مازلنا نتابع سلسلة ما وراء النجاح
ونتحدث عن عوامل النجاح الجوهري وصياغة الشخصية المميزة
واليوم فنتحدث عن استثمار الذكاء الوجداني في بناء مستقبل أفضل
كتبت : د. هاجر عيسى
_ظهرت نظرية الذكاءات المتعددة على يد” جاردنر “عام ١٩٨٣،،والذي اعتبر الذكاء قدرة نفسية لحل المشكلات..
_ وقد أوضح جاردنر ان الفرد لديه القدرة على التعامل مع سبعة ميادين من ميادين المعرفة..
أي أن الشخص العادي يتشكل لديه على الأقل سبعة عناصر مستقلة من عناصر الذكاء تتمثل في (الذكاء اللغوي_الذكاء المنطقي_الرياضي_المكاني الجسمي والحركي_الموسيقي_الذكاء في العلاقات مع الاخرين_الذكاء الشخصي والداخلي) وهناك أنواع كثيرة أخرى من الذكاءات المتعددة..
وهناك علماء آخرين اهتموا بموضوع الذكاء وتصنيفه وتفسير طبيعته وبنيته وابعاده وكيفية قياسه..
كل هذه المحاولات مهدت لظهور مصطلح (الذكاء الوجداني) على يد ” كتير وسالوفي” عام ١٩٩٠ وساهم في انتشار المصطلح “جولمان” عام ١٩٩٥..
وقد اطلق على هذا المصطلح مسميات عديدة منها : ذكاء المشاعر ، الذكاء الانفعالي ، الذكاء العاطفي، الذكاء الشخصي، الذكاء الفعال …
لكن لماذا كان مصطلح الذكاء الوجداني أعم وأشمل وأدق :
١- لانه يجمع بين الانفعالات الشخصية “الخصوصية الفردية” والانفعالات في سياقها الاجتماعي (من خلال التفاعل مع الاخرين).
٢- الوجدان يمنح الفرد معلومات مهمة في القدرة على التوافق مع الموقف الاجتماعي بشكل اكثر ذكاءا.
٣- عندما يستخدم الانسان عقله فقط في التفكير واتخاذ القرارات وحل المشكلات يصبح إنسان جامد وغير مرن وعقيم قاس ، وسيظلم كل من حوله،، أما الإنسان الذي يستخدم قلبه فقط فيصبح القلب عندئذ اعمى وضعيف ومن السهل استغلاله وظلمه وغير قادر على اتخاذ القرارات الصائبة وحل المشكلات.
لذلك لابد من تدريب أنفسنا على استخدام العقل والقلب معا وفي اتجاه واحد..
ففي عام ٢٠٠٩ اجري الباحث”بشير معمارية” دراسة بعنوان “علاقة المخ بالتحكم في السلوك الإنساني” وتوصل إلى ان الذكاء المعرفي لا يقدم الا القليل من الإسهامات في نجاح الفرد سواء في الحياة العلمية الأكاديمية أو في مجالات الحياة الأخرى ،، وأيضا اشارت النتائج الى انه توجد علاقة بين الذكاء والانفعال ،، فإذا كان ما بين 10 : 20 % فقط في مقاييس النجاح المهني يمكن ارجاعه الى قدرات معرفية فإن عوامل النجاح المهني الأخرى التي تقع بين 80 : 90 % ترجع الى النواحي الوجدانية وسمات الشخصية..
وبالتالي فإن المشاعر تلعب دور أساسي في تيسير الحياة وما يصاحبها من القرارات الشخصية ،، حيث ان المشاعر العنيفة تؤدي الى اضطراب المنطق ،، كمان ان نقص الوعي بالمشاعر يمكن ان يكون مدمرا ،،
لذلك ينبغي استخدام التفكير المنطقي مع حكمة العواطف عند حل أي مشكلة أو اتخاذ أي قرار..
[latest-selected-content limit=”10″ display=”title,excerpt” titletag=”strong” url=”yes” linktext=”إقرأ الموضوع كاملا” image=”full” elements=”3″ type=”post” status=”publish” dtag=”yes” orderby=”dateD” show_extra=”taxpos_category_before-title”]