أهم الحلول التي تساهم في حل مشكلة تلوث المياه
التلوث المائي…مفهومه وأسبابه والنتائج المترتبة عليه وأهم أنواعه
كتبت: شيماء عبدالباقي
التلوث المائي، يحتل الماء 71% من سطح مساحة الكرة الأرضية، ويوجد في شكل أنهار أو بحار أو محيطات، أو مياه جوفية، أو أمطار، هذا بالإضافة إلى أنه يوجد في الخلية الحية بنسبة تترواح ما بين الـ 50% إلى 60%، وكذلك بالنسبة للنبات والحيوان.
ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد حيث يمتد وجود الماء إلى العالم الخارجي، حيث توجد المياه في الغلاف الجوي على شكل بخار الماء، ولكن للأسف توجد الكثير من المصادر التي تعمل على تلويث هذه المياه، ومن خلال الأسطرالتالية سوف نتحدث بالتفصيل عن تلوث المياه، وأهم مصادره، وأنواعه.
مفهوم التلوث المائي
هو حدوث أي تغير كيميائي أو فيزيائي في المياه سواء كان بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، ويمكن أن يؤثر على الكائنات الحية، أو أنه يجعل المياه غير صالحة للاستخدامات المطلوبة، وبالطبع يؤثر الماء بشكل كبير في حياة كلا من الفرد والمجتمع والأسرة.
حيث أن المياه تعتبر مطلب حيوي للإنسان وسائر الكائنات الحية، فقد يكون الماء سبب أساسي في نهاية الحياة على وجه الأرض إذا كان الماء ملوث.
أسباب التلوث المائي
يوجد الكثير من الأسباب التي تتسبب في التلوث المائي، وفيما يلي سنذكر أبرزها:-
- انخفاض مستوى كفاءة الخدمات التي يقوم بها الصرف الصحي من أجل التخلص من نفاياته، حيث أن مياه المجاري تحتوي على الكثير من البكتيريا الضارة والجراثيم.
- بالإضافة إلى الكثير من أنواع المخلفات الأخرى التي تلقى فيه، والتي لا يمكن أن تتحلل بيولوجيا، وهو ما يؤدي في النهاية إلى وصولها في البحار والمحيطات والأنهار.
- نفايات المصانع الكيماوية، حيث تعد مخلفات المصانع من أكثر وأهم الأسباب التي تؤدي إلى حدوث التلوث المائي، والتي تتمثل في الصابون، وأواراق الكارتون، والمواد الكيماوية وبقايا النحاس والألومنيوم ، هذا بالإضافة إلى أكاسيد الكروم والكالسيوم وكربونات الصوديوم.
- من أهم أسباب التلوث المائي استخدام الأسمدة والمبيدات الحشرية في التربة وبشكل خاص تلك التي تحتوي على الفوسفات والنترات، وذلك لأنها تتسرب مع مياه الأمطار إلى المياه الجوفية، وكذلك مياه الأودية والأنهار.
- مياه الأمطار تعتبر من الأسباب التي تؤدي إلى حدوث تلوث المياه، حيث أنه يعلق مجموعة كبيرة من تلك الملوثات التي توجد في الهواء بمياه الأمطار والتي تصل إلى سطح الأرض وما يوجد عليه مثل الأنهار والمحيطات، وغيرها، ومن أبرزها أكسيد النيتروجين، وأكسيد الكبريت وذرات التراب.
ومن ضمن أسباب تلوث المياه النقاط الآتية أيضا:-
- من أهم الأشياء التي تؤدي إلى تلوث المياه المواد المشعة والمخلفات التي تنتج عنها من مصانع الأسلحة النووية، والتي يتم التخلص منها بالقائها في الماء، وتعتبر هذه المواد من أخطر العوامل التي تؤثر على الماء بشكل سلبي، حيث أنها تحتاج إلى آلاف السنين لكي يزول أثرها.
- بقايا الأدوية التي من الصعب أن يتم التخلص منها مثل معالجة المياه.
- من أهم مسببات تلوث المياه النقل البحري لكلا من الإنسان والحيوان، بالإضافة إلى المواد التجارية التي يتم نقلها من خلال السفن، حيث أن هذه الناقلات تعتمد بشكل كبير على وقود النفط، ومشتقاته، والذي يعرف بانتشاره بشكل سريع ومسافة تصل إلى سبعمائة كيلو متر بداية من المنطقة التي يتم التسرب فيها.
- ومن الجدير بالذكر أن هذا النوع من التلوث يحدث بشكل كبير في البحار والمحيطات والأنهار والمحيطات نتيجة حدوث ناقلات البترول، أو إلقاء المخلفات، والنفايات البترولية من الناقلات المارة.
إقرأ أيضا: كيف يمكنك المساهمة في الحد من التلوث الهوائي بسهولة وبدون تكلفة؟
ماهي أنواع التلوث المائي؟
يوجد أكثر من نوع لتلوث المياه وفيما يلي سنذكرها:-
1- التلوث الطبيعي
ويعتبر هذا النوع واحد من أخطر أنواع التلوث المائي، وذلك لعدم القدرة على التحكم فيه، بالإضافة إلى أنه يعمل على التغير في الخصائص الطبيعية للماء فيصبح غير صالح للاستخدام الآدمي، أو الشراب.
وهو ما يؤدي في النهاية إلى تغيير في درجة حرارة الماء، وزيادة ملوحتهد وترتفع نسب بعض المواد فيه، ويتغير طعمه، لذلك فهو يشكل خطورة كبيرة على الصحة العامة للفرد والصحة، ويظهر هذا التلوث في تغير لون ورائحة وشكل ونكهة المياه.
2- التلوث الكيميائي
يعتبر هذا النوع من التلوث أشد وأخطر من التلوث الطبيعي، ولكن الجانب الإيجابي فيه أنه يمكن التحكم به والسيطرة عليه من خلال فرض العقوبات على المؤسسات والشركات التي تتسبب فيه، حيث أنه يحدث نتيجة وجود مواد سامة يتم إلقاؤها في النيل مثل الرصاص، والمبيدات الحشرية، والزئبق.
وبعض هذه المواد يكون قابل للانحلال والبعض الآخر يكون غير قابل، لذلك هذا النوع من التلوث يؤدي إلى وفاة الكائنات الحية البحرية، أو الإصابة ببعض الأمراض التي يمكن أن تؤثر على صحة الإنسان في حالة تناوله لهذه الكائنات.
3- تلوث الماء بالنفط
يعتبر هذا النوع واحد من أكثر أنواع تلوث المياه انتشارا، حيث يتسرب النفط إلى الماء من خلال السفن والناقلات البحرية، أو في وقت اسخراجه من الآبار، هذا بالإضافة إلى تلف بعض أنابيب النفط مما يؤدي إلى تسربه في الماء.
كما أنه يوجد بعض الجهات التي تتعمد إلقائه في المياه وهو ما يؤدي إلى تسمم الكائنات الحية التي توجد في المياه لفترة طويلة والتي يمكن أن تنتقل إلى الإنسان، وتتسب في إصابته بالسرطان.
4- التلوث من خلال مياه الصرف الصحي
حيث أنه يوجد العديد من الجهات التي تقوم بالتخلص من مياه الصرف الصحي في الأنهار التي يشرب منها الإنسان، وهي جريمة تستحق العقوبة الشديدة، حيث تؤدي مياه الصرف الصحي إلى انتشار الكثير من البكتيريا في الماء، والتي يمكن من خلالها انتقال الكثير من الأمراض إلى الإنسان.
مثل البكتيريا التي تؤدي إلى الإصابة بحمى التيفود، هذا بالإضافة إلى العديد من أنواع البكتيريا التي تؤدي إلى حدوث بعض الالتهابات في الكلى والكبد.
5- التلوث بالمخلفات الزراعية
وهذا النوع من التلوث يشمل تلوث المياه من خلال الأسمدة والمبيدات الحشرية والتي يتم تصريفها في المياه دون أن يتم إعادة تدويرها، والتي تؤدي إلى تلويث المياه، بسبب القلويات، والأصباغ، والأحماض، والأملاح، السامة وغيرها من المواد الضارة التي تضر بصحة الإنسان والكائنات الحية الأخرى.
إقرأ أيضا: أهم 10 ممارسات شخصية للحفاظ على البيئة في الحياة اليومية
أثار تلوث المياه على الإنسان والبيئة
يوجد الكثير من الآثار السلبية التي يمكن أن تتسبب في الضرر للإنسان والبيئة نتيجة التلوث المائي، وفيما يلي سنذكر أبرزها:-
- نمو الكثير من الطحالب والنباتات الضارة الأخرى والتي يمكن أن تتسبب في تضرر الثروة السمكية، وذلك لأنها تعمل على نقص الأكسحين وأشعة الشمس التي تمنع الوصول إلى هذه الكائنات البحرية.
- زيادة فرص الإصابة بحالات التسمم.
- الإصابة ببعض الأمراض الخطيرة مثل التهاب الكبد الوبائي، والكوليرا، والملاريا، والتيفود.
- يساهم التلوث المائي في تكاثر الكثير من الحشرات والبعوض وانتشارها بشكل كبير، وكذلك القواقع التي تسبب الإصابة بمرض البلهارسيا.
أهم الحلول التي تساهم في حل مشكلة تلوث المياه
يوجد الكثير من الحلول التي تساهم بشكل كبير في الحد من عملية تلوث المياه، وفيما يلي سنذكر أبرزها:-
- الحرص على إدراك أسباب تلوث الماء، سواء كان نفطي أو غير نفطي، وما الذي يسببه في كل حالة.
- الحرص على وضع الكثير من الاتفاقيات وسن التشريعات والقوانين لمكافحة تلوث المياه بمختلف أنواعه، ومصادره، ومن أهم هذه القوانين قانون الولايات المتحدة الأمريكية للمياه النظيفة، وكذلك قانون اتفاقية ماربول الدولية من أجل منع التلوث الناجم عن السفن.
- تنظيم حجم وكميات الملوثات التي تحدث بسبب المصانع، والسماح لهم بتفريغ كمية محددة فقط من الملوثات في المياه، ويجب أن يتم ذلك بعد التخطيط له بعناية شديدة، حيث أن المخلفات التي يتم إلقاؤها في الماء يجب أن تكون قابلة للتحلل بيولوجيا، ومن ثم سيتم تقليل مستويات الملوثات بشكل تدريجي ويتم وضعها تحت السيطرة.
- القيام بتطبيق القانون من خلال معافبة أي من الأشخاص أو الشركات التي تقوم بمخالفة القانون، وذلك من خلال السجن، أو فرض العقوبات المالية عليهم، بمعنى أنه يجب على الملوثين أن يقوموا بدفع تكاليف الأضرار التي تحدث بسبب التلوث الذي ألحقوا به للإنسان والبيئة.
- تقديم التوعية العامة بأسباب التلوث ومدى الضرر الذي يحدث بسببه للإنسان والبيئة، وحثهم على العمل المجتمعي من أجل التقليل من التلوث مثل التنظيف التطوعي للشواطئ والأنهار.
- ممارسة أفراد المجتمع الضغط على ممثلينهم السياسين من أجل سن القوانين والتشريعات والأنظمة لحل مشكلة التلوث المائي الذي تتسبب فيه الشركات الكبيرة والقوية.
عزيزي القارئ بذلك نكون وصلنا إلى ختام مقالنا حول التلوث المائي، وذلك من خلال ذكر مفهومه، وأسبابه مثل تسرب النفط للماء، وأنواعه مثل تلوث الصرف الصحي، وأخيرا مدى تأثير هذا التلوث على الإنسان والبيئة، وكيف يمكن مواجهة هذا التلوث والقضاء عليه.
إنضم لكوكب المعرفة مجتمع التعلم الحديث
