القوة الذهنية والنفسية .. تعلم عادات السعادة
كتبت: شيماء عبدالباقي
إن شعورنا بالفوضي وعدم السيطرة في أمورنا الحياتية يكون بسبب عجزنا عن التعامل بشكل سليم مع تحديات الحياة التي نواجهها ومنعطفاتها، بل في بعض الأحيان نعجز تماما عن التصرف بشكل سليم، وعودة حياتنا لم كانت عليه في وقت سابق.
ولكن بلا شك أنه يوجد حل لهذا الأمر، وهو ان تعزز من صحتك العقلية والنفسية، وان يكون لديك قدرة على التحمل والتعلم من التجارب السابقة وتخطيها، وكا يجب أن تضعه في اعتبارك هو أن التحلي بالقوة الذهنية والنفسية أمر لا يمكنك أن تكتسبه في عشية وضحاها، ولكن يحتاج إلى بعض التدريبات.
ومن خلال الأسطر التالية سوف نتحدث بالتفصيل عن أهم الطرق التي تساعدك في التحلي بالقوة الذهنية والنفسية، فلنتابع سويا.
كيفية التحلي بالقوة الذهنية والنفسية
يوجد اكثر من طريقة يمكنك من خلال اتباعها التحلي بالقوة الذهنية والنفسية، والتي من خلال تطبيقك لها ستتمكن من ملاحظة التغير في نظرتك للمواقف التي تمر بها، والانتكاسات، وكيفية التعامل معها:-
الطريقة الأولى: معرفة التحديات ووضع الأهداف
وهى أول طريقة يمكنك من خلال اتباع خطواتها التحلي بالقوة الذهنية والنفسية:-
- ادراك المعنى من وراء المرونة النفسية
والمقصود بالمرونة النفسية هو القدرة على التكيف مع الصعوبات النفسية التي تمر بها مثل الإجهاد، والمآسي التي تمر بها، ومن الجدير بالذكر أن المرونة النفسية شئ لا يولد به الانسان، إنما هس مهارة مكتسبة يتم اكتسابها من خلال التجارب في الحياة، وتوجد في الأشخاص العاديين الأسوياء.
وكون انك واحد من الشخصيات التي تتسم بالقوة العاطفية والنفسية فهذا لا يعني أنك لا تشعر بالألم عند التعرض للاحزان او المآسي، إنما هي قدرة الشخص على التعافي من أي حدث جلل قد يصيبه.
ولكي تكون قادر على تحقيق المرونة النفسية فأنك ستحتاج إلى أن تركز على بعض المهارات مثل وضع الخطط والسعي إلى تنفيذها، والعمل على تقوية الثقة بنفسك وبذاتك، والقدرة على التواصل بشكل سليم وحل المشكلات التي تواجهك.
- تعلم التنظيم العاطفي
حيث أن قدرتك على التعلم في التحكم في مشاعرك يعد جزء لا يتجزأ من رحلتك في تحقيق قوتك العقلية والعاطفية، فالإنسان غير قادر على التحكم بما يحدث في حياته، ولكن بلا شك قادر على تحديد ردة الفعل على الأحداث التي يمر بها، وهو أمر مكتسب وليس فطري.
- تحديد الجوانب التي ترغب في تغييرها من أجل تحقيق القوة الذهنية والنفسية
وفي هذه الخطوة تقوم بحصر عدد نقاط القوة لديك وكذلك التحديات، وذلك لكي تتمكن من تغيير ما ترغب في تغييره، ومن ثم عليك كيف يمكن تحويل هذه التحديات إلى أهداف يمكن تحقيقها.
فعلى سبيل المثال بعد أن قمت بتحديد تحدياتك قد يتضح من خلالها أن يوجد لديك صعوبة في اثبات قوتك، لذلك فإنه يجب عليك أن تكون أكثر حزما.
- ادراك نقاط القوة
وفي هذه المرحلة يجب أن تحتفل بنقاط القوة التي تتوفر لديك، وذلك لان تهنئة نفسك بالقوة التي توجد لديك، ومنح نفسك الدعم من وقت لآخر سيساهم بشكل كبير في تهئتك في الوصول إلى القوة الذهنية والنفسية.
- ضع في اعتبارك تجاربك السابقة
حيث أنه ربما تعرضك لحدث في طفولتك أو أي حدث ماضي قد يكون منذ عدة سنوات، أو بضعة أشهر سبب في شعورك بالقوة العاطفية والنفسية، حيث أثبتت الكثير من الدراسات أن الأطفال الذين تعرضوا لسوء المعاملة في صغرهم أكثر عرضة للافتقار للمشاعر العاطفية والعقلية، والذي قد ينتهي بهم الأمر إلى أن ينتحروا، او يدمنوا المخدرات.
- التأكد من أنه لا يوجد ادمان لديك يحتاج للعلاج
حيث أن ادمانك لاحد الكحوليات أو المخدرات أو ربما الجنس في بعض الحالات يؤدي إلى ضعف قوتك العقلية بلا شك، فإذا كنت تعاني من أي شئ من هذه الأمور فلا تتردد في طلب المساعدة للاقلاع عن هذه العادات السيئة.
- دون أفكارك ومشاعرك في مفكرة
حيث أن كتابة مذكراتك ستساعدك في معرفة التحديات التي تواجهها، هذا بالإضافة إلى أنها تخف من حدة التوتر، لذلك قبل أن تبدأ في كتابة مذكراتك اختر لنفسك مكان هادئ يساعدك على الكتابة دون تشتت، وخصص من وقتك كل يوم وليكن 20 دقيقة ليومياتك.
الطريقة الثانية الحفاظ على الاتزان
وهي واحدة من أهم الطرق التي تساعدك على الوصول إلى القوة الذهنية والنفسية، وفيما يلي سنذكر اهم خطواتها:-
- الاهتمام بالنفس بشكل جيد
حيث أن ممارسة التمارين الرياضية، وتناول الطعام الصحي، وأخذ القسط الكافي من الراحة والاسترخاء يساهم بشكل كبير في تطوير قوتك النفسية والعقلية، لذلك يجب عليك التأكد من تخصيص وقت كافي لتلبية احتياجاتك الشخصية والاهتمام بنفسك.
- ثقف عقلك
اجعل التعلم باستمرار عادة لديك لا يمكنك الاستغناء عنها، ومع مرور الوقت ستجد نفسك تتصرف بحكمة في الأمور نتيجة تراكم المعرفة لديك وستصبح أقوى عقليا وعاطفيا.
- اعمل على جانبك الروحي
يكتسب الكثير من الناس قوتهم من خلال الاهتمام بروحانياتهم، وأثبتت الكثير من الدراسات أن الصلاة والروحانيات تعمل على تخفيف حدة التوتر وتقليل الوقت لامتثال الشفاء في حالات المرض.
الطريقة الثالثة بناء القوة العاطفية والعقلية
ويمكن تنفيذ هذه الطريقة من خلال اتباع الآتي:-
- ضع أهداف معقولة وأتبعهم
ويكون ذلك من تحديد أهاف ذات معنى والسعي في تحقيقها وانجازها، وتنفيذ هذه الأهداف يحتاج منك إلى الانتقال من مرحلة إلى أخرى من خلال التغلب على أوقات الملل وتقديم نفسك، وتمسك بالأهداف التي ترغب في تحقيقها.
وفي حالة أنه كان يوجد لديك أهداف كبيرة صعبة المنال يمكنك تقسيمها إلى عدة مهام يمكنك تنفيذها.
- اجعل نفسك قويا ضد السلبية
ومن الجدير بالذكر أن السلبية يمكن أن تأتي في صور مختلفة، فعلى سبيل المثال يمكن أن توجد بداخلك، وتكون في شكل أفكار وأحاديث ضارة عن النفس، أو من خلال تعليقات الآخرين السلبية.
- استخدم الكلام الايجابي مع النفس لبناء قوتك العقلية والعاطفية
ويكون ذلك من خلال التحدث إلى نفسك عن بعض الايجابيات التي توجد لديك، وذلك من خلال اخبار نفسك شيئا ترغب في ان تصدقه في نفسك، فهذا الأمر يساهم بشكل قوي في بناء القوة العاطفية والعقلية.
- تعلم أن تبقى هادئا تحت الضغط
ويكون ذلك عند تعرضك لموقف صعب، تشعر بأن الأمر قد يتفاقهم عند التحدث، لذلك يجب عليك التريث قليلا بدلا من الاندفاع والانفعال، حيث أنه سيكون لديك وقت أكبر من اجل تقييم قرراتك، والقدرة على المضي قدما نحو الأمام.
- غير وجهة نظرك
إذا كنت واحد من الأشخاص الذين يفضلون الانغماس في مشاكلهم الخاصة فحاول البحث عن وجهات نظر أخرى عن حياتك، حيث أن كل شخص من وقت لآخر يصل إلى طريق مسدود في حياته، ولكن أولئك الأشخاص الذين يتمتعوا بقوة نفسية وذهنية فإنهم قدارومن على ايجاد طرق جديدة من أجل الوصول إلى المكان الذي يرغبون فيه.
- تحل بنظر ايجابية
من الجدير بالذكر أن الأشخاص الذين يتمتعون بالقوة الذهنية والنفسية قليلون الشكوى، على الرغم من أنهم يوجد لديهم الكثير من المشاكل مثلهم مثل أي شخص، ولكن ينظرون إلى الأمور بشكل أكبر وبطريقة ايجابية، حتى يتمكنوا من الوصول إلى الحل.
أما فيما يخص المستقبل فإن النظرة له بصورة ايجابية يساهم في تعزيز صحتك الجسدية، والذي يمنحك المزيد من القوة الذهنية والنفسية من اجل التعامل بحكمة مع المواقف الصعبة.
- كن صريح مع نفسك
ويعتبر الشخص الصريح مع نفسه هو احد الأشختص الذين يتمتعون بقوة عاطفية وعقلية قوية، والتي تمكنه من التغلب على الصعاب التي يواجهها الشخص في حياته، وتحعله قادر على مواجهة الامر وجها إلى وجه.
ومن الجدير بالذكر أن كذب الشخص على نفسه في النهاية لن يفيده بل يضره، ويضره هو فقط لا غيره، وفي حالة انه يوجد لديكعادة سيئة مثل الهروب من واجهة المشاكل بمشاهدة التلفاز فإنه يجب عليك التغلب على هذه النقطة، واحرص على ان تكون صريح مع نفسك فيما يتعلق بتحدياتك.
صحة الإنسان النفسية ضرورية لاستمرار حياته مثلها مثل الصحة الجسدية، لذلك لابد أن نحافظ عليها بشتى الطرق، ونعمل على تقويتها وتعزيزها.
إنضم لكوكب المعرفة مجتمع التعلم الحديث