Menu Close

كيفية أداء صلاة التراويح وقيام الليل بطريقة صحيحة

الكيفية الصحيحة لصلاة التراويح وقيام الليل

كتبت: تسنيم سعيد

صلاة قيام الليل هي من أهم وأَجل العبادات، فما بين العبد وربة الصلاة، فإذا أحب العبد لقاء ربه ومناجاته فإنه يهرع إلى الصلاة، وإن أحب أن يسمع كلام الله وتطمأن به نفسه فإنه يهرع إلى كتاب الله وآياته.

قيام الليل
قيام الليل

انضم لكوكب المعرفة 

والصلاة هي مناجاة الله ولقائة وسماع كلامه في آن واحد، ومن علامات حب الله للعبد ورضاه عنه أن يثبته على الفروض وأن يلهمه التطوع وأداء النوافل سواء من صيام أو زكاة أو صدقة أو من الصلوات النوافل.

ما هي النوافل

يقول الله تعالى في حديث قدسي [وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه].

 

والنوافل من الصلوات عديدة منها السنن الرواتب التي تتبع وتسبق صلاة الفرض، ومنها السنن المؤكدة مثل الوتر صلاة العيدين، ومنها السنن الغير مؤكدة، ونذكر منها في ذلك المقال قيام الليل والتراويح والتهجد.

صلاة قيام الليل

صلاة قيام الليل هي من أجل وأشرف النوافل التي يؤديها العبد، لأنها بين العبد وربه يقطع بها لذة نومه وراحته ليلقى ربه.

وتسمى بقيام الليل أو التهجد، حيث يقول الله تعالى  {وَ مِنَ الليْل فَتَهَجَّد به} سورة الإسراء آية 79، ويقول  أيضًا مخاطبًا نبيه قائلًا {يا أَيُّها المُزَّمِّل قُم الليل إلا قليلا، نِصفه أو انقص منه قليلا} سورة المزمل آية 1.

وسبب تسميته بقيام الليل أو التهجد أن التهجد في اللغة هو ترك النوم والسهر، وهي ما يصلى في الليل بعد القيام من النوم.

وقيام الليل هو سنة مؤكدة من غير الرواتب، وهو أفضل تطوع مطلق، حيث ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه روي عن النبي عليه أفضل الصلاة والسلام أن قال [أفضل الصلوات بعد المفروضة قيام الليل].

وسبب أفضليتها وفضلها أن صلاة التهجد أو قيام الليل أو ما يعرف في رمضان بالتراويح يأتيها العبد ويؤديها في الوقت الذي يغفل فيه الناس عن الطاعة.

فيتركون الطاعات إما إلى النوم وإما إلى الاستجمام وقضاء الأوقات في أمور دنيوية مختلفة.

كما أن المسلم إذا نام ثم قام من نومه مؤديًا صلاة القيام فإنه يجاهد نفسه جهادًا أصعب من الصلاة في اليقظة، فالصلاة بعد نوم هي على المسلم أشق ومصليها أقل.

 


اقرأ أيضا:- مراجعة وتحميل كتاب فاتتني صلاة pdf مجانا لإسلام جمال


وقت قيام الليل 

يبدأ  وقت قيام الليل بدخول الليل، أي بعد صلاة العشاء، وينتهي بانتهاء الليل أي قبيل آذان الفجر الصادق، أي الآذان الذي تجب به صلاة الفجر.

ولكن وقتها فيه أفضل ومفضول، فالمفضول هو أول الليل، والأفضل هو آخر الليل حيث الناس نيام والعبد بين يدي الله، ثم وسط الليل أفضل من أوله.

وصفة صلاة قيام الليل لا تختلف عن سائر النوافل، فيصلي العبد ما شاء من الركعات أقلهن ركعتين اثنين، إلا أن لقيام الليل سنن ومندوبات نذكرها لكم.

سنن صلاة قيام الليل 
  • يسن للمسلم عند التهجد أو صلاة القيام إن كان نائمًا واستيقظ لأدائها أن يتوضأ ويمسح عن وحهه النوم، ثم يستخدم المسواك، وأن يتدبر ملكوت الله بالنظر للسماء ويقرأ تلك الآية رقم 190 من سورة آل عمران  {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ لَآياتٍ لِأُولِي الألباب}.
  • حينما يستيقظ المسلم لصلاة قيام الليل أو يقم إليها فإنه قد يشعر بثقل وخمول، لذا يسن له أن يبدأ الصلاة بركعتين خفيفتين لا يطل فيهم في القراءة للقرآن، ثم يبدأ بعدهم في الإطالة.
  • يندب في صلاة التهجد الإطالة في القراءة أكثر من زيادة عدد الركعات، فإن القراءة بجزئين أفضل من جزء، وأداء أربعة ركعات أطول أفضل من ثماني ركعات قصار.
  • في صلاة التهجد يمكن للمصلي أن يسلم بعد ركعتين أو أكثر ولكن الأفضل والمستحب هو السلام بعد ركعتين.
  • يستحب القراءة بصوت مسموع وتدبر للآيات في خشوع، وإن أدى الخشوع في الصلاة وتدبرها إلى تكرار الآيات فلا بأس بذلك.

ولكن إن كان الجهر بالقراءة يؤثر على الغير أو يبعث في نفس المسلم العجب بنفسه والرياء يسر بالقراءة.

  • روت السيدة عائشة رضي الله عنها (إذا نعس أحدكم في صلاته فليرقد حتى يذهب عنه النوم)، وتعني أن المسلم إن استيقظ للصلاة ولكنه يصارع النوم بحيث يغالبه النعاس، فلينم، لأنه قد يقترف ذنبًا من غير وعي أو يدعوا على نفسه، وفي ذلك تهاون بالصلاة.
  • يستحب للمتزوج إن استيقظ لصلاة القيام أن يوقظ زوجته واهله للفوز بالثواب والأجر.
  • أن ينوي المسلم قبل نومه الاستيقاظ لقيام الليل، فحتى إن فاتته وغلبه النوم فإنه يصله الأجر على النية، وأيضًا استيقظ لها فإنه يسن له أن يستغر ويدعوا ويذكر الله قبل الصلاة وبعدها وبين الركعات.
  • قيام الليل من السنن المؤكدة، فينبغي على المسلم أن يستمر ويداوم عليه، لذا يستحب له أن يواظب بالقدر الذي يظن قدرته على الإتيان به منتظمًا.

فإن وقع في نفسه أن قدرته لا تتعدى الأربع ركعات كل ليلة فليداوم على الأربع ولا يزيد، وهكذا.

فإذا سافر المسلم أو مرض أوتعرض لأي عذر يمنعه من أدائها فإن الملائكة تكتب له قيام الليل كأنه أداها، لأنه مواظبًا عليها وما يمنعه إلا عذر، بدليل ما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال [إذا مرض العبد أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيمًا صحيحًا].

 


اقرأ أيضا:- مراجعة وتحميل سلسلة كتب كيمياء الصلاة لأحمد خيري العمري


صلاة التراويح

صلاة التراويح هي صلاة قيام الليل، لكنها تختلف في أن التراويح علم لصلاة مختصة بقيام ليالي رمضان، وهي سنة راتبة مؤكدة.

وتسمى تراويح لأن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يصلون أربع ركعات ثم يتروحون (أي يستريحون) قبل إكمال بقية الركعات.

صفة صلاة التراويح

هي عبارة عن عشرون ركعة يصليهن المسلم كل ليلة من ليالي الشهر الكريم، ويستحب فيها للرجل أن يصليها في الجماعة، ولكن يجوز أيضًا أن يصليها منفردًا، وتستحب للمرأة وللرجل على السواء.

ويبدأ وقتها من بعد صلاة العشاء وحتى الفجر، وينوي المسلم بها نية قيام رمضان أو نية صلاة التراويح.

وأما كيفيتها فإنها تكون عشرون ركعة يفصل المسلم فيهن بين كل ركعتين بالتسليم، فلا يجوز له أن يسلم بعد الأربع ركعات.

ويقرأ المسلم في كل ركعة سورة الفاتحة وما تيسر له قرائته من القرآن، ولكن الأفضل أن يقسم المسلم أجزاء المصحف على ركعات التراويح كل يوم، حتى يتم ختم القرآن في الصلاة في شهر رمضان.

صلاة التهجد

صلاة التهجد هي إحدى صور قيام الليل، إلا أن الفارق بينهما أن التهجد يقصد به الصلاة التي تكون بعد نوم في الليل، فإن نام المسلم فاستيقظ للصلاة في الليل فهو بذلك يتهجد.

كما أن مصطلح قيام الليل لا يشترط أن يكون المقصود به هو الصلاة فقط، فقد يقيم المسلم الليل بالذكر والدعاء أو بقراءة القرآن أو تعلم علم نافع، فهو بذلك يقيم الليل.

أما التهجد فهو إقامة الليل بالصلاة لا بغيرها من العبادات.

أي أن المسلم حين يقيم الليل فإنه إما أن يكون ذلك في رمضان، فيكون ذلك هو التراويح.

وإما أن يكون في غير رمضان، ويكون بغير الصلاة، بأن يقرأ القرآن أو يذكر الله، أو يكون بأداء الصلاة في الليل ولكن قبل النوم، فذلك هو قيام الليل.

وإما أن ينام المسلم ثم يستيقظ من نومه فيؤدي الصلاة في جوف الليل، فهو بذلك يصلي التهجد.

أخيرًا صلاة قيام الليل هي من أعلى العبادات منزلة عند الله تعالى، وبها يرتفع العبد إلى درجات القوامين المتهجدين، بل هي من إكرام الله للعبد وفرصة لإجابة الدعاء خاصة إذا ما كانت في الثلث الأخير من الليل.

فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في ذلك [ ينزل ربنا تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له، حتى ينفجر الفجر].


مقترح لك ...