع

يعتبر التقييم خطوة مهمة من خطوات تحقيق التوازن، ويشمل التقييم مجموعة من النقاط تتمثل في هل علاقتك بأسرتك مستقرة، هل تسلم مشاربعك في الوقت المناسب بكل مرونة.

هل تجد نفسك شغوف ومستعد من أجل تحقيق التوازن بين حياتك الشخصية ومهامك الوظيفية، من المهم أن تقوم بإعادة ترتيب الأولويات بشكل مستمر، وذلك لكي تكون قادر على الحفاظ على تحقيق التوازن في حياتك.

  • تحلى بالمرونة للتعامل مع المستجدات

فعلى سبيل المثال إذا احتاجك العمل في يوم من الأيام لقضاء ساعة إضافبة لا تتوتر، فالموضوع أبسط من ذلك، قم بقضاء الساعة وإنجاز العمل المطلوب.

ثم بعد ذلك احصل على إجازة تقوم فيها بتعويض الجهد المبذول، فالمثالية الزائدة تدمر كل شئ، لذلك كن مرنا مع التغيرات التي يمكن أن تحدث من أجل تحقيق التوازن، وتحمل العقبات.

  • اعمل بذكاء

حيث أنه لا يمكن أن يتوقف الإنجاز والنجاح على كم الجهد المبذول، وإنما يكون على النتيجة التي تحققت، لذلك كن حريص دائما على أن تعمل بذكاء.

  • انتبه لأسرتك

حيث أن التخطيط لقضاء وقت أكبر وعالي الجودة مع أسرتك بحيث تستمتع بكل لحظة تقضيها معهم واحدة من أهم النقاط التي تساعدك على تحقيق التوازن، حيث أن العمل يمكن تعويضه.

ولكن الأسرة بالطبع لا، وقم بلفت نظر أسرتك بأنه ليس معني وجودك في المنزل أنك متاح لهم طوال الوقت فالعمل يحتاج إلى بعض الوقت أيضا، حيث أن هذا الأمر يجعلهم يتفهمون طبيعة ما تبذله من جهد ويقدرونه.


إقرأ أيضا: قواعد الحياة السبعة للعيش بسلام داخلي وإتزان نفسي


ما هي اهم الآثار السلبية للموظفين لعدم تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية؟

يوجد مجموعة من التأثيرات السلبية التي تؤثر على الموظف لعدم قدرته على تحقيق التوازن بين العمل وحياته الشخصية، وفيما يلي سنذكرها:-

  • التأثير على الربحية والنمو، حيث أنه بلا شك ستنخفض إنتاجية الموظف بسبب عدم قدرته على تحقيق التوازن.
  • فعلى سبيل المثال إذا سهر مع أفراد أسرته وقت أكثر من المحدد له ولم يأخذ القسط الكافي من النوم فإن ذلك سيؤثر على إنتاجياته، ومن ثم على ربحية الشركة أو المؤسسة التي يعمل فيها.
  • من أهم الآثار السلبية أيضا لعدم تحقيق التوازن هو ترك الموظفين لعملهم، وعدم قدرة الشركة في المحافظة على موظفيها.
  • فعلى سبيل المثال يمكن أن تقوم الشركة بتحميل المموظف عمل يفوق طاقته وبشكل مستمر، مما يجعله غير قادر على تحقيق التوازن في حياته الشخصية، من ثم يفكر في الاستقالة وترك العمل.

عزيزي القارئ بذلك نكون وصلنا إلى ختام مقالنا حول تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية، وذلك من خلال ذكر كيفية الطريقة التي يمكن بها تحقيق ذلك، وأهم التأثيرات السلبية في حالة عدم تحقيقه.

إنضم لكوكب المعرفة  مجتمع التعلم الحديث 

مقترح لك ...