ماذا تعرف عن شهر رمضان وأهميته في الإسلام؟
كتبت: شيماء عبد الباقي
نحن الآن في شهر مبارك وعظيم ألا وهو شهر رمضان المبارك، فهو شهر الصيام والقيام، والصلاة وتلاوة القرآن والعتق من النيران، وفيه غفران للذنوب وإجابة للدعوات.
وفيه ليلة خير من ألف شهر، ألا وهي ليلة القدر، وصيام شهر رمضان ركن من أركان الإسلام، فلا يصح إسلام المرء بدون صيام شهر رمضان.
وله في الإسلام أهمية كبيرة سنتحدث عنها وعن فضائل شهر رمضان المبارك، ونغوص في تفاصيلها من خلال هذا المقال، فلنتابع سويا.
إنضم لكوكب المعرفة المكتبة الإسلامية
كيف يستقبل المسلمون شهر رمضان
يعتبر شهر رمضان المبارك واحد من أفضل الشهور عند الله سبحانه وتعالى، لذلك كان الرسول صلّ الله عليه وسلم والصحابة رضوان الله عليهم كانوا يستعدون لرمضان قبل قدومه بستة أشهر، ويظلوا يودعونه ستة أشهر بعد انتهائه، فكان العام كلهم عندهم رمضان.
أما أفضل طريقة لاستقبال رمضان هو أن نتبع نهج النبي صلّ الله عليه وسلم، والصحابة رضي الله عنهم جميعا.
ويعد شهر رمضان شهر عظيم للتزود من الطاعات، فهو الشهر الذي أنزل فيه القرآن، وذلك لقول الله سبحانه وتعالى {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ}.
وصوم رمضان فريضة على كل مسلم بالغ قادر عاقل، فلا يصح إسلام المرء بدونه، فهو الركن الرابع من أركان الإسلام الخمسة، وهو شهر عظمه الله ففيه يغفر الذنوب، وفيه عتق من النيران، وتسلسل الشياطين، وتغلق أبواب النيران ولا يفتح منها باب، وتفتح أبواب الجنان ولا يغلق منها باب.
فضائل شهر رمضان المبارك
يوجد الكثير من الفضائل التي خص الله بها سبحانه وتعالى شهر رمضان المبارك عن باقي الأشهر وفيما يلي سنذكر بعضها:-
- نزول القرآن فيه، ويعتبر نزول القرآن في هذا الشهر من أهم ما يميزه وذلك لأن القرآن الكريم كلام الله، وفيه قصص وأحكام الأمم السابقة والحالية، والتي تضمن للإنسان السعادة في الدارين، فهو خير دليل للتقرب من الله عند قراءته وفهم أحكامه.
- توجد في شهر رمضان ليلة خير من ألف شهر ألا وهي ليلة القدر، فكل من قامها إيمانا واحتسابا غفر الله ما تقدم من ذنبه.
وذلك لقول رسول الله صلّ الله عليه وسلم (من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه).
وتكون ليلة القدر في العشر الآواخر من شهر رمضان المبارك، في ليلة وترية، وقد أخبره الله سبحانه وتعالى إياها، ولكن عندما خرج ليخبرنا بها وجد اثنين من المسلمين يتشاجران وانشغل بأمرها إلى أن نسي صلّ الله عليه وسلم موعد الليلة التي أخبره الله بها، ولكن قال التمسوها في الليالي الوترية من العشر الأواخر من شهر رمضان. - أن الله يغفر فيه الذنوب، ويكفر به الخطايا، وهو سبب لدخول الجنة، وذلك لقول رسول الله صلّ الله عليه وسلم (أنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسولَ اللهِ صصلّ اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: أرَأَيْتَ إذا صَلَّيْتُ الصَّلَواتِ المَكْتُوباتِ، وصُمْتُ رَمَضانَ، وأَحْلَلْتُ الحَلالَ، وحَرَّمْتُ الحَرامَ، ولَمْ أزِدْ علَى ذلكَ شيئًا، أأَدْخُلُ الجَنَّةَ؟ قالَ: نَعَمْ).
- تفتح فيه كل أبواب الجنة، وتغلق أبواب النار فلم يبق منها باب مفتوحا، وتسلسل الشياطين، وكل هذه الأمور من رحمة الله بالمؤمنين، ولكثرة طاعتهم، واقبالهم على فعل الطاعات، والأعمال الصالحة، وذلك لقول رسول الله صلّ الله عليه وسلم (إذا جاءَ رَمَضانُ فُتِّحَتْ أبْوابُ الجَنَّةِ، وغُلِّقَتْ أبْوابُ النَّارِ، وصُفِّدَتِ الشَّياطِينُ)، والمقصود بصفد الشياطين هي ربطها بالسلاسل وذلك لأنها توسوس بالذنوب والمعاصي.
- أن الله سبحانه وتعالى يهيئ لعباده أداء العبادة، وحبس الشياطين، وكثرة العتق من النار، وذلك لقول النبي صلّ الله عليه وسلم (ويُنادي منادٍ يا باغيَ الخيرِ أقبِلْ ويا باغيَ الشَّرِّ أقصِرْ وله عُتقاءُ من النَّارِ وذلك كلَّ ليلةٍ).
- يعتبر رمضان من الأوقات المجاب فيها الدعاء فهو موطن إجابة الدعاء، فللصائم دعوة لا ترد.
- يكبح جماح النفس ويهذبها، مما ورد في الصوم أنه يكسر ثوران الشهوة ويهذبها، لذلك حثنا رسول الله صلّ الله عليه وسلم أن نرشد الشباب الذين لا يستطيعون الزواج أن يستعينوا بالصوم ليخفف من شهواتهم. فعن النبي صلّ الله عليه وسلم قال (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء).
- الصيام سبيل من سبل الجنة وباب من أبوابها، ففي الجنة بابا خاصا بالصائمين لا يدخل منه غيرهم، ففي حديث متفق عليه عن سهل بن سعد رضي الله عنه عن رسول الله صلّ الله عليه وسلم (إن في الجنة باباً يقال له: الريَّان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم، يقال: أين الصائمون؟ فيقومون، لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أغلق، فلم يدخل منه أحد).
- ثواب الصيام في رمضان مطلق وغير مقيد، وذلك لأن الصائم يعطى أجره بغير حساب، ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال الله تعالى فى الحديث القدسي ( كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وانا أجزي به … ).
وجاء في رواية أخرى (كل عمل ابن آدم يضاعف، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال الله عز وجل: إلا الصوم، فإنه لي وأنا أجزي به، يدع شهوته وطعامه من أجلي)، فقد اختص الله سبحانه وتعالى الصوم لنفسه من بين كافة الأعمال الصالحة التي يقوم بها المسلم، وذلك لشرف الصيام ورفعته عند الله، ولأنه سر بين العبد وربه لا يطلع عليه إلا الله. - سبب سعادة الدارين، ففي حديث عن النبي صلّ الله عليه وسلم قال (للصائم فرحتان: فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه)، فعندما يفطر الصائم يفرح بأن الله أتم عليه هذه النعمة وقدره عليها، وعند لقاء الله سبحانه وتعالى يكون فرح بجزاء الصوم الذي جزاه الله إياه، في وقت يكون أحوج فيه إلى الجزاء والحسنات.
- رائحة فم الصائم أطيب من ريح المسك، أن خلوف فم الصائم، وهي الرائحة التي تخرج من الفم نتيجة خلو المعدة من أي طعام تكون أطيب عند الله سبحانه وتعالى من ريح المسك، فقد تكون هذه الرائحة مكروهة عند الخلق، إلا أنها محبوبة عند الله سبحانه وتعالى لأنها من آثار عبادة العبد لربه، وطاعته له، وهي أكبر دليل على عظم شأن الصيام عند الله سبحانه وتعالى.
مكانة شهر رمضان في الإسلام
شهر رمضان له مكانة عظيمة في الإسلام، وذلك للعديد من الأسباب نذكر منها:-
-
تضاعف فيه الحسنات
في شهر رمضان تضاعف الحسنات، فالعبادة والأعمال الصالحة فيه ليست كباقي الشهور، فهي تضاعف أضعافا كثيرة، فأجر العبادة وعمل الخير في رمضان ليس كالأجر فيمن سواه من باقي الشهور، وذلك لأن الحسنة تضاعف سبعين مرة، وهو ما يجعل المسلم يشمر ساعده لكي يتحفز على يستزيد من الحسنات.
-
يعزز من مشاعر التسامح
وذلك لأن الصائم يكون مثال في التسامح والعفو، فلو قاتله أحد أو سابه لا يرد الإساءة إليه بل يقول إني صائم.
-
شهر الرحمة والغفران والعتق من النيران
فعن الرسول صلّ الله عليه وسلم قال أن هذا الشهر أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وأخره عتق من النيران، لذلك يجب على كل مسلم أن يدرك مدى أهمية هذا الشهر الكريم، وذلك من خلال اغتنام كل ساعة من ساعاته في العبادة وعمل الخير، حتى تناله رحمة ربه فيغفر له ذنبه، ويدخل الجنة.
-
شهر القرآن
وهي واحدة من أهم الفضائل التي خص الله بها سبحانه وتعالى شهر رمضان المبارك، ففيه أنزل القرآن، وفيه تقام صلاة التروايح، والتي يصليها المسلمون محتسبين الأجر عند الله سبحانه وتعالى.
عزيزي القارئ بذلك نكون وصلنا إلى ختام مقالنا حول فضائل شهر رمضان المبارك والتي من أبرزها أنه غفران للذنوب عتق من النيران، وإجابة للدعوات، كما ذكرنا أهمية هذا الشهر الكريم، وهي نزول القرآن فيه، وتعزيز مشاعر التسامح عند المسلمين الصائمين.
إقرأ أيضا:
- هل تعرف ما هو تأثير الصيام على جسم الإنسان ؟
- كيفية أداء صلاة التراويح وقيام الليل بطريقة صحيحة
- الإعجاز العلمي فى التمر وفوائد لا تتخيلها
- تعرفي على خمس طرق جديدة لعمل الكنافة
إنضم لكوكب المعرفة المكتبة الإسلامية