مكانة المسجد الحرام في الإسلام
كتبت : سعاد طه
مما لا شك فيه أن مكانة المسجد الحرام في الإسلام من أعظم الأمور التي تجلها وتحترمها كل الأديان السماوية، فالمسجد الحرام من أعظم مساجد المسلمين على الإطلاق، حيث أن الصلاة فيه تعادل أجر مئة صلاة في أي مسجد من المساجد الأخرى.
والمسجد الحرام هو أول المساجد الثلاثة التي تشد فيها الرحال، بالإضافة إلى مسجد رسول الله صل الله عليه وسلم في المدينة المنورة شرفها الله، والمسجد الأقصى المبارك في القدس الشريفة، حيث يقع المسج الحرام في قلب مكة المكرمة وبجواره الشريف عددا من المعالم الخاصة بالعبادات والشعائر الدينية حيث توسطه كعبة الله المشرفة وهي أول بيت وضع لعبادة الله سبحانه وتعالى في الأرض، حيث أن الله اختار هذا المكان بالتحديد ليكون قبلة للمسلمين التي من خلالها يتجهون حولها لأداء الصلوات، وفي زاوية من زوايا الكعبة المشرفة وضع الحجر الأسود، وأيضا يوجد مقام سيدنا إبراهيم عليه السلام ومكان السعي بين الصفا والمروة، وفي هذا المقال الشيق سوف نتعرف أكثر على تاريخ وبناء المسجد الحرام.
سبب تسمية المسجد الحرام بهذا الاسم
سمي المسجد الحرام بهذا الاسم لدوافع شرعية، حيث أن هذه التسمية ترتب عليها أحكام كما أنها تركت آثارا ودلالات عظيمة سوف نسردها الآن على أذهانكم.
سبب التسمية
سبب تسمية المسجد الحرام بهذا الاسم لأن الله سبحانه وتعالى حرم القتال فيه إلى أن تقوم الساعة فلا يجوز فيه الحروب ولا القتال ولا إسالة الدماء، حيث نهت الشريعة الإسلامية عن تنفير الصيد أو قطع الأشجار أو إيزائه بالإتلاف، ولا يصح التعرض بقطف النباتات فيه ولا التخريب في منشآته، وحرم أيضا الإسلام عن أخذ اللقطة من أرض الحرم بشكل خاص إلا على سبيل معرفة صاحب الشيء المفقود والإعلام عنه، حيث جاء في حديث رسول الله صل الله عليه وسلم ( إن هذا البلد حرمه الله يوم خلق السماوات والأرض فهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة وإنه لم يحل القتال فيه لأحد قلبي، ولم يحل لي ساعة من نهار فهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة، لا يعد شوكة ولا ينفر صيده ولا يلتقط لقطه إلا من عرفها ولا يختلي خلاه فقال العباس يا رسول الله إلا الإذخر فإنه ليقينهم ولبيوتهم قال: إلا الإذخر) صدق رسول الله صل الله عليه وسلم
من بنى المسجد الحرام
المسجد الحرام قبل بنائه كان عبارة عن فناء واسع المساحة حول الكعبة ولم يكن هذا في عهد النبي صل الله عليه وسلم ولا عهد سيدا أبي بكر رضي الله عنه، ولكن في عهد سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقال مقولته إن الكعبة بيت الله ولابد من بيت الله يكون له فناء فقام بشراء المساكن التي من حول الكعبة ثم هدمها ثم بنى المسجد المحيط بالكعبة وجعل له جدارا، ولكن في عهد سيدنا عثمان بن عفان قد قام بشراء بعض المساكن الأخرى ومن ثم وسع في فناء المسجد أضعاف من المساحة ثم جاء بن الزبير رضي الله عنه وزاد في عملية إتقانه وحسنه ولكن لم يزد عليه إي إضافات أخرى، وفي عهد الخليفة عبد الملك بن مروان قام بزيادة ارتفاع جدرانه ومن ثم جاء الوليد بن عبد الملك فزاد من نقوشه وحليه، ولكن في العصور الأخيرة كانت الزيادة من حيث تجميله وإتقانه وليس من سعته.
من الذي بنى الكعبة المشرفة؟
تعد الكعبة المشرفة أول مسجد بني على الأرض لقول الله تعالى( إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين) صدق الله العظيم.
وهناك أحاديث جاء فيها أنه أول بيت وضع في الأرض ولكن الوضعية تختلف عن البناء، حيث تعددت آراء العلماء في أول شخص قام ببناء الكعبة فقال رجل يدعى بالمحب إن الكعبة لم تبنى ولكن كانت بوضع من الله سبحانه وتعالى وقال الأزرقي إن الملائكة قامت بإنشائها قبل خليقة سيدنا آدم عليه السلام، وقال وهب بن منبه أول من قام ببناء الكعبة هو إبراهيم عليه السلام.
مكانة المسجد الحرام
- مكة المكرمة لها شأن عظيم في الإسلام بشكل خاص فهي البلد الحرام والبلد الأمين وقد حرم الله تعالى على خلقه أن يظلموا فيها أحدا ولا أن يسفكوا فيها دما حراما، حيث أن الصلاة في الكعبة المشرفة تعادل مئة ألف صلاة عن غيرها من المساجد، حيث قال المعصوم صل الله عليه وسلم( صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مئة صلاة في هذا) صدق رسول الله صل الله عليه وسلم.
- أيضا يعد المسجد الحرام هو قبلة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، حيث قال الله تعالى( قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره) صدق الله العظيم.
- والمسجد الحرام من أول المساجد التي وضعت في الأرض لعبادة الله تعالى حيث قال سبحانه وتعالى( إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين) صدق الله العظيم.
عدد أبواب المسجد الحرام
- عدد أبواب المسجد الحرام أربعة أبواب، هناك باب يطلق عليه بباب السلام وله ثلاث فتحات أو طاقات.
- باب الجنائز وهذا الباب له طاقتان وسمي بهذا الاسم لأن الجنائز كانت تخرج منه، حيث أن هذا الباب الذي كان يدخل منه رسول الله صل الله عليه وسلم لمنزله في دار السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها.
- باب علي بن أبي طالب وهذا الباب له ثلاث طاقات حيث قال عنه الأزرقي إنه باب بني هاشم.
- باب العباس بن عبد المطلب وله ثلاث طاقات وسمي بهذا الاسم لأنه في مقابل بيت العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه بالمسعى وكانت تصلى فيه الجنائز.
عام الفيل وأهميته الدينية والتاريخية
- اكتسب عام الفيل أهمية عظيمة تاريخية ودينية، أما من الناحية التاريخية فقد اكتسبت من ناحية العرب قديما فاعتبروه زمنا للتقويم بمعنى أن العرب قديما كانت تؤرخ الأحداث فتجعل منه زمنا لتأريخها، فمثلا كانت العرب تقول حدث هذا الأمر في عام الفيل أو بعده بعامين وسبب هذا بأن التاريخ الهجري لم يكن قد ظهر في هذا التوقيت ولم يكن العرب يعرفون التاريخ الميلادي وقتها، حيث كان التأريخ مشتهر في هذا الزمن وبقي الأمر مشهور في بعض القبائل وفي بعض المدن الإسلامية.
- أما سبب اكتساب عام الفيل من الناحية الدينية فذاك لأنه في هذا التوقيت بالذات ولد الحبيب المصطفى صل الله عليه وسلم ومن هذا المنطلق أكسبه أهمية كبيرة بسبب وجوده على الأرض ، ولكن يجدر بالعلم بأن العلماء اختلفوا في مولد النبي صل الله عليه وسلم، فأن القول الأول بأنه ولد بعد عام الفيل بأربعين سنة، وهناك قول آخر بأنه ولد صل الله عليه وسلم بعد عام الفيل بثلاث وعشرين سنة، والقول الثالث بأنه ولد في عام الفيل وهو القول الأكثر شهرة.
[latest-selected-content limit=”10″ display=”title,excerpt” titletag=”strong” url=”yes” linktext=”إقرأ الموضوع كاملا” image=”full” elements=”3″ type=”post” status=”publish” dtag=”yes” orderby=”dateD” show_extra=”taxpos_category_before-title”]