Menu Close

قصص ومواعظ في حياة النبي موسى

أهم المواقف في حياة سيدنا موسى عليه السلام

قصة سيدنا موسى مع الفتاتان، وسيدنا الخضر

كتبت: شيماء عبدالباقي

النبي موسى، دائما نلاحظ أن هناك الكثير من المواقف والمواعظ في حياة الأنبياء والرسل، والكثير من الدروس المستفادة التي تحدث أثناء نشرهم للدعوى الإسلامية وترك عبادة الأصنام، وعبادة الله الواحد الأحد، ونحاول دائما وأبدا أن نستفيد من هذه الدروس، واليوم حدثينا عن النبي موسى عليه السلام.

النبي موسى
النبي موسى

انضم لكوكب المعرفة

وسوف نتحدث عن أهم المواقف المؤثرة في حياته، والدروس المستفادة منها، وقصته مع الخضر والفتاتين، هذا بالإضافة إلى معجزاته، ومن خلال الأسطر التالية سوف نتحدث عن حياة النبي موسي بالتفصيل، فلنتابع سويا.

مولد النبي موسى

ولد نبي الله موسى ابن عمران بعد وفاة سيدنا يوسف بما يقارب من 520 سنة، ولد في مصر وكان حاكمها في ذلك الوقت فرعون، وكان مضطهد لبني إسرائيل، وقد أمر في هذا الوقت بقتل الأطفال الذكور من أبنائهم، حتى ينقطع نسلهم، وخوفا من النبي الذي سيأتي.

عندما ولد سيدنا موسى عليه السلام خافت عليه أمه من هذا المصير وأن يذبحه فرعون مثل ما فعل مع باقي الأطفال الذكور لبني إسرائيل.

فأوحى الله لأمه بأن تلقيه في اليم، وأن الله سوف يقوم بحفظه، وسوف يرده إليها دون أن يصيبه أي مكروه، ففعلت أمه ما أمرها الله به، ثم بعد ذلك وجدته إمرأة فرعون وأحبته وتعلقت به كثيرا.

حيث أتخذته إمرأة فرعون ابنا لها وتربى في بيت فرعون وهي التي قامت بتسميته باسم موسى، والمقصود بالاسم هو الذي تم انتشاله من الماء، وهو مثل ما حدث مع النبي بعد أن قامت أمه بإلقائه في صندوق في اليم.

تربى النبي موسى وكبر في قصر فرعون ولكن يعرف حقيقة انتمائه لبني إسرائيل، وبينما كان يمشي ذات يوم في المدينة وجد رجلين يقتتلان أحدهما من بني إسرائيل والأخر من بني فرعون فطلب الذي من بني إسرائيل مساعدته.

فساعده حتى قتل الرجل الذي من بني فرعون ضربة مات فيها عن غير قصد منه، وخاف حينها سيدنا موسى من يشيع الخبر في المدينة، وبالفعل انتشر الخبر في المدينة وحينها هرب النبي موسى عليه السلام إلى بلاد الشام.


إقرأ أيضا : عمرو بن العاص والفتح الإسلامي لمصر.. عبقرية ودهاء


قصص من حياة النبي موسى عليه السلام

يوجد العديد والكثير من القصص في حياة سيدنا موسى عليه السلام، وفيما يلي سنذكر أبرزها:-

قصة المرأة العقيم

في ذات يوم جاءت إمرأة إلى سيدنا موسى وطلبت منه بأن يدعو لها بأن يرزقها الله ابنا صالح، فدعى نبي الله موسى لها الله سبحانه وتعالى وجاء الرد من الله بأنه شاء أن يجعلها عقيم، وأخبرها سيدنا موسى بذلك، ثم جائته بعد عام وطلبت منه نفس الطلب، ودعا لها وأخبرها بنفس الرد.

وبعد عدة أعوام جاءت نفس المرأة إلى سيدنا موسى وتحمل على يديها ابنها طفلا، وحينها سأل موسى ربه، يارب كيف لهذه المرأة أن تحمل وتنجب وقد قلت شئت أن تكون عقيم، فأخبره ربه بأنه كلما قلت عقيم قالت هي رحيم فطغت رحمتي على قدرتي فأنجبت.

قصة الفتاتين

سافر سيدنا موسى إلى بلاد الشام وتحديدا مدين بعد أن هرب من مصر بعد ما حدث معه ما حدث وقتله لرجل من قوم فرعون، وبينما هو جالس يستريح وجد فتاتين ينتظران الرجال من انتهاء الماء حتي يملئوا.

فقام سيدنا موسى إليهن وسألهم لماذا لم يأتي أحد من أقاربكم الرجال ليسقي لكم، فكان جوابهما أن أبوهم شيخا كبيرا لا يمكنه أن يسقي لهما فسقى لهم نبي الله موسى عليه السلام.

وعندما عادا الفتاتان إلى بيتهم حكى لوالديهما ما حدث معهما، فأعجب به، وطلب منهما بأن يذهبان إليه ويأتيان به إليه، وعندما ذهبا ليأتيان به وافق أن يذهب معهما وطلب منهما أن يوصفان له الطريق وأن يمشيان خلفه حتى لا يفتن بهما ويرى جسمهما، ويكون ذلك دليل على عفة نبي الله موسى.


إقرأ أيضا: الصحابي الجليل خالد بن الوليد وأهم أعماله


قصة سيدنا موسى مع الخضر

في يوم من الأيام سأل نبي الله موسى الله سبحانه وتعالى أي الناس أعلم، فجاوبه الله سبحانه وتعالى بأنه يوجد عبدا في البحرين هو أعلم الناس، ويدعى الخضر.

فسافر سيدنا موسى له طالبا منه العلم، وأن يعلمه مما علمه الله، فوافق الخضر على طلب النبي موسى عليه السلام، وطلب منه أن يصطحبه ولكن دون أن يسأله عن أي شئ، فوافق سيدنا موسى على ذلك.

في البداية ركب سيدنا موسى مع الخضر السفينة دون أن يقومان بدفع الأجر، ثم بعد ذلك قام الخضر بخلع لوحة من الخشب من السفينة، فاعتقد سيدنا موسى أنه يريد أن تغرق السفينة.

فقام بسؤال الخضر عن ذلك ولكن الخضر لم يجاوبه فقط ذكره بالاتفاق الذي تم بينهما وهو أن يصاحبه دون أن يسأله عن شئ، فاعتذر منه سيدنا موسى واستكمل رحلته مع الخضر.

بعدها خرج الخضر ونبي الله، وحينها وجد الخضر غلام فقتله، فاستنكر سيدنا موسى ما قام الخضر بفعله، فعاد وذكره بالاتفاق، واعتذر منه مرة ثانية، واستكمل رحلته.

ثم دخل المدينة إلى أن وجد فيها سورا على وشك السقوط فأعاد الخضر بناؤه، فسأله حينها سيدنا موسى عن سبب بنائه للسور، وحينها فارقه الخضر ولم يعلق.

ولكن بعد ذلك وضح له الخضر  حقيقة كل فعل قام به أثناء هذه الرحلة، فأما عن العيب الذي قام به في السفينة كان حتى لا يستولى عليها حاكم ظالم يقوم بأخذ السفن الجديدة، أما بالنسبة للفتى الذي قام بقتله فكان حفاظا على والديه الصالحين من فسقه وفجوره.

أما بالنسبة للجدار الذي أعاد بناؤه إنه يوجد تحته كنز لطفلين يتمين وقد أعاد بناء السور لكي يحافظ على السور، وأخبره بالنهاية بأن كل ما قام بفعله هو أمر من الله سبحانه وتعالى.

أهم المواقف المؤثرة في حياة سيدنا موسى عليه السلام

يوجد الكثير من المواقف المؤثرة في حياة نبي الله موسى عليه السلام، وفيما يلي سنذكر أبرزها:-

موقف تجبر فرعون مع سيدنا موسى

يوجد الكثير من المواقف التي تدل على جبروت فرعون مع سيدنا موسى، والتي منها أنه أمر بقتل كل طفل ذكر من بني إسرائيل خوفا من أن يأتي على يد طفل منهم وأن يزول ملكه وعظمته.

وسخر كل شئ من ملكه وجبروته لتنفيذ ذلك فقد قال تعالى في كتابه {إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ولكن لم يستطع حيث أنه جرت وتحققت مشيئة الله التي لا يمكن أن يمنعها أي شئ} صدق الله العظيم.

موقف أم موسى عند ولادته

كان موقف أم سيدنا موسى صعب للغاية حيث أنجبته في الوقت الذي أمر فيه فرعون بقتل كل الأطفال الذكور لبني إسرائيل، ولكن أوحى الله سبحانه وتعالى إليها بأن تضعه في صندوق وتلقيه في النهر، وأن الله سوف يرجعه إليها.

فقد قال تعالى في كتابه {وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ} صدق الله العظيم، وذلك لتجده إمرأة فرعون وتأخذه ابنا لها ويتربى أمام عين أمه وتكون مرضعة له.

موقف سيدنا موسى من قتل القبطي

حيث قام سيدنا موسى عليه السلام بقتل نفس، وهو رجل من الأقباط ولكن بعدها تاب إلى الله، فلما غفر الله له تعالى شكر ربه على غفرانه لذنبه.

كما جاء في القرآن الكريم {قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِلْمُجْرِمِينَ} صدق الله العظيم.

طلب سيدنا موسى لأخيه هارون لمشاركنه في الدعوى

في بداية الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى طلب النبي موسى عليه السلام من الله أن يصطحب أخيه هارون في دعوته، حيث أن سيدنا هارون أفصح منه في القول وله حكمة، كما أن ذلك فيه إشارة لأهمية الدعوة بشكل كامل.

فقد جاء في القرآن الكريم {وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ} صدق الله العظيم، فاستجاب له الله قائلا في كتابه سبحانه (قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ).

موقف سيدنا موسى وهارون عليهما السلام من فرعون

حيث أن موقف كلا منهما تجاه فرعون في الدعوى إلى الإسلام موقف كبير ويحتاج إلى تهيئة بشكل مسبق، حيث أنهم أمام شخصية قد جمعت بين الجبروت والسلطة ولا تخشى لومة لائم من أجل أن يظل ملكها.

وبالرغم من ذلك فقد أمرهما الله سبحانه وتعالى باللين في الحديث معه ودعوته إلى عبادة الله الواحد الأحد، حيث جاء في القرآن الكريم {فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} صدق الله العظيم.


إقرأ أيضا: هل تعلم ما هي المواقف المؤثرة في حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم


عزيزي القارئ بذلك نكون وصلنا إلى ختام مقالنا حول قصص ومواعظ في حياة النبي موسى عليه السلام، وذكرنا قصته مع الفتاتان، وسيدنا الخضر، كما ذكرنا أهم المواقف المؤثرة في حياته والتي من أبرزها طلبه من الله سبحانه وتعالى أن يشاركه أخوه هارون في الدعوى.

عزيزي القارئ إذا كان محتوى المقال مفيد بالنسبة لك سنكون سعداء بمشاركتك للمقالة مع أصدقائك حتى تعم الفائدة على الجميع.

إنضم لكوكب المعرفة  مجتمع التعلم الحديث 

مقترح لك ...