Menu Close

يوميات أسيرة | قصة قصيرة

يوميات أسيرة

قصة إيمان الزوام

تقف أمام المرآه لتخبرها بما يحدث بداخلها ومن ثم عادت إلى مذاكرتها كتبت إحدى رسائلها اليومية حتى ترسل ف البريد كما أعتادت قائلة

– متى سأراك؟

ألم تخبرني أنك ستأتي وتحررني من هذا القفص ذات يوم!

أم أنك مثُل الأخرين تتحدث دون أن تفعل!؟

يوميات أسيرة
يوميات أسيرة

ثم نظرت إلى عصفور الكناري الذي يوجد بجوارها الذي لم يتحرر بعد من قفصه قائلة

= لا تحزن سوف يأتي ذلك اليوم الذي نتحرر بمفردنا دون مساعدة من أحد، سوف أحررك أنا فأبتسم،

ومن ثم أغلقت مُذكراتها، وذهبت لمائدة الطعام؛ حتى تتناول فطورها قاطع خُطوتها كلمات أحدهم ” حيث كان يتحدث بقسوة شديدة وعيناه تشع منها الغضب ” : لما لم تجهزي نفسك بعد؟ ألم أخبرك أنه سيتم عقد قرانك باكرََا من بن عمك يا سالي!؟
”سالي” : بلا، فلتتحدث ما تشاء ولكن لا يمكن هذا الزواج أن يصير.
” قاسم ” : تركتك كثيرََا تفعلين ما تشائين، ولكن لن يدوم هذا طويل تذكري ذلك.
قاسم ( يدعي والد سالي، قاسي جدََا منذ أن أخذت المنية والدتها، لم تشعر بحنانه ذات يوم).

إنضم لكوكب المعرفة  مجتمع التعلم الحديث 

تناولت سالي الطعام ومن ثم أسرعت إلى غُرفتها بتكتُب ما تشعربه وتخاطب مجهولها قائلة =
أصرخ في كل يوم وأنادي الحرية.. أريد الحرية ….

أريد أن أكون حره ولكن صوتي متحشرج لايخرج إلا من خلال قلمي، فأين رحلت أيتها الحرية!؟

أني أناديك لأقول لك إذا لم تسمعي صوتي يناديك! فسمعيه من خلال قلمي الذي لايخاف ولا يقهر أمام الرياح.
ولكن هل من أحد يسمعني فأخبره بأنه ظلمتني الأيام والأقدار فتحطم قلبي المسكين .. ذلك الذي ذآآب من قسوة أقرب الناس إليه فلم يعرف البسمة ولا الحنين وفي ظلمة الليل تتقطع أنفاسي ويخنق الخوف، ثم أسرعت لأرسال هذا الرسالة إلى البريد كالعادة لتخاطب مجهولها دون علم من والدها.

فـ منذ أن توفيت والدتها وهيا لا ترى الشمس إلا من خلال نافذة غُرفتها، تتمنى أن تتحرر قريبََا ترى العالم وجماله، كم هو مؤلم ذلك الشعور الذي يجعلها تبقى أسيرة هكذا.

شعرت بثقل في جسدها من كثرة ما تشعر به من شتات نفسها ومن ألم يمزق قلبها فهي طفلة الرابعة عشر التي حُرمت من كُل شيء، كم تتمنى أن يأتي مجهولها ويحررها ولكن كيف ذلك فقد أبىّ والدها أن تراه مرة واحده وقد حدد موعد زواجها من ابن عمها التي لم تراه قبل ذلك والتي تكرهه أكثر من والدها بعد تفكير طال عدة ساعات أصابها سُبات عميق.

في الصباح الباكر إستيقظت على صوت عصفورها الذي يأمل أن يخرج من هذا القفص مثلها ويتمنى أن يتحرر ذات يوم ولكن أنتظر لأنها وعدته بهذا ذات يوم؛ لأنها تخاف من والدها شديدََا وقد حذرها مرارََا وتكرارََا أن لا تخرجه من هذا القفص.

أسرعت لمذكرتها قائلة = متى سأراك يا بحرُ؟

متى سأكون بقوتك أخذ كل من حاول العبث معي!؟

متى سأكون مثلك يخاف مني الجميع وأكون أمانََا لهم حينما يحزن أحدهم يذهب لي ويخبرني بما يشهر من الآلام؟

متى سأكون فارس أحقق أحلام كل من بقى أسيرََا مثلاََ؟

بدأت تجهز أغراضها؛ لأن والدها أخبرها أنها ستقابل بن عمها اليوم وستذهب معه إلى منزله لأنها تم عقد قرانهما منذ أسبوع، كادت أن تمزق كل شيء وتحطم كل ما يوجد بجوارها لقساوة هذا العالم عليها، كم تمنت أن تتحرر أن تكون كالبحر أن تكون كالطير الذي يحلق في السماء كيف شاء لكن كيف ذلك فـ والدها قد حطم باقي أحلامها وليس هناك جديد فهذه هي أفعالها السيئة الذي يفعلها دائمََا.
اعتراها حزنََا شديد وهي تجهز أغراضها وحين حان موعد رحيلها نظرت إلى ذلك المحبس في قفصه وهو حزينََا جدََا لبكائها وتحدثت قائلة

= لأول مرة سوف أخرج من القصر لم أكن أريد هذا التحرر أنت تعلم هذا جيدََا ولكن رُبما يكون أملاََ من خلاله سأري الكون وأحرر نفسي هناك ولن أبقى أسيرة بعد ذلك.
ثم أطلقت صراح العصفور الذي ذهب محلقََا في السماء من شدة الفرح؛ لأنه غادر ذلك القصر الذي أسرة عدت أعوام.

بعد بضع دقائق أتى المدعو زوجها وأخبرها والدها أن لا تكون عنيدة؛ لأن أسد زوجها لا يحب النساء العنيدات، غادرت غُرفتها وهي توعد كل جزء من أجزائها كم كانت تتمنى أن ترى العالم الخارجي ولكن ليست بهذه الطريقة، فقد أجبرت على الزواج من رجل لم تراه مرة واحده قبل ذلك وتكرهه أكثر من والدها رُبما لأسباب خاصة.

خرجت سالي من القصر تنعت المدعو والدها الذي كانت تأمل ان ترى فيه والدتها وحنانه بعد أن غادرت وتتمنى أن لا تأتي إلى القصر مرة اخري ولكن كيف لها أن تستسلم وتخرج هكذا دون عناد منها، فـ حاولت أن استجماع قوتها قائلة = ليست الأسيرة من تستسلم لهذا القدر ولذلك العجوز لو لم أتحرر من القصر إلى الأبد لن أخرج ابدََا مع ذلك الشاب؛ فإنني حقََا أكره.

تحدث قائلاََ هل تريدين شيء قبل أن نغادر هذا القصر؟

” سالي بغضب ” : بأي حق تكلمني يا هذا، أجننت أنت!

” أسد بضحكة ساخرة ” : سأعلمك هذا الجنون عما قريب، ولكن ليس هُنا ثم قام بفتح باب السيارة حتى تدخل.

” سالي بعناد ” : لن أسير خطوة واحده للأمام، خذ سيارتك ولا تثير الضوضاء كثيرََا؛ لأني لا أحب هذا النوع من الرجال.

” أسد بإبتسامة ” : حقََا؟ ثم أردف = ولكنك لا تعرفين من هو الأسد إلى الآن، لا تثيري غضبي يا أيتها الحمقاء؛ لأنك مثل الطفلة البلهاء في نظري. ثم قام بحملها وأدخلها إلى السيارة وأغلق الباب بعد ربط حزام الأمان وغادر القصر سريعََا.

كانت” سالي” في أوج غضبها؛ لأنه قام بفعل ذلك؛ لأنها أول مرة يحملها أحدهم هكذا فمنذ أن توفيت والدتها ولم تشعر بحنان أبـدََا من والدها، دائمََا ما كان يصرخ و ينهال عليها بالضرب لبضع ساعات حتى تسيل الدماء من جسدها ثم يتركها ويغادر؛ لذا فهي تكرهه أكثر من أي شيء في هذا العالم.

ظلت طُوال الطريق تبكِ وتحترق بداخلها على هذا القدر، باتت تتسأل إلى متى ستظل هكذا؟

هل سيأتي يوم وتتحرر من أسرها أم أن العالم أرد أن يجلها أسيرة مدى الحياة.

تعجب ” أسد ” كثيرََا؛ لأن الطريق طويل للغاية وهي صامده لم تتفوه بكلمة على الإطلاق، وظل يسأل نفسه لم هذا الصمت حقََا إنها عنيدة جدََا أكثر مما أخبرني والدي ولكن لم أتوقع أن تكون بهذا القدر من الجمال فقد دق قلبي حينما نظرت إليها، رأيت الكثير من النساء ولكنها مختلفة تمامََا، ثم تراجع عن قراره وتذكر الصحيفة التي كان يقرأها كل يوم وأنتظر أن تخبره الأسيرة عن مكانها حتى يذهب ويحررها إلى الأبد، تلك الأسيرة التي قرأ رسائلها كُل يوم كم تمنى أن يحررها، التي أحببها دون أن يراها إلى الآن، تمنى أن تجتمع به فـ يخبرها عن تمزق قلبه أثناء قرأت كلماتها كُل ليله.

بعد ساعة توقفت السيرة أمام منزل من التراث القديم
” أسد” : قد وصلنا، هذا هو منزلي الذي سنقطن فيه.
لم تعطيه ” سالي ” أي جواب وأستسلمت إلى قدرها وحاولت إستجماع قدرتها حتى تستطيع النزول وتمنت أن لا تخونها أعيونها أمام هذا الأحمق الذي تزوجها غصبََا، وأقسمت على أن تجلعه يتمنى الموت في كل لحظه في هذا المنزل الذي ستقطن معه فيه.

بعد عدة ساعات جلست في الغرفة تتأمل الأثاث التراثي والجمال التي بها ولكنها لم تكن تريدها بل أرادت أن تذهب إلى البحر حتى تحدثه مرة واحده وأن ترى عصفور الكناري لمرة واحده حتى يخبرها عما حدث معه بعدما حررته، ثم أمسكت بقلمها وكتبت اليوم تم تحريري من أول قفص لي كم تمنيت ذلك اليوم ولكن القدر يأبى الوقوف بجانبي وأمل أن أتحرر من ذلك القفص أيضََا ثم غضت في سُبات عميق و جاءه أحدهم على فرس أبيض يخبرها اليوم هو تحررك يا أميرتي أستيقظي إن الأسد قادم لك ليحررك فـ ابتسمي، فـ أستيقظت فزعة من نومها فـ لم تجد سوى الأسد أمامها وتقابل عيناه وهو يبكي وينظر لها.

ثم أردف قائلاََ : لكِ أن تبتسمي يا أميرتي فـ اليوم هو تحرركِ، طلما أنتظرت تلك اللحظة ولكن القدر كان قاسيََا جدََا، كم تمنيت أن أخبركِ عن ذلك العشق الذي أحملها داخل قلبي لكِ، ولكن لم أستطع ذلك، طلما بحثت عنكِ في كل مكان لكن لم أجدكِ.

فـ بكت ” سالي ” وأردفت = كم تمنيت تلك اللحظة ولكن القدر قد فاجئني، فـ أهلاََ بكِ يا أميري في مملكتِ.

وهكذا تحررت الأسيرة إلى الأبد وأستطاعت أن ترى العالم بأكلمه وتحدثت إلى البحر كما شاءت وذلك بعدما علم”أسد” أنها هي تلك الأسيرة التي بحث عنها مُنذ أعوام وكان ذلك بفضل هذه اخر رسالة تركتها في مذاكرتها بجوارها قبل أن تغوص في سُبات عميق.

إنضم لكوكب المعرفة  مجتمع التعلم الحديث 

مقترح لك ...