الصحابي الجليل خالد بن الوليد وأهم أعماله
كتبت : سعاد طه
صحابة رسول الله صل الله عليه وسلم اتصفوا بخصال حميدة وجليلة، فكانوا بحق هم خير القرون.
كما قال فيهم رسول الله صل الله عليه وسلم (خير الناس قرني ثم الذين يلونهم، ثم يجيء أقوام تسبق شهادة أحدهم يمينهم ويمينه شهادته)
حيث تجلى هذا بوضوح في تحمل الصحابة رضي الله عنهم للأذى الجسدي والأذى النفسي في سبيل دعوة الله الإسلامية ونصرتهم لنبي الله صل الله عليه وسلم، والحديث ليس له نهاية في الأعمال الخيرية من جهة صحابة رسول الله والوقوف بجانبه أثناء الغزوات والحروب التي كانت بينهم وبين الكفار، واليوم اخترنا لكم صحابي جليل الذي كان بدوره يدافع بدمه وماله من أجل نصرة الإسلام بعد دخوله فيه وهو الرجل القوي الشجاع سيف الله المسنون سيدنا خالد بن الوليد وفي هذا الموضوع سوف نذكر أهم الأعمال التي قام بها.
طفولة خالد بن الوليد
ولد خالد بن الوليد رضي الله عنه في مكة المكرمة بين ستة أخوة، حيث أرسل كسائر أخوته إلى صحراء مكة حتى يعيش مع المرضعة الخاصة به حتى يعتاد على جو الصحراء الشديد الصعوبة الذي من خلال هذه الأماكن يشتد بها عوده ويقوى عضله، ولما كبر وبلغ من العمر خمس سنوات رجع إلى أبيه في مكة المكرمة، وتعلم فيها الفروسية وتعلم ركوب الخيل في سن صغيرة، حيث تميز خالد بن الوليد عن أقرناه بذكائه وفطنته وحسن تدبيره، حيث كان رضي الله عنه طويل القامة وضخم الجسد وعريض الأكتاف، لون بشرته بيضاء.
تعريف خالد بن الوليد
سوف نقدم لمحة من لمحات شخصية خالد بن الوليد وكيفية إسلامه وحياته، فهو لمن يكن من السابقين الذين أسلموا في مكة المكرمة، بل أسلم خالد بن الوليد رضي الله عنه بعد هجرة رسول الله صل الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة، وكان هذا في شهر صفر من السنة الثامنة للهجرة قبل أن تفتح مكة المكرمة، وخالد بن الوليد رغم إسلامه المتأخر مقارنة بغيره من الصحابة الذين أسلموا قبله إلا أنه كانت حياته حافة بالإنجازات العظيمة والأعمال القيمة، حيث أنه رضي الله عنه شارك في العديد من الغزوات والفتوحات بعد وفاة النبي صل الله عليه وسلم في عهد الخلفاء الراشدين مثل مشاركته في غزوة مؤتة وغزوة حنين وكان قائدا عظيما في الفتوحات.
لقب خالد بن الوليد
نظرا لشجاعة خالد بن الوليد رضي الله عنه وبسالته المعهودة فلقبه النبي صل الله عليه وسلم بسيف الله، حيث قال له أي بكر الصديق رضي الله عنه عندمه سلمه لواء الجيش لمقاتلة المرتدين حين ذاك( إني سمعت رسول الله صل الله عليه وسلم يقول( نعم عبد الله وأخو العشيرة خالد بن الوليد سيف من سيوف الله سله الله على الكفار والمنافقين)
نسب خالد بن الوليد
أما عن نسب خالد بن الوليد رضي الله عنه هو بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن كعب وكانت كنيته أبو سليمان القرشي المخزومي وهو بن أخت السيدة ميمونة أم المؤمنين بنت الحارث رضي الله عنها وأرضاها، وهو من صحابة رسول الله الذي لمع أسمهم في هذه الحروب والغزوات.
شجاعة خالد بن الوليد
تعد شجاعة خالد بن الوليد من الصفات الحميدة التي كان يتحلى بها وهذه الصفة رفعت من شأنه ومكانته، حيث أن الشجاعة هي الشدة عند البأس، وأما شجاعة الاصطلاح هي كما عرفها الراغب بصرامة القلب عند الشدائد والأهوال في المخاوف، ومن أبرز صفات خالد بن الوليد رضي الله عنه وما كان يضرب به الأمثلة في شخصيته الأخلاقية، وما اشتهر به من حنكة وقوة حربية وعسكرية وهذا ما شهد له شواهد كثيرة على تلك الشجاعات.
إسلام خالد بن الوليد
توجه المسلمون إلى مكة المكرمة في العام السابع من هجرة رسول الله صل الله عليه وسلم حيث أرسل الوليد بن الوليد برقية إلى أخيه خالد بن الوليد يدعوه فيها للإسلام ودعوة البعد عن عبادة الأصنام وترك الجهل والضلال الذي يعيش فيه، حيث تحرك قلب خالد بن الوليد إلى هذا الكلام حيث توجه مع عثمان بن طلحة إلى يثرب حتى يعلن إسلامه، حيث التقيا في الطريق بالصحابي الجليل عمر بن العاص الذي كان متوجها أيضا لنشر إسلامه.
معركة اليرموك
وقعت هذه المعركة في شهر جمادي الآخرة في تمام السنة الثالثة عشرة من هجرة النبي بين الروم والمسلمين، وكان قائد هذه المعركة في هذا الوقت هو خالد بن الوليد رضي الله عنه وصاحبه عدد كبير من الصحابة الكرام ومنهم أبو عبيدة بن الجراح ويزيد بن أبي سفيان والزبير بن العوام وعكرمة بن أبي جهل ونخبة من شجعان الصحابة، فقد حبك خالد الجيش فجعله في كروس ألف مقاتل بقيادة أكبلر المجاهدين، وفي أثناء القتال قام بفصل الجيش المشاة من جيش الروم عن الخيل، ومن خلال هذه الخطة لا يستطيع جيش الروم إلى الهروب والفرار من أرض المعركة وبذلك انتصر المسلمين على جيش الروم بقيادة خالد بن الوليد سيف الله المسنون رضي الله عنه.
معركة مؤتة
كان في هذه المعركة ثابت بن الأرقم ومن خلاله سلم الراية لخالد بن الوليد رضي الله عنه ليقود المسلمين في معرقة مؤتة بعد استشهاد القادة الثلاثة وهم عبد الله بن رواحة وزيد بن حارثة وجعفر بن أبي طالب، حيث وقعت المعركة في جمادي الأولى للسنة الثامنة للهجرة، حيث عسكر الجيش الإسلامي في معان من بادية الشام، حيث أبلي خالد بن الوليد في هذه المعركة بلاءا حسنا يشهده التاريخ حتى قيل أن يده قطعت في هذه الحرب، بالرغم أنه استمر في القتال عن طريق صحيفة يمانية عريضة النصل، حيث تمثلت خطة خالد بن الوليد في هذه المعركة بالتراجع عن أرض المعركة دون عملية التقليل من أهمية مواجهة المسلمين للكفار، ولكن كان يجب على الوضع بكونه مستلزما لهذا الأمر خاصة بعد أن استشهد القواد الثلاثة.
خالد بن الوليد في غزوة العراق
مما لا شك فيه أن شجاعة خالد بن الوليد هي سبب في اختياره من خلال أبي بكر الصديق رضي الله عنه ليكون قائد أحد الجيوش المتجهة لفتح العراق، فقد أرسله أبي بكر إلى جنوب العراق ثم فتح منطقة تسمى الحيرة حيث ساند بعد ذلك الجيوش الأخرى الموجودة في مناطق العراق
وفاة خالد بن الوليد
توفي سيف الله المسنون خالد بن الوليد في مدينة حمص في الثامن عشر من شهر رمضان المبارك في العام الحادي والعشرين من الهجرة، وعندما حضرته سكرات الموت سالت دموعه حزنا على الحال الذي مات عليه فلم يكن يرغب الموت إلا وهو شهيدا في صفوف المجاهدين، وقال وهو على فراش الموت لقد حضرت كذا وكذا وما في جسدي شبر إلا وفيه ضربة برمح أو رمية سهم، وها هنا اليوم أموت على فراشي كما تموت البعير، فلما أدرك خليفة المسلمين عمر بن الخطاب بوفاة خالد بن الوليد قال: إن نساء بني مخزوم يبكين على أبي سليمان فإنهن لا يعرفن الكذب فعلى مثل أبي سليمان تبكي البواكي.
[latest-selected-content limit=”10″ display=”title,excerpt” titletag=”strong” url=”yes” linktext=”إقرأ الموضوع كاملا” image=”full” elements=”3″ type=”post” status=”publish” dtag=”yes” orderby=”dateD” show_extra=”taxpos_category_before-title”]