كيف يؤثر التلوث الهوائي على صحتك وماذا يمكنك فعله للحماية؟
التلوث الهوائي…مفهومه وأسبابه وطرق الوقاية منه
كتبت: شيماء عبدالباقي
التلوث الهوائي، إن ظاهرة تلوث الهواء ليست جديدة، حيث ظهرت أول مرة في العهود الوسطى، منذ أن بدأت المصانع تتكاثر، وبدأ يكثر استخدام السيارات بدأ الإنسان حينها يشعر بأهمية وضرورة سن القوانين التي تحد منها.
ومن أهم هذه القوانين القانون الذي تم إصداره في لندن بمنع استخدام الفحم لأنه يلوث الهواء، وكان ذلك في عام 1273 عندما أصدر الملك إدوارد الأول هذا القانون.
وبدأت ملوثات الهواء تزداد يوما بعد يوم خاصة بعد ظهور الثورة الصناعية وتطورها.
ومن خلال الأسطر التالية سوف نتحدث عن هذا الموضوع ونتناول كيفية الحد من التلوث الهوائي، فلنتابع سويا.
مفهوم التلوث الهوائي
المقصود بالتلوث الهوائي هو انطلاق الغازات المختلفة، والسوائل المتناثرة والمواد الصلبة الدقيقة إلى الغلاف الجوي بمعدلات عالية تعجز البيئة عن تبديدها بشكل سليم، أو تخفيف حدتها، أو امتصاصها.
وتسبب هذه المواد وتركيزها في الغلاف الجوي، الكثير من المشاكل الصحية، والمشاكل الاقتصادية، بالإضافة إلى الكثير من المشاكل الغير مرغوب فيها.
مصادر تلوث الهواء
يوجد أكثر من مصدر يتسبب في التلوث الهوائي، والذي يمكن تقسيمهم إلى نوعين هما:-
1- مصادر طبيعية
وهي تلك المصادر التي لا يكون للإنسان تدخل فيها، مثل الأتربة وغيرها من العوامل الآخرى التي لا يمكن للإنسان أن يسيطر عليها.
يمكن أن يحتوي الهواء الجوي على بعض الجزيئات الدقيقة التي تكون عالقة بالهواء والتي تنتج من مصادر طبيعية، ومن أبرزها الغبار وحبوب اللقاح التي توجد بالجو، كذلك أملاح البحار التي توجد في المناطق الساحلية، وكذلك بقايا الكائنات الحية، الحيوانية والنباتية.
2- مصادر صناعية أو بشرية
هي عبارة عن الملوثات التي من صنع الإنسان، والتي يكون هو السبب الأول والأخير في سبب حدوثها.
حيث أن اختراعه لوسائل التكنولوجيا الحديثة التي يظن أنها تزيد من سهولة ويسر حياته فهي تصنع عكس ذلك تماما، حيث أنها تزيد الحياة تعقيدا وتلوثا، مثل عوادم السيارات الناتجة بسبب الوقود، وتوليد الكهرباء.
هذا بالإضافة إلى الكثير من العوامل الآخرى من مسببات التلوث الهوائي الذي يؤدي إلى انبعاث غازات وجسيمات دقيقة تنتشر في الهواء من حولنا، وتضر البيئة بشكل واضح.
ومن أهم المصادر الصناعية التي تتسبب في التلوث الهوائي ما يلي:-
انبعاثات الوقود الحفري
تعتبر انبعاثات الوقود الحفري واحدة من أهم المصادر البشرية التي تتسبب في التلوث الهوائي، مثل النفط، والفحم.
هذا بالإضافة إلى المواد القابلة للاحتراق، والتي على الأغلب تستخدم في توليد الطاقة، بالإضافة إلى أجهزة التدفئة والتي تحتاج إلى حرق الوقود لكي تعمل.
الزراعة وتربية الماشية
تعتبر ثاني أكبر مصدر من المصادر البشرية التي تتسبب في التلوث الهوائي، والتي تحدث بسبب تربية المواشي والزراعة، والتي تتكون بسبب عدة عوامل أحدها من إنتاج غاز الميثان.
والآخر من إزالة الغابات، ويعتبر السببان مرتبطان ببعضهما البعض، والسبب في ذلك في أن تربية المواشي تتطلب إلى إزالة الأشجار التي تعمل على امتصاص ثاني أكسيد الكربون وتنقية الهواء.
النفايات
تعتبر النفايات من المصادر الأكثر انتشارا لحدوث التلوث الهوائي، وذلك بسبب عدة أسباب أهمها أن مكبات النفايات تطلق غاز الميثان، والذي يعد واحد من أهم الغازات الدفيئة ، بالإضافة إلى أنه يعتبر مادة قوية وقابلة للاشتعال بشكل كبير، ويمكن أن تتسبب في الاختناق.
ومن الجدير بالذكر أن علماء البيئة يدركون أنه يوجد لديها الكثير من الطرق التي يمكن من خلالها التنظيم الذاتي، ولكن في حالة أن الأمر كان يتعلق بالغلاف الجوي فإن هذه الآليات تقوم باستهلاك الكربون والكثير من الملوثات الآخرى وذلك بما يضمن بقاء النظام البيئي متزن.
إقرأ أيضا : فى اليوم العالمي للصحة | الأسرار السبع للحفاظ على الصحة النفسية
ما هي آثار التلوث الهوائي
يوجد الكثير من الآثار السلبية للتلوث الهوائي، وفيما يلي سنذكرها:-
آثاره على الإنسان
يوجد الكثير من الآثار السلبية على صحة الإنسان بسبب التلوث الذي يوجد في الهواء، وفيما يلي سنذكر أبرزها:-
الجهاز التنفسي
من الجدير بالذكر أن الجهاز التنفسي يعتبر هو خط الدفاع الأول من أجل حماية الجسم من ملوثات الهواء مثل الغبار والبنزين.
والتي تدخل إلى الجسم عن طريق الشعب الهوائية، ولكن يعتمد مدى تضرر الجهاز التنفسي على كمية الملوثات التي يقوم الإنسان باستنشاقها، بالإضافة إلى مدى ترسب هذه الملوثات.
أمراض القلب
حيث أظهرت الكثير من الدراسات الوبائية التجريبية أن أمراض القلب وملوثات الهواء ترتبط ارتباط مباشر ببعضها البعض.
وذلك لأن ملوثات الهواء تؤثر بشكل مباشر على أعداد خلايا الدم البيضاء، والتي تؤثر بدورها على مهام القلب والأوعية الدموية.
الجهاز العصبي النفسي
من الجدير بالذكر أن ملوثات الهواء على الجهاز العصبي كانت محل جدل، وبالرغم من ذلك يعتقد أن هذه المواد السامة المتعلقة بالهواء تتضرر من الجهاز العصبي، ومن أهم الآثار السلبية الاضطرابات النفسية والعصبية للجهاز العصبي.
ومن الجدير بالذكر أنه يمكن أن يسبب ضعف الجهاز العصبي عواقب وخيمة على الأطفال وخاصة الأطفال الرضع، وما يجب أخذه في الاعتبار أن الاضطرابات التي تحدث للجهاز العصبي بسبب التلوث الهوائي تزيد من السلوك العدواني للشخص.
أثر التلوث الهوائي على البيئة
بما أن البشر والنبات والحيوان، يعانون من الملوثات البيئية، فالبطبع كل النظم البيئية ستعاني منها، وفيما يلي سنذكر أبرز ملوثات الهواء على البيئة:-
- يؤثر التلوث الهوائي على المحاصيل الزراعية بشكل سلبي، هذا بالإضافة إلى موت الأشجار الصغيرة، وكذلك وجود جزيئات ملوثات الهواء والتي تسقط على المسطحات المائية والتربة.
- من الآثار السلبية أيضا لتلوث الهواء أنه يمكن أن يؤثر على المباني ويتسبب في تلفها.
- إصابة بعض الحيوانات بتشوهات خلقية، بالإضافة إلى غيرها من الكثير من الأمراض، بالإضافة إلى حدوث انخفاض في معدلات الولادة.
إقرأ أيضا: تعرف على القيمة الغذائية للأطعمه لتحصل على جسم أكثر رشاقة
ما هو آثر التلوث الهوائي على الاقتصاد
بالطبع يوجد الكثير من الآثار السلبية للتلوث الهوائي على الاقتصاد.
أي دولة تسعى لتحقيق الأمن الغذائي وتأمين الطاقة، ولكن يمكن أن يتسبب التلوث الهوائي في أن يكون مصدر كبير للقلق ويؤثر على الاقتصاد بشكل سلبي.
وذلك في حالة أن تحول الدول إلى تصنيع انبعاثات الملوثات إلى الهواء، والذي يتسبب في تدهور النظام الزراعي والبيئي، وكذلك الصحة بشكل عام.
كما أن السياحة ستتأثر بشكل عام بسبب حدوث التغير في المناخ ودرجات الحرارة التي تحدث بسبب ملوثات الهواء.
طرق الحد من التلوث الهوائي
يوجد الكثير من الحلول التي يمكن اتباعها للتخلص من مشكلة التلوث الهوائي، وفيما يلي سنذكر أبرزها:-
تشجيع مشاريع البحث التي تمولها الحكومة
وذلك لأنه من خلال هذه الأبحاث يتم تطوير طرق النقل الكهربائية الصديقة للبيئة، هذا بالإضافة إلى تقليل الاعتماد على الوقود الحفري، فعلى سبيل المثال في عام 2010 قامت الولايات المتحدة الأمريكية باستخدام 1.454 مليار لتر من النفط في عملية النقل فقط.
والذي تسبب في انطلاق نسبة كبيرة من غاز ثاني أكسيد الكربون إلى الغلاف الجوي، ولكن في حالة تحويل طرق نقل المركبات الكهربائية بشكل كبير فإنه سوف تقضي على نسبة كبيرة من إنتاج الغازات التي تتسبب في تلوث الهواء.
تعزيز تطوير مصادر الطاقة المتجددة والنظيفة والصديقة للبيئة
حيث يعتبر الهدف الأساسي من ذلك هو تحقيق الابتعاد عن استخدام الوقود الحفري، ومن ثم تقليلل نسبة الانبعاث من غاز ثاني أكسيد الكربون، ويتحقق ذلك من خلال الاستفادة من الطاقة الحرارية الجوفية، وطاقة الرياح، والطاقة الشمسية.
تطبيق نظام ائتمان الكربون على ملوثات الغلاف الجوي
حيث أن هذا التطبيق يتحكم في كمية ثاني أكسيد الكربون التي يمكن انبعاثها، وكذلك أكسيد النيتروجين، وغاز الميثان، وغيرها الكثير من الغازات الضارة.
التي تسبب التلوث الهوائي, والتي يمكن تقليلها من خلال تنفيذ هذا التطبيق ، وتحديد مجموعة من العقوبات القاسية التي يتم تطبيقها على كل من يخالف ذلك.
استبدال مصابيح led بالمصابيح المتوهجة والفلورية
حيث تعرف هذه المصابيح بانها أكثر كفاءة عن المصابيح الأخرى بنسبة 50% من المصابيح الفلورية، والتي تعتبر أكثر كفاءة بما يعادل 90% من المصابيح المتوهجة.
كما أن إضاءة مصابيح Led قد تكون واعدة حيث أنها قد توفر على الكثير من الأشخاص الأموال، وذلك من خلال زيادة كفاءة الإضاءة.
إقرأ أيضا: كيف غيرت التقنيات الحديثة فى حياة البشر
مقياس تلوث الهواء
يوجد مقياس يمكن من خلال استخدامه معرفة مدى جودة الهواء، ويعمل مثل الترمومتر، حيث أنه يمتد من صفر درجة مئوية ، إلى 500 درجة، حيث أن هذا المؤشر يظهر مجموعة من التغيرات في مقدار التلوث في الهواء، فإذا كانت درجة الهواء أقل من 50 درجة فإن ذلك يعني بأن الهواء جيد.
ويمكن للشخص أن يقضي جزء من وقته للاستمتاع بالهواء الطلق، الذي لا يتسبب في حدوث أي ضرر على صحته، ولكن كلما زادت درجة الهواء عن 50 درجة كلما كانت تلوث الهواء يشكل خطرا أكبر على الصحة.
عزيزي القارئ بذلك نكون وصلنا إلى ختام مقالنا حول التلوث الهوائي، والذي استعرضنا من خلاله، مفهوم تلوث الهواء، وأسبابه.
وأهم مصادره، والتي تنقسم إلى بشرية، وطبيعية، وكيف يمكن الحد من التلوث الهوائي على البيئة، والصحة، والاقتصاد، وأخيرا كيف يمكن قياس درجة نقاء الهواء.
إنضم لكوكب المعرفة مجتمع التعلم الحديث