Menu Close

الإدراك والاختيار | كيف تتشكل حياتك؟

الإدراك والسلوك والاختيار
الإدراك والسلوك والاختيار
الإدراك والسلوك والاختيار
بقلم : نهاد رجب

متاخدش قرار وانت متضايق ولا تفكر في مشروع علشان تنجح وانت تحت ضغط ولا تدور على السعاده وانت زعلان ولا تدور على الحب وانت محتاجه
حالتك النفسية بتأثر في ادراكك ، بتأثر في سلوكك ، في اختياراتك ، تخيل انك كل مرة تكون فشلت فيها ، في نفس اللحظات ديه فيه جزء جواك بيدور ومستمر على التركيز على الفشل في أي حاجه تانيه جديدة .. انا عارف والله انك مش واخد بالك علشان كده مصطلح “اللاوعي” اتصنع ..
انا عارف انك مش انت اللي كسرت الكوبايه ، انا عارف انك مش انت اللي ضغطت على صاحب الشركة علشان يرفض تعيينك ، انا عارف انك مش انت اللي سمحت للحرامي انه يسرقك ، ولا ان حد من عيلتك يموت الخ ..
بس مستحيل ان اي حاجه زي ديه تحصل الا ولو كانت افكارك الداخليه بتدعمها ، بتخلقها ومستنياها ..
انا مش بتكلم في الانسان مسير ولا مخير
بس لو سألتني هتلاقيني منحاز جدا لفكرة التخيير ، ان الانسان مخير
بس علشان تفهم الجملة متحاولش تفسرها بطريقة سطحيه وتفتكر ان معنى التخيير هو اني يكون ليا القرار الواعي في اختياراتي ، لانك ممكن تكون مخير وانت مش عارف ، وفي نفس الوقت انت مسير ، بس برضه مش مسير زي مانت فاكر ان قدرك حتمي
ولكن حتى الناس اللي حواليك ليهم دور في اللي بيحصلك بشكل او بآخر
وكأن الانسان مسير مخير او مخير مسير ، مخير في انه يقدر يوقف التسيير ومسير انه لازم يتعرضله في حياته .

هنا بدأنا نفهم العلاقة بين الإدراك والسلوك والاختيار..

كان فرويد بيتكلم عن اللاشعور (اللاوعي) ودوره في توجيه السلوك واتكلم عن قصته مع الهديه ، الكوبايه تقريبا ، اللي جابتهاله والدته ، وكان عايز يتخلص منها بس كان ضميره مانعه لانها هديه من والدته ، بيحكي انه في يوم صحي من النوم فبالصدفه خبط ايده في الكوبايه وقعت اتكسرت ..
وبمنتهى الارياحيه جمعها ورماها وجاب واحده غيرها وضميره موجوعوش .
اتكلم فرويد عن نقطه مهمه جدا ، وسأال سؤال مهم ..
هل الكوبايه اتكسرت بالصدفه ولا هو تعمد على مستوى لاواعي انه يكسرها فيلاقي مبرر انه يرميها ويجيب غيرها بدون ميحس بتأنيب ضمير لانها هديه والدته ؟
ومن هنا بدأ يتكلم عن هذا النوع العجيب من الوعي الداخلي اللي بيحقق اعمق احلامك ، ماوراء احلامك ، بتدخل او بدون تدخل واعي منك .. وانت مش متخيل ازاي انك سبب للي بيحصلك ..
انا عارف انك عايز تكون غني .. بس انت متخيل فيه كام اعتقاد عن رفضك للفلوس بيوجهك بشكل حتمي تجاه قدرك ؟
انت بقا متخيل كام طبقه من الاعتقادات اللي ورا الاعتقاد الاخير اللي بيرفض الفلوس ؟
انت متخيل بقا المرة ديه ان كل الاعتقادات ديه انت متعرفش عن وجودها اصلا ؟
وبتردد “انا عايز ابقى غني!”
انت عارف ايه اللي بيخلق الاعتقادات ؟
الحالات والقناعات .. بتوجه لاواعيك مباشرة انه يشتغل لصالحك او لصالحك ، كله على حسب نوعيه اعتقاداتك الحقيقيه .
الحالة النفسيه بتأثر على ادراكك ، على عينك فمتشوفش ، على ودانك فتسمع او متسمعش ، على تفكيرك على قرارتك واختياراتك ..
انت لو صحيت من النوم وخدت قرار هتكتشف انك في نهايه اليوم هتندم عليه .. انت نفس الانسان ، نفس العقل بس حالة مختلفه .. بمنتهى البساطة .
شايف ان الدنيا سودا والمستقبل كئيب؟
متأكد ؟
جربت تشوف فيلم كوميدي او تسمع اغنيه بتضحك ؟
كسبت اللوتري ؟
اتكعبلت في مليون جنيه ؟
ايه اخبار اعتقادك دلوقتي عن الدنيا ؟
شايف العكس ؟
جربت تقوم تكهرب نفسك مثلا ؟
ايه برضه اعتقاداتك عن الدنيا دلوقتي ؟
حقيقتها تكمن في حقيقتها ولا في حقيقتك اللي بيشكله الحالة الآنيه ، اللحظة الحاليه ؟
ربنا عز وجل قال “لَّقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَٰذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ
ايوه مجازيا وحرفيا عينك مبتشوفش الا اللي انت عايز تشوفه بناءا على الافكار اللي خلقتها المشاعر اللي صنعتها الظروف اللي وجهها في النهايه انت ..
علشان تكتشف انك السبب والنتيجة والنتيجة والسبب ، انت اللي ورا كل اللي بيحصل وكل اللي بيحصل وراك .
احنا نظام اتخلق ، نظام ثابت ومفيهوش غلطه ، نظام في احسن تقويم ، نظام يخلينا نشتغل بشكل تلقائي حتى بدون تدخل الهي ..
وهفهمك ازاي ..!
لو حد صنع كوبايه ، وتدخل في الكوبايه علشان يعدلها مثلا ؟ تبقى الكوبايه كانت كامله في البدايه ؟
لا صح ؟
بس انت ممكن تقولي “ايوه بس انا بوظت الكوبايه من كتر الاستخدام الخاطئ”
هقولك ده معناه ان اللي صنعها في البدايه مكنش محترف كفايه علشان يخلق كوبايه تعيش طول العمر ؟!
وهكذا الدنيا ، يوم بعد يوم هتكتشف انها اتخلقت كامله و لسه كامله وهنعيش ونموت لملايين السنين وهتفضل الدنيا كامله وفي احسن تقويم
ومش هنقدر نبوظها علشان نطلب من ربنا يعدلها او يصلحها ..
لما الله عز وجل قال “ادعوني استجب لكم” .. “فإني قريب أجيب دعوة الداع” بالنسبه لي ومن وجهة نظري ، وبناءا على شروط قبول الدعوة انك تكون مؤمن بالاستجابه وبتعمل الخير الخ الخ ، فانت هتفهم ان الدعوة اصلا بايمان قوي وقلب سليم وفهم هتستجاب ، ازاي ؟
عن طريق الاسباب اللي هتكيف نفسها عليك انت ، انا مش شيخ والله اعلم بس مفتكرش ان الله عز وجل هيتدخل بمعجزه علشان يحققلك اللي انت عايزه . ولا انت محتاج معجزه اصلا
يكفي ان الله عز وجل خلاك تدعي ،
الدعوه الصافيه النقيه هتقتل الاعتقادات السلبيه اللي موجودة في اللاشعور اللاوعي و اللي بتوقفك واللي بتأثر على ادراكك .. فتبدا تاخد خطوات بشكل لاواعي تبدا تدرك العالم بطريقه مختلفه فتوصل للي انت عايزه من البدايه .
بس ربنا قال “ادعوني” ولما ربنا يقول انه قريب وفي آيه تانية “و نحن اقرب اليه من حبل الوريد”، فده معناه ايه ؟
ده معناه “من وجهة نظري” ان الموضوع عندك ، تقدر تغمض عينك علشان تحققه ..
غمض عينك ، خد نفس عميق الغي تفكيرك ، ركز بمشاعرك وعاطفتك الايجابية وانت مصدق ان الدنيا ديه كلها ملكك وقول “ربي يسر لي امري في كذا كذا” هتستجاب الدعوة من خلال النظام اللي ربنا خلقه وخلقه جواك لو حسيت بعد الدعوة بانفصال تام عنها ، بهدوء ، بصفاء ذهني ، برضى نفسي ، بسكون . هتستجاب .. هتستجاب حتى لو متحققتش .. انت مش فاهمني .. الدعوة مستجابه بتحقيقها او بارضاءك وتأجيلها .
دعوتكم مستجابه
ويومكم اجمل من يومي


[latest-selected-content limit=”10″ display=”title,excerpt” titletag=”strong” url=”yes” linktext=”إقرأ الموضوع كاملا” image=”full” elements=”3″ type=”post” status=”publish” dtag=”yes” orderby=”dateD” show_extra=”taxpos_category_before-title”]

مقترح لك ...