Menu Close

أسرار من حياة أنيس منصور

أنيس منصور
أنيس منصور
أنيس منصور أصل الفكره و المنطق والمعنى و المضمون
كتبت: ايمان سمير

يمكن ده مش أوانه لا هى ذكرى ميلاده ولا وفاته
لكنى قررت من خلال المقال دة أحاول أعرفكم اكتر على الكاتب الكبير ” أنيس منصور ”
و إنى كمان أحكى لكم تجربتى الواقعية معه

الحقيقة هى مكانتش تجربة شخصية بشكل مباشر
لكن هى تجربة فكرية ممتدة بالتواصل العقلى، وده من خلال أعماله، ومقالاته، كلماته، ومقتطفاته، وأحاديثه
يعنى من خلال كيانه وكونه ككاتب بصفه عامه
يمكن لو مهما جيت أتكلمت عن الأديب ” أنيس منصور “
مش هعرف أوفى حقه من خلال الكلام
مش هعرف أشرحه ﻹنه مصطلح بسيط الفهم شديد التمعن

بإختصار هو الشخص السهل الممتنع
إللى بيبان صعب ومعقد فى جمله لكن عند التدقيق فى كلماته تجدها تحمل المعنى الصادق البسيط المتظاهر بالصعوبة واللامعقولية فى المعنى، ” تلك هى العبقرية التى أتصف بها” .
لكنى فى السطور القليلة القادمة و أولاً: فى إيجاز بسيط جداً هنتعرف عليه وعلى جوانب من حياته وشخصيتة
إذن من هو؟ وماهى كانت دراسته؟ وماهى ألقابه التى لقب بها، ومن هى زوجتة التى احبها من أعماق قلبه، والتى كانت ملهمته؟
وثانياً: حكاية تجربتى الشخصية مع ” أنيس منصور ”
كل هذا فى محاولة اكثر لمعرفته ولتفسيره ..
التعريف بالكاتب والمبدع والفليسوف أنيس منصور
المفكر والمبدع أنيس منصور الذى ولد فى 18 أغسطس 1948م
حفظ أنيس منصور القرآن وهو فى سن صغيرة بكتاب القرية
حصل منصور على المركز الأول فى دراسته للمرحلة الثانوية، ليلتحق بعدها بكلية الآداب قسم الفلسفة جامعة القاهرة
ثم بعد ذلك حصل على الليسانس عام 1947، حيث عمل معيداً فى جامعة عين شمس لفترة، ثم تفرغ للكتابة والعمل الصحفى.
اختار أنيس منصور التفرغ للصحافة والكتابة
حيث إنه ترأس العديد من مناصب رئاسة تحرير عدد من الصحف والمجلات
وكان له مقال يومى فى جريدة أخبار اليوم يتميز ببساطة أسلوبه
كان يعمل فى جريدة أخبار اليوم حتى عام 1976، اصبح بعدها رئيس مجلس إدارة دار المعارف، ثم أصدر مجلة الكواكب.
جعل نفسه أيقونة لمحبيه، تعلم أكثر من لغة فكان يجيد الإنجليزية، والإيطالية، والفرنسية، والروسية، والألمانية
وهذا ما مكنه من الاطلاع على ثقافات عديدة، حيث ترجم إلى العربية الكثير من الأعمال الأدبية و الكتب الأجنبية، بلغت حوالى 9 مسرحيات و 5 روايات من مختلف اللغات، وأيضا 12 كتاب لفلاسفة أوروبيين.
كما اهتمت دور النشر العالمية بترجمة الكثير من أعماله إلى العديد من اللغات الأوروبية وخاصة الإنجليزية والإيطالية
كما سافر إلى العديد من بلدان العالم
ألف العديد من كتب الرحلات ما جعله أحد رواد هذا الأدب منها “حول العالم فى 200 يوم، اليمن ذلك المجهول، أنت فى اليابان وبلاد أخرى”.
حيث أنه لقب بعدو المرأة اللدود، ولكن هذا يعد ظلما كبيرا له.
” أنيس منصور “،..
كلما يذكر أسمك يتذكر السامع كلماتك الساخرة الناقدة للمرأة وخصالها
فأنت من قلت فتش عن المرأة وراء كل مصيبة.
وقلت أيضا الخداع والكذب والغرور ليس عملاً واعياً عند المرأة، إنها الغريزة
وغيرهم من المقولات التى رسخت فى أذهان قراءك فكرة عداءك للأنثى.
ولكن لحظة هناك وجهاً خفى لك يحمل كل تقدير ومحبة للمرأة
فمقابل كلماتك الناقدة اللاذعة، كان لك أخرى مُقدرة ومُنصفة.
فأنت نفس الشخص الذى اعترف صراحة ذات مرة وقال: نعم أحب المرأة .. فهى التى استطاعت بذكائها وتسامحها ورقتها و بقوة شخصيتها واحتوائها، أن تجذبنى بخيوط حريرية ناعمة من حياة العزلة لأصبح مخلوقا اجتماعياً يتفاعل وينعم بالزواج .
ونفس الشخص الذى قال أيضا: المرأة خرجت من الرجل، لا من رأسه لكى تتحكم فيه، ولا من قدميه لكى توقعه
إنما من أحد جنبيه لكى تكون إلى جواره، ومن تحت ذراعيه لكى تكون فى حمايته، وبالقرب من قلبه.
إذن لماذا تلك الصورة السلبية تؤخذ عنك؟ وكيف لنا أن نتعرف على وجهك الآخر المحب للمرأة والمقدس لدورها؟
اعتراف واضح وصريح يخرج من الفيلسوف الصحفى الأديب فقد صب جم سخريته على المرأة لأجل التخفيف عن الرجال الذين لم يحالفهم القدر بحياة عاطفية سعيدة.
وباتوا ينتظرون كتاباته الدورية لعلها ترسم الابتسامه على وجوههم برغم قسوتها ..

ولكن هل تغيرت تلك النظرة بعدما سقط منصور نفسه فى براثن الحب؟

الإجابة كانت لدى السيدة رجاء حجاج زوجة الأديب الراحل وعشقه الأول والأخير
حيث أنها هى من استطاعت أن تغير مفهوم الحب والزواج عند أنيس منصور

إذنً علينا أن نتعرف على من هى تلك السيدة التى تقف وراء معاناة الأستاذ؟
تجيب السيدة رجاء: أنيس بطبعه ساخر، يسخر من كل شىء، وعندما كنت أقول له: “إن الناس سيظنون إنك تعيس فى حياتك”
كان يجيبنى قائلاً: “الواقع شىء والسخرية شىء آخر”
كنت أتفهم ما يكتبه، فقد كنت أعرف طباعه الساخرة، التى تجعله يسخر من كل شىء حتى من الزواج رغم أنه متزوج ،وحتى من قصص الحب رغم أن ما بيننا قصة حب طويلة لا تنتهى
تستكمل السيدة رجاء قائلة: أنيس كان الحياة بالنسبة لى ..
فقد كان دائماً ما يحفزنى ويدفعنى للأمام، ولم يكن الزوج التقليدى، بل على العكس كان نجاحى فى أى عمل أقوم به مناسبة رائعة يحتفل بها.
وعندما كنت أطالبه بمحاولة التخفيف قليلاً من لهجة السخرية من المرأة كان يقول لى ضاحكاً بأن الناس فى حاجة إلى الابتسامة، وأن هناك مئات الأزواج التعساء، الذين ينتظرون كلماته، التى يخفف بها عنهم.
وطوال مشوارى معه لم يحاول أن يجعلنى أغضب منه أو يغضب منى، وفى أيامه الأخيرة – وقبل أن يشتد المرض عليه – اكتشف أن زجاجة عطرى المفضل قد فرغت
وكان شقيقى فريد موجوداً فى المنزل، فطلب منه أن ينزل معه ليشترى لى زجاجة جديدة
عندما حاول فريد منعه وقال له: “إنه سينزل ليشتريها” رفض أنيس وصمم على النزول بنفسه وقال له: “لن يشترى أحد شيئاً لرجاء وأنا عايش”، اتكأ على كتفه ونزل معه رغم محاولاتى لمنعه من النزول، ولكنى كنت أعرف أنه لن ينصت لى أو لأى أحد آخر.
تستكمل السيدة الفاضلة رجاء حديثها وتقول: يظن الجميع أنه قد رحل بينما هو باق معى بذكرياته وأنفاسه وكلماته وسطوره ..
أنيس لم يفارقنى لحظة، فما زالت لمساته تدفئ يدى وقبلاته تعطر خدى.. أنا أعيش مع أنيس وهو يعيش فى دمى وأعماقى..
يسكن كيانى وأناديه كل يوم وأرتب له أشياءه وأجهز له طعامه النباتى، الذى لم يأكل غيره فى حياته، فقد كان نباتياً، ولم يكن من هواة أكل اللحوم، ولم يكن لديه سبب لذلك وحتى عندما اشتد عليه المرض وأمره الأطباء بتناول اللحوم رفض بشدة ولم يتناول سوى الأسماك.
تختم قائلة: ما بينى وبين أنيس لا ينتهى، فحياتنا سوياً مستمرة رغم رحيله، فهو قد رحل عن قرائه وأصدقائه وعشاقه، ولكنه لم يرحل عنى.. باق فى أعماقى حتى النهاية.. بل وما بعد النهاية.
رحل عن عالمنا أنيس منصور فى يوم 21 أكتوبر من عام 2011م، عن عمر ناهز 87 عاماً
بعد تدهور حالته الصحية إثر إصابته بالتهاب رئوى، لكنه رحل بجسده وظلت أعماله وأقواله حاضرة بيننا فى كل وقت.
تجربتى الواقعية مع المؤلف الكبير أنيس منصور
هو من اﻷشخاص المؤثرين بشدة فى تكوين شخصيتى وحياتى وإدعاء أكتشافى لنفسى
يمكن أولى معرفتى ” بأنيس منصور” كانت من خلال العمود اليومى “مواقف” فى جريده اﻷهرام
كنت بقرأ و أنا صغيره “جريده اﻷهرام” يومياً لمجرد فقط أن نظرى يقع على عمود مواقف لأنيس منصور
من خلال عمود “مواقف” ده فتح ليا بصيص من نور الفكر و التأمل و المعرفة وبداية حبى الأول للكتابه
كنت أوقات بكون مش على قدر من المعرفة الكاملة بما أقرؤه و فتفسير وفهم الكلام بصورة واضحة وصحيحة، ودة لصغر سنى و ركود تفكيرى وحدود معلوماتى
لكن كنت أشعر بمعنى كلامه وأهميته
أنيس منصور رحمه الله من اﻷشخاص إللى بيعتمدوا فى توصيل مناهجهم للآخرين عن طريق الصدق فى المعنى والمعايشة لكل أعمالهم بأختلافها
نعم ..
فهو بيعتمد على أنتقاء الكلام وأدق المعانى فى توصيل معلوماته و ده منهجه، كمان بيعتمد على أصل الفكرة من جذورها وده لأستنباط القارئ المعنى
بيعرف امتى يخترق حدود تفكيرك و حقيقه مشاعرك
بيعتمد فى أفكاره على منبع العقل و باطن الجنون،أسلوبه يبان معقد للعامه، لكن الحقيقه أن أسلوبه أسهل و أبسط مما يمكن
أكيد فى حياتك عزيزى القارئ، صدفت فى يوم قرأت له مقالة أو مقوله
أو قصه قصيرة أو اسم كتاب فقط أو محتواه
أو مجرد حكمه صغيرة للكاتب الرائع ده أو أستوقفتك كلاماته ..
“منصور” من المفكرين اللى بيعتمدوا فى كتاباتهم، على أنه يخلق حالة من المعايشة الحقيقيه الكاملة للقارئ
يعنى لو قرأت كتابات “أنيس منصور” هتصدقها تصديق تام و هتشعر أن الموقف ده حصله فعلياً وبعد كده هتشعر أنك جوه العمل ده ، سواء كانت قصه أو كتاب أو مجرد مقولة بسيطه،
و مش أى كاتب يتمتع بمدى المصدقيه دى..
هو كاتب أهم ما فى أسلوبه أنه بيتمتع بالمنطقيه العقلية والحيادية اﻹيجابيه فى توصيل مفاهيمه.
عزيزى القارئ المطلع على كل ماهو جديد فى عالم الصحافة والمعرفة والمحب للكتابة والثقافة بشكل عام،
حقاً يمكن لك أن تختلف أو تتفق معاه فى مفهومه وأرائه ..
وكذلك يمكن أن تختلف أو تتفق معى فى نظرتى وحقيقه الكاتب “أنيس منصور” ولك كامل الحرية والإرادة والتقييم
لكن اﻷكيد أن كتابات المؤلف والعبقرى ” أنيس منصور “، ستظل باقيه بيننا، و لن تمر علينا مرور الكرام أبداً
وأخيراً ونهاية المقال أو التجربة إللى حبيت أعرضها
حبيت اقول أن دى كانت بداية حديثى عن أنيس منصور وليست نهايته !

[latest-selected-content limit=”10″ display=”title,excerpt” titletag=”strong” url=”yes” linktext=”إقرأ الموضوع كاملا” image=”full” elements=”11″ type=”post” status=”publish” dtag=”yes” orderby=”dateD” show_extra=”taxpos_category_before-title”]

 

مقترح لك ...