Menu Close

ما هي مبطلات الصيام وشروطه : دليل أحكام الصيام

مبطلات الصيام وأحكامه وشروطه .. ما يجب أن تعرفه

كتبت: عفاف الكناني 

صوم رمضان هو الركن الرابع من أركان الإسلام، فيجب على كل مسلم معرفة أحكام ومبطلات الصيام،

قال تعالى:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ… ﴾

مبطلات الصيام
مبطلات الصيام

إن الصائم يمتنع عن الطعام الشراب وكافة المفطرات، لذا يجب على الصائم معرفة كافة مبطلات الصيام التي تتمثل في الأكل والشرب نهار رمضان والجماع والحيض والنفاس، وغيرها من مبطلات الصيام التي سنتعرف عليها بالتفصيل في هذا المقال.

إنضم لكوكب المعرفة  المكتبة الإسلامية 

تعريف الصيام ومكانته في الإسلام 

الصيام لغة: الامتناع والإمساك كما في قوله تعالى:(إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا) أي الإمتناع عن الكلام.

الصيام شرعا: أن يمسك المسلم البالغ العاقل من طلوع الفجر الصادق حتى غروب الشمس عن الطعام والشراب وكافة مبطلات الصيام، مع الخلو من الموانع الشرعية التي يمكنها إفساد صيامه.

مكانة الصيام وفضائله في الإسلام: 

  • الصوم هو الركن الرابع من أركان الإسلام لذا فهو فرض وواجب على كل مسلم بالغ عاقل.
  • الصوم عبادة عظيمة وهو وسيلة لتقوى الله، التي تعد من أعظم مقامات الدين بعد الإيمان وبها ينال المسلم السعادة في حياته وبعد موته، قال تعالى {ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ}
  • الصوم تزكية للنفس وصحة للجسم، حيث تمتنع النفس عن الرذائل والصفات القبيحة.
  • الصوم يشعر المسلمين بروح الأخوة والتعاون بينهم حيث يجتمع المسلمون جميعا في كل أنحاء العالم على الصوم في وقت واحد.
  • صوم رمضان من العبادات التي لها أجر عظيم وثواب كبير في الإسلام فقد قال تعالى في الحديث القدسي: (قال الله عز وجل: كل عمل ابن آدم له إلا الصيام؛ فإنه لي وأنا أجزي به، والصيام جنّة..)
  • الصوم قائم على الصبر، والصبر عبادة ربانية عظيمة يؤجر عليها المسلم أجرا عظيما.
  • الصوم يحق المسلم على التعود على مكارم الأخلاق وعلى ضبط النفس ومراقبة الله في السر والعلانية.
  • الصوم يجعل من المسلم قوي الإرادة وذو عظيمة لفعل الأوامر واجتناب النواهي.
  • احساس المسلم بالجوع والعطش يبعث فيه شعور الرحمة والشفقة بالفقراء و الأقارب والمحتاجين.
  • في الصوم صحة جسدية حيث يريح الجهاز الهضمي والمعدة من العمل لفترات، قال صلى الله عليه وسلم:(صوموا تصحوا)
  • الصوم جهاد للنفس وتخليصها من الشهوة، وحثها على الأمانة ومخالفة الهوى.
  • استجابة الدعاء،والتوجه لله بإخلاص حيث أن رمضان فرصة عظيمة لإستجابة الدعاء والتوجه لله بإخلاص.
  • شهر رمضان فيه ليلة القدر التي هي بألف شهر لما لها من فضل ومكانة في الإسلام قال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ هذا الشَّهرَ قَد حضرَكُم وفيهِ ليلةٌ خيرٌ مِن ألفِ شَهْرٍ من حُرِمَها فقد حُرِمَ الخيرَ كُلَّهُ ولا يُحرَمُ خيرَها إلَّا محرومٌ).

شروط وجوب الصيام 

ان صوم رمضان فريضة على كل مسلم ولكن لابد من توافر عدة شروط في المسلم لكي يتوجب عليه الصيام ويكون صياما صحيحا وهذه الشروط هي:

  • الإسلام: فصيام غير المسلم أو المرتد غير مقبول
  • البلوغ: أن يكون المسلم رجلا او امرأة بالغا أو صبي مميز فلا يصح من الصبي غير المميز قال صلى الله عليه وسلم : (عن النائم حتى يستيقظ، والمجنون حتى يفيق، والصغير حتى يبلغ).
  • العقل:الصوم غير واجب على المجنون لأنه رفع عنه القلم.
  • القدرة: أن يكون المسلم غير مريض مرض يؤثر على صيامه أو عاجزا عن الصيام.

شروط صحة الصيام 

صيام المسلم البالغ العاقل لابد أن تتوافر فيه شروط لصحة صيامه ولابد عن أن يمتنع عن مبطلات الصيام والشروط الواجبة لصحة الصوم هي:

  • النقاء من الحيض والنفاس : وهو شرط أساسي لصحة الصيام فلا يصح صيام الحائض والنفساء  حتى يطهرن ويجب عليهما القضاء،وما ثبت عن عائشة رضي الله عنها أنها سئلت: هل تقضي الحائض الصوم والصلاة؟ فقالت: كنا نؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة.
  • النية: وهي شرط أساسي لصحة  الصيام ولباقي العبادات أيضا بأن ينوي المسلم الصيام طاعة لله  وفي الحديث الشريف قال صلى الله عليه وسلم:(من لم يبيت الصيام من الليل فلا صيام له).
  • دخول الوقت: فمن المعروف أن الصوم له وقت محدد من طلوع الفجر إلى غروب الشمس وقد قال تعالى: ( وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر، ثم أتموا الصيام إلى الليل)
  • الإمساك: شرط أساسي لصحة الصيام وقبوله أن يمتنع المسلم البالغ العاقل عن الطعام والشرب والجماع باقي المفطرات.

مبطلات الصيام

يجب على مسلم بالغ بالغ عاقل متفقه في أمور دينه أن يعلم جيدا الأشياء التي إذا فعلها فإنها تعمل على إفساد صومه ولا يجب منه ويحرم من أجره وثوابه بل أيضا يجب عليه قضاء صيامه أو دفع كفارة وسوف نتعرف على الأمور التي من تعتبر مبطلات الصيام وهي:

  • الأكل والشرب عمدا في نهار رمضان: فالشرط الأساسي في الصيام هو الامتناع عن الأكل والشرب والجماع وسائر المحرمات من طلوع الفجر حتى غروب الشمس فمن يأكل في نهار رمضان عمدا فإنه يأثم على ذلك وفي الحديث الشريف قال صلى الله عليه وسلم:(من أفطر يوما في رمضان من غير رخصة رخصها الله لم يقض عنه صيام الدهر).  أما الأكل أو الشرب ناسيا فهو لا يفطر ويكمل صيامه لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (من نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه، فإنما أطعمه الله وسقاه) 
  • الجماع: من الأشياء المحرمة في نهار رمضان جماع الرجل زوجته أثناء الصيام بل انها توجب القضاء والكفارة، فقد قال تعالى في الحديث القدسي: (الصوم لي وأنا أجزي به، يدع شهوته وأكله وشربه من أجلي).
  • القئ عمدا: أن يتعمد الصائم فعلا يجعله يتقيأ عمدا فهو مفطر لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (من ذرعه القيء فليس عليه قضاء، ومن استقاء عمداً فليقض).
  • الاستمناء: أو نزول المني متعمدا بيده او المعروف بالعادة السرية أو من تعمد اخراج المني بسبب تقبيل الزوجة في نهار رمضان من مبطلات الصيام.
  • الحيض والنفاس: فيلزم المرأة أن تمتنع عن الصوم إذا كانت حائضا والنفساء أيضا حتى تطهر وعليها قضاء ما فطرت من أيام لقوله صلى الله عليه وسلم في المرأة: (أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم).
  • نية الفطر:من نوى الفطر قبل وقت الإفطار لسبب او لعذر شرعي أو غيره فإن صيامه فاسد وذلك لأن النية شرط أساسي لصحة الصيام فلابد من عقد النية مسبقا  لقوله صلى الله عليه وسلم: ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى..).

الأعذار التي تبيح الفطر 

إن دين الإسلام دين يسر لا دين عسر ومشقة لذا فهو يبيح للمسلم التي به أعذار معينة أن يفطر حتى لا يشق عليه الصوم مع وجود هذا العذر،ومن الأفضل للمسلم الإفطار من الصوم  والأخذ بالرخصة وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم: (إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه) ومن هذه الأعذار:

  • السفر: نظرا لما قد يجده المسافر من مشقة أثناء سفره فإنه يصعب عليه الصوم في هذه الحالة لذا أباح الله له أن يفطر ولكن بشروط ان يكون هذا السفر قبل طلوع الفجر، وأن تكون مسافة السفر ٨١ كيلومتر أو أزيد وهي المسافة التي يقصر فيها الصلاة، وأن يكون سفرا مشروع غير محرم، ويجب على المفطر قضاء ما أفطره قال تعالى: { أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ }.
  • المرض أو العجز: لسماحة الدين الإسلامي ويسره فقد أباح الفطر لمن هو مريضاً و يرجى شفاؤه  فيباح له الفطر على أن يقوم بالقضاء او الكفارة عن الأيام التي افطرها، ومباح أيضا للعاجز او من لديه مرض لا يمكن شفاؤه أن يفطر ويقضي كفارة عن إفطاره.
  • الحمل و الرضاعة: للحامل أو المرضع الأخذ برخصة الإفطار إذا خشيت على نفسها أو على طفلها من تأثير الصيام وإذا أخبرها الطبيب الثقة بالإفطار.

صيام النوافل وفضله 

ليس شهر رمضان فقط ما يصومه المسلم، ولكن يصوم المسلمون أياما كثيرة غير رمضان و يسمى هذا الصيام صيام التطوع أو النافلة، وهو ما يصومه المسلم في غير رمضان فلا يعد فرضا ولكن تطوع، ومن الأيام التي يصومها المسلم تطوعا وتقربا لله عز وجل وسنة نبيه هي:

  • صيام ستة أيام من شوال.
  • صيام عاشوراء.
  • صيام تسعة أيام من ذي الحجة.
  • صوم يوم عرفة.
  • صيام الأيام البيض من كل شهر.

كتب ومصادر أخرى عن صيام رمضان

فيديو : ما لا تعرفه عن الصيام مع د.أحمد الطيب.

صوم شهر رمضان المبارك عبادة وفريضة من الله عز وجل فيجب على المسلم اغتنام هذه الفرصة في التقرب لله عز وجل وتقويم نفسه وتهذيبها للصالحات ومكارم الأخلاق.

كما يجب على المسلم تحري الصحة في معرفة أحكامه دينه ومعرفة شروط و مبطلات الصيام حتى يتمكن من ممارسة عبادته بشكل صحيح ونيل الأجر والثواب كاملا، وإذا التبس على المسلم أمرا من أمور دينه فليسأل أهل العلم لقوله تعالى:(فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)،

كما يجب على المسلم أن يتذكر فضائل الصوم ودرجته عند الله وأن ينوي بصيام شهر رمضان أن يكون خالصا لله تعالى طمعا في مغفرته وثوابه.


إقرأ أيضا: 

إنضم لكوكب المعرفة  المكتبة الإسلامية 

مقترح لك ...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *