قصة الذات ولحظة إكتشاف الحقيقة
كتبت : حنان مبروك
الذات كقصة مهمة لانها هى ما تشكل وتثقل شخصيتنا .
كل تجربة نمر بها تسطر فى كتاب الحياة الخاص بنا خبرات تعلم نجاح وفشل والم ووجود ونمو وذبول وازدهار
تستشعر كانك ترى فيلم مليئ بالاحداث ولاتتوقع نهايته
من خلال الذات كقصة تكتشف انك تملك وتنمو وتستطيع وعليك الاختيار فى كيفية قراءتها …
الذات كقصة ..
ما اصعب ان تعيش اسير الطفولة!
قد نعيش الحياة ونموت ولم ندرك معنى او هدف للحياة !!
وقد تظل اسير محبوس داخل سجن صنعته انت دون ان تتدرى !
ومعك المفتاح دون ان تعلم ..
وتلقى اللوم والاتهام على من تسببوا لك فى هذا الاسر ؛
وهم قد يكونوا ايضا اسرى وهم لايدركون ..
هل تتخيل كيف يمكن ان تكون تلك الحياة التى نكون فيها اسرى صورتنا الذاتية؟
هل معقول الخوف وعدم الامان والحزن يجعلك اسير .. ؟؟
كنت اتساءل كثيرا كيف يمكننا الوصول للسكينة او الرضا .
او الشعور بالفرح والامتنان .
كنت اسعى جاهدة فى طرق مختلفة
الى ان جاءت ..
لحظة ادراك وانتباة مفاجئ
تجد اجابة تساؤلات كثيرة وردود افعال ومواقف لم تفهمها إلا بمرور الايام .
تحاول وجود مبرر ومعنى لها
جعلتك اصبحت فى قسوة وقوة الجبال الوعرة التى لاتستطيع تسلقها او الوصول اليها .
قد تجد طريق فيها ممهد ولكن سرعان ماتعود للصخور وتتذكر صعوبة الصعود للوصول الي القمة ..
وفجاة..
ينهار هذا الجبل بداخلك .. تستشعر جسدك يتحلل ويتهاوى
ولاتستطيع الصراخ من شدة الألم الذى تستشعره بالحلق ويجعلك عاجزا عن النطق .
وقلبك الذى تجمد بينبض ويئن من الحرارة التى تتدفقت اليه من سريان الدم فى العروق .
لحظة اكتشاف الحقيقة!
من أصعب ثلاث جمل سمعتهم اليوم فى الذات كقصة ..
بالرغم من انى سمعتها اكثر من مرات عديدة .. ولكن لم أكن أعي وانتبه لتلك المفردات .
مصدر الرعاية : الأم ، ومصدرالحماية : الاب.. وكلاهما معا.
ودورهما فى تشكيل الصورة الذاتية لانفسنا .
وهنا بدر فى ذهنى تساؤل كيف يمكن لفاقد الشى أن يعطيه حتى وان أعطاه كيف سيعطيه ؟؟؟
وهنا ظهرت لى تلك الاجابات
أحيانا كثيرة نظلم أنفسنا ونظن أن الاخرين هم من ظلمونا .
فى حين أن الظلم والوجع كان قد نهش فى اجسادهم واصبحوا أشباه أجساد تتحرك وتدفن بداخلها ارواحا حية .
ويصبح الاب مصدر الحماية هو مصدر التهديد للأبناء.
ومصدر الرعاية ( الأم ) هو السجن والوعيد .
وكلاهما يكونا مصدر الأسر من غير وعي منهما وإدراك إعتقادا منهم بالحماية لأبناءهم .
وتتقلب الأدوار بدون وعي ..
من كان لك مصدر حماية كنت أنت له مصدر تهديد وفى نفس اللحظة حماية ودفاع وأمان للاستمرار.
ومن كان لك مصدر رعاية كنت أنت له مصدر القوة والحماية والأمان لتقديم الرعاية والعيش .
كيف تبدلت الادوار ؟؟؟
على قدر صعوبة تلك اللحظة على قدر الحمد والرحمة التى فيها ..
لانك استشعرت الآلام التى يمر بها الاخرين وكيف عدم قراءة انفسنا والتعبير عن احتياجتنا
يكون سببا فى الشقاء دون ان ندري ويتم التعلق باحتياجات غير حقيقة .
وتغذية الإيجو بدون وعي من خلال ما أملك وكيف يرانى الآخرين وانا أيضا كيف أرى نفسي ..
هكذا الايجو جعلنا نلعب دور الجلاد والقاضى والضحية فى نفس الوقت
نلبس الاقنعة ونتوارى وراءها حتى لاتنكشف حقيقة الضعف الإنسانى وأننا لانملك من انفسنا شئ..
حقا لو خلقتموهم لرحمتموهم.
وبالرغم من الم اللحظة استشعرت رحمة الرحمن ولطفه وان كل شى يحدث لنا بقدر، وله حكمه فى تشكيل هويتك .
الالم والمعاناة طاقة كاشفة عندما نرغب فى البحث عن حقيقة ذواتنا
وعندما تنوى الوصل بالخالق ينير لك الطريق ويزيل الغشاوة عن قلبك …
نحن لانر الاشياء على حقيقتها انما نرى الاشياء على صورها
لذلك علينا الانتباه والتعلم
لاننا دون ان ندرى نعيش داخل تلك القصة ونكون معتقدنا واقكارنا
[latest-selected-content limit=”5″ display=”title,excerpt” titletag=”strong” url=”yes” linktext=”إقرأ الموضوع كاملا” image=”full” elements=”3″ type=”post” status=”publish” dtag=”yes” orderby=”dateD” show_extra=”taxpos_category_before-title”]