تعلم فن إدارة الأزمات للشركات والمشاريع
أسبابها، كيفية التعامل معها وعلاجها
كتبت: شيماء عبدالباقي
عندما تفكر عزيزي القارئ في تأسيس الشركة الخاصة بك فإن قلبك يخفق بالأمل، ولكن سرعان ما تتبادل فكرة بذهنك لتخبرك بأنه يجب أن تبتعد عن هذا الطريق، وذلك حتى لا تتعرض لأزمات الشركات التي يمكن أن تتعرض لها أي شركة، والتي قد تؤدي لخسارة كل شئ في لحظة واحدة.
ومن الممكن أن الفكرة تتردد على ذهن أحد أصدقائك في رغبته في تأسيس شركة خاصة به، فتتذكر بشكل سريع تلك الشركات التي تعرضت لخسارات فادحة، فتنصح صديقك بأنه يبتعد عن ذلك الطريق الملئ بالمخاطر.
فإن كنت عزيزي القارئ فكرت أو مازلت تفكر، أو ربما قد تكون الفكرة مؤجلة لديك للمستقبل لتأسيس الشركة الخاصة بك فلا تنتظر حتى تصل إلى الللحظة الأخيرة للتعرف على أنواع أزمات الشركات، بل يجب أن يكون لديك الوعي الكافي لهذه الأمور قبل البدء في تأسيس الشركة.
وفي كوكب المعرفة عزيزي القارئ سنقدم لك أنواع أزمات الشركات، وأسبابها، وكيفية التعامل معها بالتفصيل فلنتابع سويا.
مفهوم أزمات الشركات
وكلمة أزمة هي عبارة عن مصطلح اغريقي قديم في الطب الخاص بهم، وتعني نقطة التحول،أي اللحظة الحاسمة في حياة المريض.
أما بالنسبة للتعريف الشخصي لكلمة أزمة فإنها تعني الشعور بعدم الأمان، وأنه يوجد خطر ما يهدد حياتك و أحد جوانبها.
ومن ثم نستنتج أن أزمات الشركات تعني أي حدث داخلي أو خارجي يهدد مسيرة الشركة واستقرارها، ويؤثر عليها بشكل سلبي في الوقت الحاضر، حيث يعتبر هذا الحدث نقطة تحول في حياة الشركة سواء إلى الأسوء أو إلى الأفضل في المستقبل.
أنواع أزمات الشركات
يوجد العديد من أنواع أزمات الشركات والتي سنذكرها فيما يلي:-
1- الأزمات المالية
وهي واحدة من اهم أنواع أزمات الشركات، ويرجع السبب في ذلك في أن الكثير من الشركات تتعرض لها، وهذه الأزمة لا تقتصر على الشركات الناشئة والتي تعتبر في مرحلة التأسيس، بل تشمل حتى الشركات الكبرى، والتي يمكن ان تتعرض لأزمة مالية من حين لآخر.
والمقصود بالأزمة المالية في الشركات هو تعرض الشركة لهبوط مفاجئ في أصولها، والتي يتمثل أهمها في قيمة الأسهم، رأس مال الشركة، وكذلك المعدات التي تمتلكها الشركة.
ويوجد العديد من الأسباب لحدوث الأزمات المالية للشركة، والتي سنذكرها فيما يلي:-
- حدوث حالة من الركود في الأسواق مما يترتب عليه انخفاض الطلب على المنتج.
- حدوث أي نوع من المشاكل داخل الشركة والتي تؤدي إلى حدوث انخفاض معدل الطلب على منتجات الشركة.
- فشل الحملات الاعلانية.
- حدوث خلل في الأنظمة الخاصة بالدفع بين الشركة وأحد عناصر العملية التجارية.
- تغير الظروف السياسية والاقتصادية.
طرق التعامل مع الأزمات المالية
يوجد أكثر من طريقة يمكن من خلالها التعامل مع الأزمات المالية، وفيما يلي سنذكرها:-
- الاحتفاظ بجزء من رأس مال الشركة في صورة نقدية
حيث أن احتفاظك عزيزي القارئ بجزء من رأس مال الشركة في صورته الكاش سيمكنك من التعامل مع الأزمات المالية، وذلك دون ان تضطر إلى الانتظار لبيع منتجاتك بالخسارة، أو الاضطرار لبيع أحد أصول الشركة.
- اختبار السوق الذي تعمل به بمبالغ قليلة
الكثير من المستثمرين عندما يقبل على الاستثمار في شئ ما فإنه يقوم منذ البداية بالاستثمار بمبالغ كبيرة، وهذا الأمر يجعلك أكثر عرضه للخطر وخسارة رأس مالك.
فمن الحكمة أن تبدا استثمارك بمبلغ صغير، فإن نجحت الفكرة قم بعدها بضخ المبلغ الذي ترغب في استثماره بشكل تدريجي للمشروع، وفي حالة فشل الفكرة فإن الخسارة ستكون محدودة أو تكاد لا تذكر.
- دراسة خدماتك ومنتجاتك بشكل جيد
مما لاشك فيه أن المعلومات ثروة كبيرة لا يمكن أن تقدر بثمن، حيث تجعلك تتعرف على الكثير من الفرص التي تحيط بالتجارة الخاصة بك، هذا بالإضافة إلى أنها تحميك من خطر خسارة المال والوقت في آن واحد.
2- الأزمات التكنولوجية
لا يوجد شركة في وقتنا الحالي لا تستخدم وسائل التكنولوجيا المتطورة في الأسواق، فالامر أصبح الآن لا يقتصر على ارسال واستقبال رسائل البريد الالكتروني من وإلى عملائك.
ويوجد جانبين رئيسيين للأزمة التكنولوجية وفيما يلي سنذكرهما:-
- الجانب الأول يتعلق بالقصور في وسائل التكنولوجيا التي تستخدمها شركتك:-
وتشمل الوسائل التكنولوجيا كلا من :-
- خدمات الانترنت الخاصة بالشركة.
- الموقع الالكتروني الخاص بالشركة.
- التقنيات التي تستخدمها شركتك من أجل الحفاظ على خصوصية عملائك.
- الجانب الثاني يعتمد على مدى درجة الاستعداد لتطوير منتجك، ومدى استعدادك لمواكبة العصر الحالي
وتواجد أي قصور في أحد الجوانب من الممكن ان يكون سبب في خسارة عملائك وأموالك.
فعلى سبيل المثال
شركة فيس بوك واحدة من الشركات التي تعرضت إلى خسارة تعد هي الخسارة الأكبر في تاريخها منذ تأسيسها في عام 2004 ، ولم تقتصر هذه الخسارة على خسارة العملاء والتي أصبحت تهاجم فيس بوك بشكل قوي بسبب وجود أزمة في تقنيات الشركة، بل اتسعت لكي تصل إلى حدوث تراجع في ثروة مؤسسها مارك زوركربيرغ.
أسباب حدوث الأزمات التكنولوجية في الشركات
يوجد بعض الأسباب التي قد تتسبب حدوث الازمات التكنولوجية في الشركات، وفيما يلي سنذكر أبرزها:-
- حدوث بعض الأخطاء الداخلية التي تستخدم في توفير المعلومات.
- حدوث خلل بشكل مفاجئ في الأعطال الأنظمة التي تعمل من خلالها.
- عدم الاهتمام بتحديث أنظمة التكنولوجيا لاخاصة بالشركة.
طرق التعامل مع الأزمات التكنولوجية
يوجد أكثر من طريقة يمكن من خلالها التعامل مع الأزمات التكنولوجية، وفيما يلي سنذكرها:-
- العمل على وضع استيراتيجية طويلة المدى
وفي هذه الاستيراتيجية يجب أن تقوم فيها بتحديث التكنولوجيا التي تقوم باستخدمها في شركتك، هذا بالإضافة إلى أنها يجب أن تتضمن حتمية الاستعداد النتجات التي تقدمها أو الخدمات بما يتلائم مع متغيرات السوق.
- متابعة أنظمة التكنولوجيا الخاصة بشركتك بشكل مستمر
متابعة أنظمة التكنولوجيا بشكل مستمر، ومتابعة المسؤلين عن تصليح الأعطال التكنولوجية سيجعلك تتمكن من اكتشاف الأعطال في بدايتها وحلها في وقت مبكر.
3- أزمات تمس سمعة الشركة
وهي واحدة من أخطر أنواع أزمات الشركات والتي قد لا يلتفت لها الكثير، حيث تقوم الكثير من الشركات بانفاق الكثير من الاموال على الدعايا والاعلان، وذلك رغبة في بناء اسم وعلامة تجارية بين المنافسين لها في السوق.
وعلى نفس القدر من الاهتمام ببناء العلامة التجارية الخاصة بشركتك لابد وأن تهتم بالسمعة الجيدة لها في السوق، وهي أحد عوامل النجاح الرئيسية.
ومن الجدير بالذكر أن كل ما يقوله عنك عملاء أو موردين، أو أي شخص تربطك معه علاقة تجارية يكون لها دور رئيسي في تحديد مدة استمرار الخاصة بك من البيزنس في الأسواق.
الأسباب التي تؤدي إلى حدوث أزمات السمعة
يوجد العديد من الأسباب التي تتسبب في حدوث أزمات السمعة، وفيما يلي سنذكر أبرزها:-
- التعمد في تقديم معلومة خاطئة حول المنتج أو الخدمة التي تقدمها إلى المستهلك.
- حدوث مشكلة بشكل مفاجئ في أحد منتجاتك.
طرق التعامل مع أزمات السمعة
يوجد أكثر من طريقة يمكن من خلالها التعامل مع أزمات السمعة، والتي من أبرزها الآتي:-
- الاعتذار الفوري والوعد بالتعويض
ففي حالة تعرض شركتك لأحد الأزمات الخاصة بالسمعة والتي الحقت بها الضرر فلابد لالعتذار بشكل فوري للجميع، ووعدهم بالعويض عن ذلك.
- العمل على دراسة أسباب المشكلة وطرق حلها سريعا
لابد من الاعتراف بوجود مشكلة وعدم التغاضي عنها أو تجاهلها، حيث أن الاعتراف بالمشكلة يمثل نصف الريق للوصول إلى حلها.
وأحد العبارات الشهيرة التي قالها المستثمر الأمريكي وواحد من اهم أثرياء العالم وارن بافيت ( أنك تحتاج إلى عشرين عام لبناء سمعة طيبة، وخمس دقائق لتدمير هذه السمعة).
4- أزمات التعامل مع المستهلكين
وتتعر ضالشركات لهذا النوع من الأزمات بسبب التعامل بشكل سئ مع العملاء والمستهلكين، وذلك بدلا من أن تقوم العلاقة على تبادل المنفعة، ويعد هذا النوع من أخطر أنواع أزمات الشركات.
أسباب حدوث الأزمات مع المستهليكن
يوجد اكثر من سبب لحدوث هذه الازمة، وفيما يلي سنذكر أبرزها:-
- عدم التعامل بشكل واضح وصريح مع العملاء.
- عدم وصولهم إلى المعلومات التي يجب أن يعرفوها ومن حقهم معرفتها.
- استغلال البيانات الخاصة بالمستهليكن دون علمهم.
طرق التعامل مع هذه الأزمة
يوجد العديد من الطرق التي يمكن من خلالها التعامل مع هذه الأزمة، وفيما يلي سنذكر أبرزها:-
- تأمين كل مصادر الحماية لعملائك
حيث أن تأمين العلاقات الخاصة بعملائك يساعدك في تكوين قاعدة عملاء كبيرة، تضمن لك ولائهم، بالإضافة إلى انها تضمن وتساهم في بناء سمعة جيدة لك ولشركتك.
- الاهتمام بشكاوى العملاء
حيث ان الاهتمام بعملائك ومنحهم الفرصة من أجل التعبير عن المنتجات التي تقدمها أو الخدمات يكسبهم شعور وكأنهم جزء لا يمكن أن يتجزأ من الشركة.
5- الأزمات السياسية والحكومية
وهي واحدة من اهم أنواع أزمات الشركات، حيث أن وقوع الأحداث السياسية والحكومية المختلفة دائما يؤثر على حركة مسار الأعمال التجارية، فحدوث تغيير مفاجئ في سياسات الحكومات مما لاشك فيه أنه سيؤثر سلبيا على الأعمال الخاصة بك.
مثال
عند مناقشة قرار فرض الضرائب على شركة فيس بوك داخل مصر كان الأمر مقلق للعديد من أصحاب شركات التسويق الالكتروني، وكذلك بعض الشركات التي تعتمد في الترويج إلى منتجاتها أو خدماتها من خلال حملات اعلانية عبر الفيس بوك.
أسباب الأزمات السياسية والحكومية
يوجد العديد من أسباب الأزمات السياسية والحكومية، وفيما يلي سنذكر أبرزها:-
- حدوث بعض الأحداث السياسية بشكل مفاجئ داخل الدولة
حيث وقوع مثل هذه الأحداث داخل أي دولة يجعل الدولة تتخذ قرارات ربما تمثل ضرر لبعض الأطراف الأخرى.
- حدوث مشاكل سياسية أو اقتصادية بين الدول
حيث أن حدوث بعض المشاكل الاقتصادية أو السياسية بين أي دولتين أو أكثر أبسط ما يمكن أن ينتج عنها هو ايقاف الحركة التجارية بين هذه الدول.
طرق التعامل مع الأزمات السياسية والحكومية
يوجد الكثير من الطرق التي يمكن من خلال اتباعها التغلب على المشاكل السياسية والحكومية، وفيما يلي سنذكر أبرزها:-
- التعامل وفقا للأمر الواقع
العديد من القرارات تحتاج إلى الفطنة من أجل التعامل معها، ويتمثل أهم هذه القرارت في التعامل مع الأزامت السياسية والحكومية.
ويرجع السبب في التريث والتعامل معها بكل حكمة في أنه في أي حال من الأحوال لن تستطيع تغييرها، لذلك التعامل معها من خلال نظرية الأمر الواقع سيجعلك تبحث عن حل والتمكن من الوصول إليه.
- البحث بشكل سريع عن البدائل
حيث أن البحث عن البدائل في الوضع الراهن الذي تتعرض له الشركة في ذلك الوقت يكون حل للأزمة التي تعاني منها.
فعلى سبيل المثال ماذا لو حدث بالفعل وتوقفت حركة الاستيراد والتصدير بين دولتين؟ لابد وأنه يوجد طرق أخرى يمكن من خلالها الحصول على المنتجات.
- دراسة حجم تأثير القرارات السياسية والحكومية
حيث أن دراستك لخسارة البيزنس الخاص بك نتيجة القرارات السياسية والحكومية بشكل منطقي ورؤية واضحة يجعل الأمور واضحة أمامك ويمكنك من الوصول إلى حل للمشكلة.
مجموعة نصائح فعالة للتعامل مع أزمات الشركات
يوجد مجموعة من النصائح التي من خلال اتباعها يمكن التعامل مع أزمات الشركات، وفيما يلي سنذكر أبرزها:-
الاعداد المسبق
وضع خطة ومجموعة من الخطط البديلة يمكنك من التعامل مع أي نوع من أنواع أزمات الشركات.
حيث أن كثرة الخطط البديلة تمكنك من الحصول على القدر الكافي من المعلومات ومن ثم ستتمكن من التعامل مع المشكلة بشكل سريع وفعال.
المتابعة المستمرة
حيث أن عزيزي القارئ متابعتك المستكرة لكل ما يحيط بشركتك من أخبار سياسية واقتصادية، وكذلك حركة السوق، والمنافسين، سيساعدك ويمكنك من تطوير الأعمال التجارية الخاصة بك.
الاستعانة بالخبراء
على الرغم من أن الاستعان بخبير متخصص لحل الأزمة التي تتعرض لها شركتك سيكلفك الكثير من الأموال إلا أنه مفيد لك وسيوفر لك هدر الكثير من الموارد على مر سنوات من العمل.
ويمكنك اللجوء إلى مثل هذا الحل عندما تجد نفسك غير قادر على مواجهة الأزمة والتوصل إلى حل، حينها يمكنك اللجوء إلى خبير حيث يعتبر هذا هو الحل الأمثل للوضع الراهن لشركتك.
علمتنا الحياة أنه دائما وأبدا من قلب الأزمات والتعرض لها تولد الفرص وتتطور القدرات، لذلك عليك أن تتقبل أي نوع من أنواع أزمات الشركات التي يمكن أن تتعرض لها شركتك بصدر رحب.
[latest-selected-content limit=”5″ display=”title,excerpt” titletag=”strong” url=”yes” linktext=”إقرأ الموضوع كاملا” image=”full” elements=”3″ type=”post” status=”publish” dtag=”yes” orderby=”dateD” show_extra=”taxpos_category_before-title”]
