وهمية “لو غيرك قدر يبقى انت كمان تقدر”
كتب : نهاد رجب
هل ممكن قبولنا لمفهوم “اني مش احسن واحد في الدنيا زي ما بابا بيقول” يكون هو ده طريقنا للنجاح في الحياة نفسيا واجتماعيا؟
تعالوا واحدة واحدة كده اكلمكم عن حاجة مهمة ممكن تكون غريبة بالنسبة لاغلب الناس اللي دخلوا في مجال تطوير الذات ..
دلوقتي شخصية حضرتك مكونة من قدرات وسمات ..
قدراتك هي القدرات الفطرية اللي ربنا عز وجل وضعها فيك واللي ممكن تطورها من خلال التدريب ، اما السمات فهي العادات الصغيرة اللي مارستها لفترة طويلة ونتج عنها نمط معين في شخصيتك يقدر الناس منه يتنبأوا بردود افعالك ..
فكل انسان فينا عنده قدرات وكل انسان فينا عنده سمات ..
دلوقتي حضرتك لو مفهمتش ان كل انسان عنده “قدراته” وظنيت ان “طالما غيرك قدر يبقى انت كمان تقدر” ، فده في حد ذاته من ضمن اسباب الاختلال اللي ممكن يحصل في شخصيتك ويؤدي لا قدر الله لاضطراب .
ومن أسباب اضطراب الشخصية البارانويا هو تحميل الشخص اكتر من استطاعته وايهامه انه يقدر يوصل بس هو اللي فاشل وكسول .
تحميله اكتر من اللازم بمفهوم “اعتمد على نفسك” فيطلع الشخص شاكك في العالم الخارجي والناس وعنده ضعف في الثقة بنفسه وبيتهم الناس انهم مضطهدينه وعايزين يإذوه ..
نيجي لمعضلة “لو غيرك قدر يبقى انت تقدر” .. غيرك ده ببساطة ممكن يكون قعد سنين يطور مهارة او “قدرة” عنده وصلته للي هو عليه ..
على سبيل المثال ، لو بصيت لأصابع اغلب لاعبي البيانوا او كرة السلة هتلاقيها طويلة بحكم اللعب المستمر واحتياج الجسد لشكل معين من الاصابع علشان يقدروا يمسكوا الكورة بإحكام ..
فلو جيت حضرتك وقولت “هما مش احسن مني في حاجة” وحاولت تلعب مرة واتنين وتلاتة وعشرة .. مش هننكر انك هتجيب نتيجة بس يمكن ساعتها او بعدين تحبط لانك هتكتشف انك مش عارف توصل لمكانهم زي فلان ابن عمتك او علان ابن خالتك .
تيجي بعض الكتب او المدربين التحفزيين يقولولك “غيرك مش احسن منك” ولكن في حقيقة الامر : ايوة غيري ممكن يكونوا احسن مني عادي ..
وقبولي لإن غيري ممكن يكونوا احسن مني في مجال ما ، هيخليني احاول اكتشف نقطة قوتي في انهي مجال + هيعلمني اني اقبل نفسي واقبل الاختلاف واحب نفسي بشكل غير مشروط .
إذن المعادلة الصحيحة هي : انا فلان اعترف ان “غيري” ممكن يكون احسن مني وقابل جدا ان “غيري” ممكن يكون احسن مني ، وفاهم ان مش كل القدرات ممكن تكون متساوية وان قدراتي في مجال ممكن تكون اعلى من مجال تاني.. وانا بحب نفسي بشكل غير مشروط وقابل عيوبي زي مانا قابل نقاط قوتي..
بعض مرضى التوحد احسن منك في الجمع والطرح والقسمة
وبعض المكفوفين احسن منك في قوة الانصات
وانت ممكن تكون احسن من مارك زوكيربيرج في التواصل مع الناس
وهو احسن منك في تفويض المهام .
انت احسن مني في الشكل بس انا احسن منك في التفكير البصري
وانت احسن مني في التفاعل الاجتماعي وانا احسن منك في الشرح بس انت احسن مني في …. الخ الخ وانا احسن منك في الخ الخ ..
فلو انتي شايفة ان ابن اختك احسن من ابنك في الدراسة .. فغالبا ابنك احسن من ابن اختك في حاجة تانية .. ومحاولتك انك تخلي ابنك زي او احسن من ابن اختك هو نبذ حقيقي لابنك وطريقة لصنع مضطرب نفسيا عايز يرضي ماما عنه.
ولو شايفة ان جوز ياسمين صبري احسن من جوزك في الرومانسية وعايزة جوزك يتغير علشان يبقى رومانسي فانتي بالطريقة ديه بتزرعيله فكرة مباشرة انه مش كفاية ومجرد محاولته انه يتغير علشانك هتؤدي في النهاية لفتور بينكم لانه هيفضل طول الوقت حاسس انه مش كفاية او انه بيمثل علشان يرضيكي
والعكس صحيح ..
وبناءا عليه ؟
اقبل نفسك .. اقبل غيرك واعترف انه احسن منك وان كده كده الحياة هتمشي .. دور على نقطة قوتك ومستحيل منطقيا انك تكون الافضل في كل حاجة .. دا لو افترضنا ان اعظم اتنين طباخين في العالم عملوا ملوخية واحد منهم هيعملها احسن من التاني .. مش معنى انك شبه فلان في مجاله انك الافضل في كل حاجة فيه ، حتى نفس المجال فيه قدرات بتختلف من شخص للتاني.
زود ثقة ابنك في نفسه لما تزود ثقته في العالم وانت بالنسبة له العالم ومجرد موافقتك انه يغلط او انه يفشل او يقع ودعمك ليه في كل حالاته ده افضل شيء في الدنيا ممكن تقدمه لانسان انت ساهمت في ايجاده في الدنيا.
مجرد تصديقك انك لازم تنجح لان فلان نجح وهو “مش احسن منك” هيخليك تجرب وتفشل وتجرب وتفشل لانك عايز تحقق نتايج من غير ما تقوي قدرات ومهارات ، ولما في النهاية تفشل هتلاقي نفسك بتلوم الناس والعالم والظروف وبتتهم طوب الارض انه واقف ضدك بس في حقيقة الامر محدش واقف ضدك يا صديقي .. انت اللي مش عارف
وبالراحة على نفسك .. كُل واحدة واحدة محدش بيجري وراك .. حتى العفريت اللي كنت بتجري لقدام علشان خايف منه ، لو بصيت في وشه كويس ودققت في تفاصيله هتتصدم لما تكتشف انه “انت” مش حد غريب..
عيش بهدوء ومحدش فعلا بيجري وراك .
ويومكم اجمل من يومي
[latest-selected-content limit=”10″ display=”title,excerpt” titletag=”strong” url=”yes” linktext=”إقرأ الموضوع كاملا” image=”full” elements=”11″ type=”post” status=”publish” dtag=”yes” orderby=”dateD” show_extra=”taxpos_category_before-title”]
Founder of the H.I A , Public Speaker and Hypnotherapy Gangster, CMS-CHT, FIBH
مؤسس منهج فن الاقناع والتأثير النفسي بالتنويم الضمني ، مدرب ومعالج بالتنويم الايحائي ، مؤلف كتاب تعلم كيف تحدث التنويم بالايحاء ، مؤلف كتاب التنويم الضمني ، مؤلف الكورس الصوتي “لغة الاقناع والتأثير”