كيف تخلق بيئة عمل رائعة لتحسين تجربة الموظف؟
تغلب على تحديات الرضا الوظيفي
كتبت: شيماء عبدالباقي
تعتبر تجربة الموظف واحدة من أهم الاستثمارات القيمة والتي تساعد أي مؤسسة في تعزيز الأداء العام لها، وتحسين صورتها بشكل عام أمام الجميع، ويرجع السبب في ذلك في أن تحسين تجربة الموظف وتطويرها تعتبر أولوية قصوى بالنسبة للشركات الناجحة والضخمة.
فمن الجدير بالذكر أن الكثير من الشركات أصبحت تسعى لتغيير الكثير من سياستها، وذلك من خلال انشاء رابط قوي بينها وبين موظفينها، يتيح لهم الشعور بالأمان والأهمية من قبل الشركة.
ومن الجانب الآخر يوجد بعض الشركات التي تفشل في تحسين تجربة العاملين لديها، لذلك في كوكب المعرفة قررنا أن نقدم لكم كل ما يتعلق بتجربة الموظف، وكيف يمكن تطويرها وتحسينها، وذلك في حالة رغبتك في الحصول على أفضل المواهب، وزيادة معدل الاحتفاظ بالموظفين، فلنتابع سويا.
ما هي تجربة الموظف
هي عبارة عن مزيج من الأحداث الذي يعيشه الموظف خلال دورة حياته داخل مكان العمل، وتبدأ هذه الرحلة منذ أول يوم للموظف في العمل إلى آخر يوم له في المؤسسة، ومن ذلك يمكننا تلخيص تجربة الموظف في الشركة إلى أربع مراحل هي:-
-
التوظيف
وتعتبر هذه أول فرصة للشركة من أجل تعريف الموظفين بالشركة وطبيعة عملها، وذلك من أجل توطيد الثقة بين الموظفين المحتملين وبين الشركة.
-
الإعداد
وفي هذه المرحلة يتم قبول المرشحين، ويتم ادخالهم إلى الشركة من أجل الحصول على فكرة عامة بما يتعلق بطبيعة عمل الشركة، حيث أنه كلما كانت طريقة الاعداد أسهل كلما كانت تجربة الموظف أفضل.
-
التطوير والاحتفاظ
وفي هذه المرحلة يكون الموظف أصبح بالفعل جزء من كيان الشركة، ويسعى إلى تحقيق أهدافها، ويجب على الشركات في هذه المرحلة توفير فرص النمو للموظف والتعلم، وذلك من أجل تحقيق تجربة أفضل بالنسبة له.
-
الخروج
وهذه المرحلة تشمل جميع الموظفين الراغبين في ترك الشركة لأي سبب من الأسباب.
ومن خلال ما سبق نستنتج أن تجربة الموظف تشمل كل ما يمر به الموظف داخل مكان العمل، والتي منها كافة التعاملات التي يتم التعامل بها داخل المؤسسة، أو المواقف التي يمرون بها.
لذلك فإن التجربة الايجابية للوظف داخل الشركة لا تقتصر على منحه للمكافآت والمميزات كما يعتقد البعض.
أبرز التحديات التي يمكن أن تواجه المؤسسات فيما يخص تجارب الموظفين:-
يوجد الكثير من التحديات التي يمكن أن تواجه الشركة فيما يخص تجربة الموظف منها:-
- العديد من الشركات لا تعتبر أن تجربة الموظف من أولوياتها، وذلك لأنها لا توفر قادة في قسم الموارد البشرية مناسبين ويهتمون بذلك.
- العديد من المؤسسات لا يهتم بما يتم تقديمه من قبل المسؤوليين التنفيذين لأعمال الشركة، كما أنها لا تقوم بتكوين فريق مختص من أجل تصميم تجربة موظف فعالة، يمكنها أن تساهم في نجاح الشركة.
- في أغلب الوقت تجد الإدارة الخاصة بالموارد البشرية صعوبة من أجل الحصول على الموارد اللازمة من أجل معالجة المشاكل التي يمكن أن تتعلق بممارسات المواقف التي يمكن أن تحدث في مكان العمل.
- عدم قيام الكثير من الشركات بتحديث أدواتها، وذلك من أجل اشراك موظفيها باستمرار ومساعدة فريق العمل الخاص بالموارد البشرية، أو المدير أو القائد على فهم أفضل المواهب وقيمهم وتوقعاتهم.
- تعمل العديد من الشركات على التركيز على المشاركة في الوقت الذي تراه مناسب، وذلك دون أن تقوم بالجمع بين تخصصات إدارة الأداء، والعمل على تحديد الأهداف والتنوع والشمول.
ومن الجدير بالذكر أن اتسام الشركة بمثل هذه الصفات يجعلها تتسم تجربة سيئة، وهو الأمر الذي يترتب علي زيادة معدل دوران الموظفين بالشركة، هذا بالإضافة إلى عدم قدرة الشركة على جذب الكثير من المواهب البشرية التي يمكن أن تحتاجها من اجل تنفيذ أعمالها.
لذلك يعتبر فهم تجربة العاملين والعمل على تحسينها وتطويرها بشكل مستمر واحد من اهم الامور التي يجب أن تهتم بها أي شركة، وخاصة في هذا الوقت، وذلك بسبب التنافس الشديد الموجود في سوق العمل.
كما أن بناء علامة تجارية قوية خاصة بالشركة بلا شك سيساعدها من أجل الحصول على افضل المواهب والكفاءات، والقدرة على الاحتفاظ بهم.
أفضل 7 طرق تساهم في تحسين تجربة الموظفين في الشركات وتطويرها
يوجد العديد من الطرق التي تمكن أي شركة من خلال اتباعها من اجل تحسين علاقتها مع موظفيها، وتحقيق رضاهم الوظيفي، وبالتالي تحقيق النجاح للشركة، وفيما يلي سنذكر أبرزها:-
-
تحقيق التواصل الفعال بين الموظفين والشركة
يعتبر التواصل الفعال هو المفتاح الأساسي لأي شركة من اجل تحسين علاقتها مع موظفيها، ولكن في الواقع نجد أن الكثير من الشركات تركز على التواصل الفعال مع العملاء أصحاب المصالح والجمهور المستهدف فقط، وذلك دون النظر إلى اهمية التواصل الفعال مع الموظفين داخل بيئة أو مكان العمل.
ولكي تقوم أي شركة بتحسين التواصل مع الموظفين يمكنها استخدام أدوات الاتصال المختلفة من اجل مشاركة الاخبار وكافة المعلومات مع الموظفين، هذا بالإضافة إلى الاحتفال مع الموظفين بالانجازات التي قاموا بتحقيقها.
فمن الجدير بالذكر أن التواصل الفعال للشركة مع موظفيها يساهم في فهم الموظف لاهداف المؤسسة ، وقيمها، وكيف يمكن تحقيق هذه الأهداف بأفضل الطرق.
استمع إلى موظفيك بشكل جيد
لابد لأي شركة أن تدرك أن استماعها لموظفيها سيمكنها من القدرة على متابعة الموظف، ومعرفة كل ما يحتاجه من اجل تحقيق الرضا الوظيفي بالنسبة له داخل المؤسسة، ويمكن للشركة تنفيذ ذلك من خلال استطلاعات الرأي بشكل مستمر.
هذا بالإضافة إلى أن استماع القائد لموظفيه يشجعهم على التواصل مع قائدهم، وتعزيز الثقافة بينهم والاحترام، وذلك لكي يتمكن العاملون من التحدث عن مشاكلهم في العمل بكل حرية والبحث عن حلول لهذه المشاكل، والذي سيترتب عليه انخفاض دوران العمل ، وتحسين تجربة الموظف.
ركز على موظفينك بشكل أكبر
يمكن أن يكون التركيز على الموظفين ليس مهم بالنسبة لكثير من الشركات، والتي بالطبع يكون لها تجربة سيئة مع الموظف، ولكن تعتبر هذه النقطة من الامور المهمة التي يجب على الشركة الاهتمام بها في كل مرحلة من مراحل دورة حياة الموظف لديها، وذلك بدءا من التقدم إلى الوظيفة، إلى آخر يوم عمل له في الشركة.
ويمكن لأي شركة تحليل دورة حياة الموظف من خلال طرح بعض الأسئلة والتي سنذكرها فيما يلي:-
- هل عملية التوظيف داخل شركتك عادلة؟
- هل يشعر الموظفي داخل الشركة بأنه يتطور؟
- هل يقوم الموظفون الجدد بتجريب قيم المؤسسة أثناء عملية الاعداد.
فالإجابة على كل هذه الأسئلة ستمكنك من الوصول إلى الرؤية الشاملة لبيئة العمل من وجهة نظر الموظفين، والقدرة على التعرف على نقاط الضعف التي يمكن أن تسئ إلى شركتك، والعمل على تحسين تجربة العاملين داخلها.
تعزيز التنوع والشمول
إن تنوع الموارد البشرية داخل أي شركة يساهم بشكل كبير في تحسين رأس المال البشري بطريقة مباشرة، وذلك بسبب زيادة عدد مشاركة الموظفين وتقديم العديد من الأفكار والابداع والخبرات المختلفة والتي تساعد على نجاح الشركة، وذلك بسبب زيادة شعور الموظف بالانتماء للشركة، وتقليل نيته على مغادرة الشركة.
لذلك يجب أن تحرص كل شركة على التنوع، وذلك من اجل الحصول على مختلف المواهب والكفاءات التي تزيد من انتاجية الشركة ونجاحها.
امنح موظفينك عمل هادف
الشركة القوية هي التي تقم بتوفير عمل هادف لموظفيها، وذلك من خلال تشجيعها للاستقلالية، وذلك لكي يتمكن الموظف من تشكيل بيئة عمل خاصة به، وذلك لكي تساعده على أداء المهام بشكل أفضل، هذا بالإضافة إلى توفير كافة الأدوات التي يحتاجونها من اجل تحقيق كافة الأهداف المطلوبة منهم، وهذا الأمر يساعد أي شركة على تحسين تجربة العاملين لديها.
كما لابد ان يكون صاحب العمل شخصا متفتح ويمنح الموظفين سلطة اتخاذ القرار في بعض المهام التي يتم توكيلها لهم، ويمكن تدريبهم على كيفية اخاذ القرار السليم بشكل مستقل.
وفر إدارة داعمة للموظفين
كن حريص على تقديم الدعم لموظفيك طوال فترة العمل، وذلك من خلال توفير مديرين مثاليين، يمكنهم تقديم الدعم للموظفين وتقديم الملاحظات بطريقة لائقة، وحثهم على التعلم بشكل مستمر، فإذا كنت تفتقر إلى هؤلاء المدراء فلا يمكنك تحسين تجربة العاملين لديك.
اخلق بيئة عمل ايجابية
يمكن أن تكون بيئة عملك بيئة ايجابية إذا كانت تتوفر فيها عناصر التنوع والشمول، والتي تعمل على تعزيز من ثقة الموظفين في الشركة وتحسين انتاجيتهم، بالإضافة إلى أنها تحسن من تجربتهم داخل الشركة، وتقلل من فرص تغيب الموظفين، وانخفاض معدل دوران العمالة.
في الختام يمكننا القول بأن تجربة الموظف ليست مفيدة للموظف فقط، بل هي أيضا مفيدة للشركة من اجل زيادة انتاجها والعمل على تحسين ما يشوبها من سلبيات وتحويلها إلى ايجابيات.
[latest-selected-content limit=”5″ display=”title,excerpt” titletag=”strong” url=”yes” linktext=”إقرأ الموضوع كاملا” image=”full” elements=”3″ type=”post” status=”publish” dtag=”yes” orderby=”dateD” show_extra=”taxpos_category_before-title”]