الغيرة المرضية .. تفاصيل المشكلة وعلاجها
كتبت: شيماء عبدالباقي
الغيرة المرضية أو كما يسميها البعض الاستحواذ العاطفي، هو مرض يعاني منه البعض ويكون نتيجة الحب الزائد أو لأسباب أخرى متعلقة بحب السيطرة وعدم الثقة في النفس، ويؤدي هذا الأمر في كثير من الأحيان إلى عدم الاستقرار العاطفي ومن ثم الانفصال، ومن خلال هذا المقال سنقدم لكِ ما هي الغيرة المرضية، وأعراضها، وأسبابها، وطرق العلاج منها، وذلك لكي تتمكن من التغلب عليها والوقاية من أن تصيب علاقتك الزوجية.
الغيرة المرضية
هو اضطراب نفسي يتعرض له أحد أطراف العلاقة وغالباً يكون الرجل، ويكون تفكيره منشغلاً بعدم إخلاص الطرف الأخر له دون وجود أي دليل يثبت ذلك، لذلك تصدر منه بعض التصرفات والسلوكيات الغير مقبولة اجتماعياً.
أعراض الغيرة المرضية
يوجد العديد من الأعراض للغيرة المرضية والتي تختلف من شخص لأخر، ولكن توجد بعض الأعراض التي تشترك لدى الكثير من الأشخاص والتي سنذكرها فيما يلي:-
- الشك الغير طبيعي والمبالغ فيه في دوافع الشريك وتصرفاته وسلوكياته.
- مراقبة الشريك وملاحقته في كل مكان للتأكد من الأماكن التي يتواجد فيها.
- التفتيش في أغراض الشريك الشخصية مثل قرءاة الرسائل النصية التي توجد على الهاتف، أو السماع إلى الرسائل الصوتية الموجودة في البريد الصوتي، كل هذه الأشياء يقوم بها أحد الطرفين لكي يتأكد من وفاء الطرف الأخر.
- كثرة الاتصالات والرسائل بين الشريكين عندما يكون متباعدان، وذلك بسبب عدم الثقة الكافية لدى أحدهم.
- كثرة سرد الحكايات والقصص غير الواقعية المتعلقة بالخيانة وعدم الوفاء، كنوع من لفت النظر ومحاولة رد فعل الطرف الأخر عند سماعه مثل هذه القصص.
- التعدي على حقوق الشريك وحريته الشخصية، وذلك من خلال التحكم فيه ومنعه من زيارة الأقارب أو الأصدقاء.
- عدم الاعتراف بالعيوب الشخصية.
- عدم تقبل قرار الطرف الأخر في إنهاء هذه العلاقة بالرغم من مطالبته بذلك.
أسباب الغيرة المرضية
يوجد العديد من الأسباب التي تؤدي إلى إصابة الشخص بالغيرة المرضية، والتي سنذكرها فيما يلي:-
-
ضعف الثقة بالنفس
حيث أنه يمكن للشخص أن يشعر بالغيرة المرضية بسبب ضعف الثقة بالنفس لديه، والتي تجعله يتخيل أن الطرف الأخر أكثر ذكاءاً منه وأفضل فيحاول حصاره من كل الجوانب كي لا يتركه وحيداً.
-
أسلوب التربية
حيث أن عدم الاهتمام بالشخص في صغره في أسلوب التربية يجعل الشخص يخشى فقدانه، والذي يدفعه بالنهاية إلى المبالغة في امتلاك الطرف الآخر.
-
التجارب السابقة
حيث أنه في حالة وجود أي تجارب سابقة لدى الشخص تجعله يفقد القدرة على الثقة بالأخرين.
-
الشك المرضي
وهي أصعب من الغيرة، حيث أن هذا الأمر يجعل الشخص يشك بالأخرين وفي كل الأحوال، ومن ثم يتغير في أسلوب المعاملة ويتصرف بشكل غير مفهوم ولا مقبول.
-
جودة العلاقة
حيث وجد أن الغيرة تزداد بشكل غير طبيعي في العلاقات الغير مستقرة أو الغير محببة، حيث أن الغيرة هي شعور بالخوف من فقدان شخص ما، لذلك نجد الطفل أو الشريك عندما يصبح غير متأكد من شعور الحب من عائلته تصبح الغيره لديه شديدة، لذلك فإن الغيرة ترتبط بشكل قوي بجودة العلاقة.
علاج الغيرة المرضية
من المعروف أن الغيرة المرضية عاطفة غير عقلانية، وفي معظم الأوقات تكون عبارة عن اضطراب نفسي، ويوجد العديد من الطرق التي يمكن اتباعها لعلاجها، وفيما يلي سنذكر أهمها:-
-
معرفة الأسباب الخفية
حيث يرجع السبب في التحكم في هذه الغيرة معرفة الأسباب التي أدت إلى جعلها في المقام الأول في المشاعر، ثم بعد ذلك يتم الابتعاد عن أي تفكير أو تصور سلبي مرتبط بتلك الغيرة.
-
تقبل الذات
حيث أن الكثير من الأشخاص يقر بغيرته دون أن يتصرف بناءاً عليها، لذلك فإن علاج مثل هذه الحالات يتطلب أن يرأف الشخص بنفسه، هذا بالإضافة إلى أن يتعامل معها بكل هدوء، وكذلك التركيز على الثقة بالنفس والقوة، ومواجهة النقد الداخلي الذي يتعرض له والتصدي له، حيث أن كل هذه الأمور تجعل الشخص يؤمن بأنه قوي حتى إن كان وحده ولا يحتاج إلى حب شخص معين لكي يكون بخير، ومن ثم يمكنه التغلب على المشاعر السلبيه لديه والتي تسبب الغيرة.
-
الهدوء
ويكون ذلك من خلال سيطرة الشخص الغيور على نفسه وعدم التصرف بشكل مندفع، حيث أن هذا الأمر قد يتسبب في جرح مشاعر الشريك الأخر وتتسبب في شرخ في العلاقة يدوم على المدى الطويل، هذا بالإضافة إلى أنه يولد الكثير من مشاعر الخوف وعدم الشعور بالثقة والأمان لدى الطرف الآخر.
-
وضع الأهداف
ويكون ذلك من خلال السعي وراء تحقيق الأهداف التي لا تتوقف على أشخاص معينين، هذا بالإضافة إلى الوصول إلى ما يرغب الشخص في تحقيقه والاستمرار في فعل الأشياء التي تزيد من حب الأخرين له وفي نفس الوقت يكون غير مرتبط بهم.
-
الحصول على أصدقاء مناسبين
ويكون ذلك من خلال اختيار أصدقاء مناسبين يمكنهم تقديم الدعم للأخرين في الوقت الذي يحتاجونه، هذا بالإضافة إلى أنهم يمكنهم مشاركة أصدقائهم أمورهم والتخفيف عنه ومن مشاعره السلبية واستبدالها بمشاعر إيجابية.
تأثير الغيرة المرضية على العلاقة الزوجية
حيث يعاني الكثير من الأزواج من وجود الغيرة المرضية التي تؤثر على علاقتهم بشكل سلبي، وفيما يلي سنذكر أهم تلك التأثيرات:-
-
الانفصال
ويكون ذلك بسبب الغيرة المرضية التي ليس لها أي مبرر أو وجود دليل، وتتسبب في الطلاق أو الهجر أو حتى استمرار الحياة الزوجية بدون أي سعادة أو استقرار لمجرد وجود الأبناء، ويترتب عليها زيادة البعد بين الزوجين والشك والجفاء في علاقتهم.
-
الشعور بتدني الذات
حيث أنه من الطبيعي أن الشخص الذي يعاني من الغيرة المرضية أنه ذو قيمة قليلة، ويكون محبط ومرهق بشكل مستمر، والذي يترتب عليها ممارسة حياته بشكل غير طبيعي.
-
فرض السيطرة
حيث أن الغيرة المرضية تزيد من الشعور لدى الشخص بأنه في حاجة إلى السيطرة على الطرف الأخر وتملكه من خلال العلاقة التي تربط بينهم، والذي يترتب عليه لا محالة الفشل في العلاقة، حيث أن الحب ليس الهدف منه التملك، وذلك لأن المحب الحقيقي دائماً يسعى لتحقيق رغبات الشريك وتحقيق الأفضل له.
فيما سبق قدمنا لكِ الغيرة المرضية التي يمكن أن تتعرضِ لها في حياتك الزوجية، كما ذكرنا لك أسبابها وأعراضها وطرق العلاج منها، لكي تتمكنِ من التغلب عليها في حالة الوقوع فيها، ونتمنى أن تشاركينا بأفكارك في مواجهة هذا الموضوع.
[latest-selected-content limit=”3″ display=”title,excerpt” titletag=”strong” url=”yes” linktext=”إقرأ الموضوع كاملا” image=”full” elements=”3″ type=”post” status=”publish” dtag=”yes” orderby=”dateD” show_extra=”taxpos_category_before-title”]