هل تعرف نفسك
كتبت : إيمان عبد الله
دَواؤُكَ فيكَ وَما تُبصِرُ – وَدَاؤُكَ مِنكَ وَما تَشعُرُ
أَتَزعُمُ أَنَّكَ جُرمٌ صَغير – وَفيكَ اِنطَوى العالَمُ الأَكبَرُ
فَأَنتَ الكِتابُ المُبينُ الَّذي – بِأَحرُفِهِ يَظهَرُ المُضَمَرُ
وَما حاجَةٌ لَكَ مِن خارِجٍ – وَفِكرُكَ فيكَ وَما تُصدِرُ
(الإمام علي بن أبي طالب)
السؤال هنا: هل تعرف نفسك ؟
قسم العلماء الشخصية إلي مناطق من خلال نافذة جوهاري وهي طريقة حديثة للتعرف علي الذات وأبعادها، وأعدها وشرحها عالمي النفس جوزيف لوفت وهاري إنغهام ١٩٦٩فكلمة “جوهاري” جاءت من جوزيف لوفت و هاري.
ومن خلال تلك النافذة يتعرف الشخص وعلي النظرة والانطباع الذي يتركه لدي الآخرين، لذلك كانت لهذه الطريقة أهميتها في مجال التسويق وعلوم التواصل و التدريب والتعليم والتربية.
تضمنت هذه النافذة أربع نماذج خاصة للتعرف علي النفس:
أولا : المنطقة الحرة أو المنطقة المفتوحة Arena:
في هذه المساحة كل ما تعرفه عن نفسك ويعرفه الأخرون ، من مميزات و قيم الفرد وشخصيته، إدراكه وهو ما نسميه “الظاهر ” .
وكلما صغرت مساحة الذات المنفتحة، دلت علي ضعف وسوء اتصالنا بالأخرين، وكلما زاد واتسع النشاط الحر المنفتح إستطعنا أن نتواصل مع الآخرين بسهولة ويسر، وتنساب الأفكار والمشاعر، وتتوحد الجهود ويجد كل طرف أن من السهل عليه أن يشارك.
ثانيا: المنطقة العمياء Blind area أو Blind spot :
وهي مساحة ما لا تعرفه عن نفسك ويعرفه الأخرون .
نحن قد نتحدث بطريقة معينة أو بلهجة معينة، وعلي وجوهنا تعبير ما، نحن لا نري ذلك التعبير ولكن الناس يرونه ويدركونه، وفي واقع الأمر أن سلوكنا هو ما يؤثر في كيف يرانا الأخرون وبالتالي يؤثر ذلك الأمر في كيفية تعاملهم معنا، يعني ذاك أن أثناء الحديث مع الأخرين قد نرسل لهم رسائل غير لفظية، مثل حركات اليد وطريقة الجلوس وتعابير الوجه وهذه الرسائل ستجعلهم يروننا بمنظار ما ويقدرون أمرا ما بخصوصنا، وقد يخفي الأمر علينا لأننا لا نري ما نفعل، مثل زلات اللسان، ما يدار حولنا من شائعات، و مشاعر الأخرين تجاهنا. مثال إذا قال احدهم جملة في موقف ما وهو لم يقصد بتلك الجملة ما فهمه الأخرون، عندها يبدأ التفسير من قبلهم وحسب ما يظنون به، وعندها تبدأ المشكلة وتتوتر العلاقات فيما بينهم.
ثالثا: المنطقة المخفية أو القناع Hidden Area أو Facade:
ما تعرفه عن نفسك وتخفيه عن الأخرين ولا يراه الأخرون فعلا يكون في تلك المنطقة، أخطائنا، أسرارنا، أمنياتنا، نقاط ضعفنا، ومخاوفنا، ….التي لا نريد الأخرين معرفتها، وذلك لأسباب عرفية أو أخلاقية أو دينية، وهو ما نسميه” الباطن”.
هذه المنطقة ذات أهمية ولا يمكن إلغاؤها.
رابعا: المنطقة المجهولة أو الغير معروفة unknown Area:
تتضمن هذه المنطقة الأشياء التي لا يعرفها الفرد عن نفسه ولا يعرفها الأخرون، وهي ما تفسر سلوك بعض الأفراد لا يعرفون مسبباتها.
المعلومات التي تحيط بك وبالآخرين والتي لا يمكن توقعها أو التنبؤ بها، و قد تضم ما يحدث مستقبلا و مهما حاولنا تفسيره أو تخيله يظل داخل منطقة التخمين أو الممكن دون احتمال أكيد للحدوث.
الخلاصة: كل منا لديه هذه النوافذ ولكن تختلف نسب اتساعها من شخص لآخر، وكلما اتسعت المساحة المفتوحة ، كانت علاقاتك بالآخرين كبيرة، وكلما زادت البقعة العمياء فإن ذلك يدل علي عدم تقبلك للنصيحة من الآخرين وبعدهم عنك، و أيضا كلما اتسع الجزء المجهول، كلما كانت خبرتك بذاتك وبالعالم من حولك ضعيفة، وكلما زاد الجزء الخاص بك كانت علاقتك بالأخرين ضعيفة.
ومازال متاح ان تتحكم في تلك النوافذ لتحقق ما تتمني تحقيقه من أهداف ونجاحات.
[latest-selected-content limit=”5″ display=”title,excerpt” titletag=”strong” url=”yes” linktext=”إقرأ الموضوع كاملا” image=”full” elements=”3″ type=”post” status=”publish” dtag=”yes” orderby=”dateD” show_extra=”taxpos_category_before-title”]