المهارة التى لا يتقنها الجميع
كتبت: إيمان سمير
-أهمية التأقلم فى حياتنا وفكرة أنصاف الحلول-.
أننا جميعاً فى هذه الحياة نأمل أن نعيش حياتنا بشكل سليم وخالى من العيوب والخطأ والنقصان،
وهذا يعد من حقنا كبشر،
فقد يسعى الإنسان ويتمنى أن يحقق كل مايريده فى الحياة بكل قوته،
ولكن فى أغلب الأحيان قد لايدرك الإنسان ما يتمناه أو يريده بشدة،
لإن الحياة لا تعطى للإنسان كل مايريده دفعه واحدة، أو قد لاتعطيه شيئاً من أحلامه ربما.
والحقيقة أننا نعيش الحياة وفقاً لمقولة المتنبى الشهيرة التى تقول،
“ليس كل ما يتنمى المرء يدركه، تجرى الرياح بما لا تشتهى السفن” .
أنها هى الحقيقة اللا متناهية إذاً ياصديقى..
بمعنى؛ أن الإنسان يريد أن يحيا ويعيش بأمل ولكن الحياة قد تأتى عكس مايتوقعه بخيبة أمل،
حيث أنها قد تفرض عليه نفسها بكل ضغوطتها ومعاناتها وآلامها وقسوتها،
بمعنى آخر ؛ يأتى الأرجح وصريح فقد يمثل ذلك الفرض الكامل من سيطرة الحياة على الإنسان، وجوب العيش والتأقلم بالإرادة الإنسانية وأن يقبل أنصاف الحلول التى يتوهم ربما أنها تكن أختيارية!
فالآخر كل مايملك أن يفعله هو أن يعيش برغبته
ولكن الحقيقة تكون غير ذلك!
لعلها الحياة تجبرنا على أن نرضى بها،
لذلك على الإنسان أن يضع لنفسه أحتمالات الفشل والمعاناة تجاه الحياة،
حتى لايصطدم بالواقع أو يحبط من عدم تحقيق آماله وطموحاته فيما بعد،
بإختصار ودقه فى المضمون،
علينا أن نتقبل فكرة الحلول المؤقتة التى تكن مرضية برغبتنا،
علينا أن نتقبل فكرة أنصاف الحلول،
علينا أن نتقبل فكرة التأقلم بصدر رحب ونفس راضية،
ولا ننجرف بالتأقلم ونفقد معناه، ونحوله إلى أنه يبقى تنازل عن حقوقنا فى الحياة.
– اليس صحيحاً بأن الحلول المؤقتة ليست كذبة؟
لكل إنسان فى الحياة مبررات ووجهة نظر،
التى يقتنع بها ويصر عليها،
ممايجعله يضع لها حلول ويبررها لنفسة ولغيره تجاه الحياة.
حيث أن تلك الحلول التى يلجأ إليها الإنسان تحدد بناءاً على موقفه فى الحياة،
فقد تبنى هذه المبررات والحلول من جانب الإنسان الشخصى والإجتماعى والثقافى والأقتصادى.
لذلك فقد تكن هذه الحلول هى حلول جزئية مؤقتة هى أشبة بأنصاف حلول،
هى تلك”المسكنات الفكرية”، التى نصنعها ونتوهم دوماً أنها حلول صحيحة ودائمة، ونتقبلها بإرداتنا،..
“حيث أننا نعتقد ذلك”،
هى تكن مثل المسكنات التى تعالج العرض بصفة مؤقتة حيث أننا نأمل خلال هذه الفترة أننا شفينا نهائياً،
ولكن الحقيقة المؤلمة التى نكتشفها بعد ذلك، وبعد أنتهاء مفعولها و زوالها ترجع أعراض المرض كما هو عليه من قبل،
هى تلك الحلول التى نرضى بها عندما تضيق علينا وجهة نظرنا،
فنصبح فى مأزق وحيرة بين ما نتمناه أن يحدث من حلول صارمة جدية واجبة الحدوث، وبين الواقع الذى حدث ونعيش فيه الذى لا يكن على حسب أهوائنا ورغبتنا،
فعندئذ علينا أن نتقبل فكرة تلك الحلول الوسطية المؤقتة، تلك المسكنات من الحلول لحل مشاكلنا بصفة مؤقتة وقصيرة.
– تأقلم لتحيا .. التأقلم مهارة لايدركها الجميع.
لعل كل ما على الإنسان أن يفعله هى المقاومة،
نعم .. المقاومة من أجل البقاء،
كثيراً منا قد يختلط عليه الأمر بين مفهوم التأقلم مع الظروف، وما بين التنازل عن الحقوق والتخلى عن المبادئ فى الحياة،
وبما أن الفرق بينهم يكن ضئيلاً،
لذلك وجب علينا التفرقه بينهم جيداً لإدراك حقيقة كلاً منهما.
-فالتأقلم مع الظروف قد يختلف تماماً عن التنازل عن حقوق الإنسان فى الحياة،
-يعد التأقلم فن ونعمة وميزة بل يعد مهارة فى حد ذاته،
قد يتميز بها بعض الأشخاص ولا يملكها الكثيرون فى الحياة.
حيث أنه قد يختلف حجم التأقلم بأختلاف الأشخاص، ومدى قدرتهم على التحمل والتكيف للمتغيرات الحياتية الطارئة،
وهذا يعد وفقاً لحياتهم الإجتماعية والثقافية والأقتصادية والسياسية.
فالتأقلم فكرة متاحة لدينا سواء كانت برغبتنا أو مهارة اكتسبنها،
ولكن لابد أن نطرحها فى حسبننا من أجل أن نحيا، من أجل أن نعيش حياة لايشوبها أى إجهاد أو معاناة أى ألم أو قسوة،
حياة لايشوبها أى صراع بين أنفسنا وبين
الأمر الواقع الذى فرض علينا ونعيشه،
التأقلم هو الحل الأوحد من أجل العيش الظاهرى المتظاهر بإرداتنا.
حيث يأتى التأقلم لا دفعة واحدة،
ولكن فقد يأتى بعد مرحلتى الحدث والصدمة ثم يأتى التأقلم وبعده يأتى التعود،
فبرغم من عدم القابلية عند البعض لفكرة للتأقلم،
إلا أننا لايمكن أن ننكر،
أن التأقلم يمنحنا قوة جديدة من أجل حياة أفضل،
فهو يعطينا فرصة من أجل أن نحيا ونبقى،
وحده هو التأقلم ياعزيزى القادر على أنه يمنحك المصالحة لتتقبل حياتك الجديدة،
ولعل الحد الفارق والفاصل بين التأقلم والتنازل عن الحقوق،
هو أن التأقلم له حدود وضوابط،
وهى تتمثل فى عدم المساس بالثوابت والمسلمات والمبادئ،
لأن التخلى عن تلك الضوابط يعد هو التنازل عن الحقوق بشكل مباشر.
إياك ياعزيزى وتقديم التنازلات واحد تلو الآخر حتى يتلاشى كيانك فى الحياة.
لذا فإن الفرق بين التنازل والتأقلم اتضح بشكل صريح وهو أن كل عملية تأقلم ستؤدى إلى تضيق حريتك وتغير أفكارك وتدمر مبادئك،
هى تعد قبول وموافقه من الإنسان بشكل صريح عما هو حق له،
ومن ثم يجب أن تتجنب القيام بفعل ذلك من الأفضل لك عزيزى القارئ، حتى لا تخسر نفسك وتفقد كيانك.
-وأخيراً فيمكن لنا بشكل ملخص ومختصر،
أن نحجم الفكرة والهدف ..
عزيزى القارئ فليكن لك المزيد من التنبؤ والأستقبال والحكمة، لكل ماهو يشكل عكس رغبة الإنسان فى هذه الحياة وتوقع حدوثه والتعامل معه بشكل لا يقبل فكرة التنازل والتخلى عن النفس بكل ماتحمل من مبادئ وحقوق وواجبات بكل ماتحمل من ثوابت.
ذلك هو التأقلم فى شكلة الإيجابى الذى يعد مهارة عليك التباهى بها، وليكن لك أيضاً طرح فكرة تقبل الحلول مع متغيرات الحياة، التى تعد مؤقتة وهذا وفقاً لنتيجة هذا التأقلم فى ثوبه السليم.
[latest-selected-content limit=”10″ display=”title,excerpt” titletag=”strong” url=”yes” linktext=”إقرأ الموضوع كاملا” image=”full” elements=”11″ type=”post” status=”publish” dtag=”yes” orderby=”dateD” show_extra=”taxpos_category_before-title”]
القراءة هى شغفي والكتابة هوايتي الحرة التى تستهويني .. أحب أن أكتب في الكثير من المجالات وأجد موطنى الخاص فى كوكب المعرفة