أهمية العمل التطوعي نواة بناء الفرد والمجتمع
لماذا .. وكيف ؟
كتبت: شيماء عبدالباقي
أهمية العمل التطوعي ، العمل التطوعي بالمفهوم العام له هو عبارة عن تقديم خدمة ما سواء كانت للفرد أو المجتمع بدون مقابل، ويوجد صور عديدة له مثل العمل الخيري.
أو المشاركة في الكثير من المبادرات المجتمعية أو مساعدة الآخرين من خلال تقديم خدمات بسيطة والتي تترك أثر عميق وإيجابي في نفوسهم.
مفهوم العمل التطوعي في الإسلام
المقصود بالتطوع في اللغة هو تكلف الطاعة، بمعنى أن الشخص قام بالعبادة طائعا لله دون أن تكون فرضا عليه، وذلك لقول الله تعالى في القرآن الكريم ( فمن تطوع خيرا فهو خيرا له) صدق الله العظيم.
أما التطوع اصطلاحا فالمقصود به ما يقوم به الأفراد أو المجموعات سواء كان عمل بدني أو فكري أو اجتماعي أو مادي أو ديني، ويكون الباعث منها هو احتساب الأجر والثواب من الله سبحانه وتعالى.
ما أهمية العمل التطوعي في الإسلام؟
مما لا شك فيه أنه يوجد أهمية كبيرة للعمل التطوعي في حياتنا، وذلك من خلال أن يكون الشخص آخر همه هو تحقيق مصلحته الشخصية.
بل دائما وأبدا يبحث تحقيق مصلحة الآخرين والاهتمام بشؤونهم، وقد أجمع علماء الدين الإسلامي على مدى أهمية العمل التطوعي في المجتمع.
وأنه تراث إسلامي، وقد ذكر في القرآن والسنة، وورد في الكثير من قصص الأنبياء، مثل النبي محمد صل الله عليه وسلم وغيره.
وقد صرح الدكتور محمد عمارة حول أهمية العمل التطوعي بالنسبة للمجتمعات، ففي الوقت الحالي تسير كافة النظم الاقتصادية حول الخصخصة وتتزايد الحاجة إلى دور المنظمات.
في تفعيل دور المنظمات في العمل الخيري التطوعي في المجتمعات الإسلامية، وذلك باعتبارها أحد البدائل الشعبية التي تعمل على خدمة الفقراء والمحتاجين ورعايتهم.
هذا بالإضافة إلى الدور الكبير الذي يلعبه العمل التطوعي في مساندة الدولة في هذا الميدان، والذي يحتاج إلى إمكانيات ضخمة ومتنوعة، كما أن العمل التطوعي لا تقتصر ثماره على الحياة الدنيا فقط، بل الجزاء والثواب عند الله في الآخرة.
وبالرغم من أهمية العمل التطوعي الفردي إلا أن العمل التطوعي الجماعي يظل أكثر شمولا وأعم فائدة منه، حيث أن العمل الخيري للفرد ينتهي بوفاة هذا الشخص.
أما إذا قمت بالتطوع والأموال التي تنفقها في مؤسسة خيرية فتظل ثمارها وتعم فائدتها على الكثير طوال الوقت، وبشكل دائم.
إقرأ أيضا: المهارات الأساسية في العلاقات الإنسانية
أهمية العمل التطوعي في المجتمع
يوجد للعمل التطوعي أهمية كبيرة بالنسبة للمجتمع، وفيما يلي سنذكرها:-
- يعمل العمل التطوعي على كسر روتين حياة الفرد الذي يقوم به كل يوم في حياته الشخصية، بالإضافة إلى أنه يساهم في تكوين الكثير من العلاقات الاجتماعية والصداقات.
- وذلك من خلال المشاركة في الأعمال التطوعية الخيرية، حيث يتم التعرف على الكثير من الناس من فئات المجتمع المختلفة.
- يساهم بشكل كبير في شعور الشخص بالراحة النفسية، حيث يعمل على إسعاد الآخرين، وهذا الأمر يجعل الشخص يشعر بالكثير من الراحة النفسية بسبب مساهمته في ادخال السرور على قلب مسلم، بالإضافة إلى أن الله يأجره في الآخره على هذا العمل.
- يعمل العمل التطوعي على تقوية العلاقات والخبرات الشخصية، وذلك لأنه يجعل الفرد يحتك بالعديد من الثقافات والجنسيات، وهو ما يساهم في نقل الخبرات.
- يعمل على اشغال وقت الفراغ لدى الشخص، ويستغلون أوقات الفراغ في الكثير من الأعمال النافعة لهم وللمجتمع بشكل كامل.
- يعمل على إضافة الكثير من السعادة والبهجة على قلوب المحتاجين والفقراء والذين يستحقون الكثير من المساعدات.
- يجعل الفرد يتعلم كيف يعمل بروح الفريق، وكيف يقوم بالعمل الجماعي، وتحقيق الاستفادة من الطاقات المختلفة.
- يبعد الطاقة السلبية والكثير من الأفكار الهادمة بين أفراد المجتمع.
- يعمل على زيادة التكاتف بين كافة أفراد المجتمع وتقوية الكثير من العلاقات الإنسانية .
- يساهم في تطوير المجتمع في كافة النواحي.
ما هي فوائد العمل التطوعي للفرد؟
يوجد الكثير من الفوائد التي يحققها العمل التطوعي على المستوى الفردي، وفيما يلي سنذكرها:-
-
الرفاه النفسي
حيث يؤدي العمل التطوعي إلى تحسين الصحة النفسية، للفرد، وذلك لأنها تتسبب في شعور الفرد بالسعادة بسبب قيامه بهذا العمل، وتقديم الخدمات ويد العون للآخرين.
-
التعلم والتطوير
يساهم العمل التطوعي بشكل كبير في تطوير مهارات الفرد، وتعلم الكثير من الأشياء الجديدة، كما يمكن أن يساهم العمل في الاكتشاف الذاتي للفرد، وتحديد اتجاهاته المستقبلية والمهنية.
-
التأثير في المجتمع
وذلك لأن العمل التطوعي يساهم بشكل كبير في تحسين المجتمع وتنميته وتحقيق الكثير من الفوائد، وتحقيق الكثير من الفوائد الثقافية، والاقتصاددية، والاجتماعية.
ويمكن للذين يعملون معا في مشروع واحد، ما أن يشعروا بالفخر والانتماء إلى المجتمع الذي يقيمون فيه.
-
تحسين السيرة الذاتية
يمكن أن يكون العمل التطوعي عنصر مهم في السيرة الذاتية له عند التقدم لأي وظيفة، وذلك لأنه يعد بمثابة نقطة إيجابية في ملف أي شخص يقوم به.
ومن الجدير بالذكر يكون لممارسة العمل التطوعي الكثير من الإيجابيات بالنسبة للفرد والمجتمع، والتي يمكن أن تساهم في تطوير الكثير من المهارات الشخصية والاجتماعية.
دور العمل التطوعي في تطور المجتمعات
يساهم العمل التطوعي بشكل كبير في تطوير المجتمعات، وفيما يلي سنذكر أهم هذه التطورات:-
-
تعزيز الصحة النفسية
يعمل العمل التطوعي على تعزيز الصحة التفسية لكل الأفراد الذين يقوموا به، ومن ثم يجعلهم يشعرون بالانتماء للمجتمع الذي يعيشون فيه، والرضا عن الحياة التي يعيشونها.
-
تعزيز التعليم والمهارات
حيث يمكن أن يساعد العمل التطوعي في تعلم الكثير من المهارات الجديدة وتطويرها ، وهو ما يساهم بشكل قوي في تحسين فرصهم في سوق العمل.
-
تحسين العلاقات الاجتماعية
يساهم العمل التطوعي بشكل كبير في تحسين العلاقات الاجتماعية، وتعزيز التآزر بين أفراد المجتمع.
-
تحسين البيئة المحلية
يعمل العمل التطوعي على تحسين البيئة المحلية وتطويرها، والمساهمة بشكل كبير في تحسين جودة الحياة في المجتمعات.
-
تطوير المجتمعات
يساهم العمل التطوعي بشكل كبير في تطور المجتمعات وتحسين الحياة الاجتماعية والاقتصادية للأفراد، وبشكل عام يمكننا القول بأن العمل التطوعي له دور كبير في تطوير المجتمعات وتنميتها.
لذلك يجب تشجيع المزيد من الأفراد على المشاركة في العمل التطوعي.
إقرأ أيضا: الجمعيات الخيرية وأهدافها اتجاه المجتمع
فوائد أخرى للعمل التطوعي
يوجد الكثير من الفوائد للعمل التطوعي، وفيما يلي سنذكرها:-
-
اكتساب المهارات الجديدة
يوجد للعمل الجماعي دور مهم في مساعدة الإنسان على اكتساب الكثير من المهارات الجديدة، والتي تعمل على كيفية الاتصال مع الآخرين بطريقة ايجابية، وبناء الكثير من الخبرات العملية التي من المستحيل أن يتعلمها الإنسان في الجامعات أو حتى في المدارس.
-
التخلص من الروتين
يساعد العمل التطوعي الذي يشارك فيه الإنسان في أبعاده عن الملل والحياة الروتينية التي يعيشها، وهو ما يجعله يشعر بالتعاسة والفشل بسبب هذا الروتين.
هذا بالإضافة إلى أن هذه الأعمال تساهم على ملء أوقات الفراغ واستغلالها في القيام بالكثير من الأعمال الإيجابية، والتي تعود عليه وعلى المجتمع بالنفع والفائدة.
-
الحفاظ على الصحة العامة
يوجد دور كبير للعمل التطوعي في الحفاظ على الصحة العامة للإنسان، حيث يعمل على وقايته من الإصابة بالكثير من الأمراض والمشاكل سواء النفسية أو الجسدية.
حيث أنها تعمل على تنشيط الدورة الدموية من أجل وقاية الإنسان من الإصابة بأمراض القلب والشرايين.
كما أنها تساعد في حرق الكثير من السعرات الحرارية التي تتسبب في السمنة، بالإضافة إلى دورها الكبير في بث الطاقة الإيجابية في دماغ الإنسان لكي تحميه من الإصابة بأمراض الذاكرة والاكتئاب.
-
تعزيز العلاقات الاجتماعية
المشاركة في الأعمال التطوعية تساهم بشكل كبير في تعزيز العلاقات الاجتماعية وتوسيعها، وذلك لأن أغلب الجمعيات المختصة بهذا المجال تعتمد على العمل الجماعي تصل إلى تحقيق أكبر الأعمال والإنجازات الخيرية وفي أقصر فترة ممكنة.
-
معالجة المشاكل التي توجد في المجتمع
تساهم الأعمال التطوعية في علاج الكثير من الأمراض والمشاكل التي يعاني منها المجتمع، مثل مشكلة الفقر والبطالة، والأمية وترميم الأحياء الفقيرة.
هذا بالإضافة إلى علاج الكثير من المشاكل التي يعاني منها المجتمع، والتي يمكن أن تعوق حركة تطوره، وتعود به إلى الخلف.
عزيزي القارئ بذلك نكون وصلنا إلى ختام مقالنا والذي استعرضنا من خلاله أهمية العمل التطوعي في الإسلام، ومفهومه بالنسبة للمجتمع والفرد، وأخيرا أهم الفوائد التي تعود على المجتمع بسبب العمل التطوعي.
عزيزي القارئ بعد أن تعرفت على فوائد العمل التطوعي وأهميته هل ترغب في المشاركة في عمل تطوعي؟.
إنضم لكوكب المعرفة مجتمع التعلم الحديث