كيف يمكنني تطبيق التسويق الشامل داخل عملي

كتبت: شيماء عبدالباقي

كل الطرق تؤدي إلى روما، هذه كلمة منتشرة بين الناس في اختلاف الطرق للوصول إلى شئ معين، ولكن هذه المقولة قد لا تكون هي الأنسب عندما نتحدث عن التسويق، خاصة عند استخدام التسويق الشامل.

وخاصة إذا كنا نتحدث عن شركة ناشئة، أو منتج كمالي، حيث أن استخدام هذا النوع من التسويق في هذه الحالات سوف يؤدي إلى عواقب وخيمة، لا يحمد عقباها.

ولكن هنا يأتي السؤال إذا كان التسويق الشامل لا يصلح لكل الشركات أو لكل المنتجات فلابد من وجود عامل محوري تشترك فيه كل الشركات التي تطبقه، وهو أن المنتج ضروري لجميع الناس.

ومن خلال الأسطر التالية سوف نتحدث عن هذا النوع من التسويق بالتفصيل فلنتابع سويا.

انضم لكوكب المعرفة

ما المقصود بالتسويق الشامل؟

هو التسويق الذي يعتمد على تكامل مختلف أقسام الشركة وانسجامها مع بعضها البعض، من أجل تحقيق الأهداف البيعية والتسويقية التي تم التخطيط لها من قبل.

مثل تكامل قسم الموارد البشرية، بالإضافة إلى قسم البحث والتطوير وقسم التمويل والإنتاج.

وما يجب أخذه في الاعتبار أن هذا النوع من التسويق يقوم على أساس رؤية شاملة ونابعة من كافة الزوايا الممكنة داخل الشركة.

فعلى سبيل المثال يمكن لأي موظف داخل أي قسم من أقسام الشركة أن يشارك بأفكاره في تحسين أنشطة التسويق ورفع مدى كفائتها، سواء كان هذا الاقتراح بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.

كما يمكن أيضا أن يقترح رجال البيع مجموعة من التحسينات التي تتعلق بالمنتج على المسؤلين عن قسم الإنتاج.

والذي يطلب بدوره الموارد المالية اللازمة من أجل هذه التحسينات من قسم التمويل، ويطلب أيضا الموارد البشرية الإضافية من قسم الموارد البشرية.

ما أهمية التسويق الشامل؟

يعتبر التنوع والشمول مهمان جدا في التسويق، وذلك لأنهما يساعدان بشكل كبير في الاحتفاء بأنواع الجمهور المختلفة، هذا بالإضافة إلى أن التسويق الشامل يساهم بشكل كبير في معرفة العملاء.

للعلامات التجارية التي تكون أقرب إلى ذوقه وقيمه، والتي يصرح عدد كبير من المستهلكين أنهم مهتمون بها.

فعلى سبيل المثال صرح ما يعادل 67% من العملاء أنه من الضروري بالنسبة لهم أن تعمل العلامة التجارية على تعزيز التنوع والشمول والمساواة.

ويمكن لهذا النوع من التسويق أن يبدأ ذلك من خلال ثقافة الشركة للعلامة التجارية، والتي يمكن أن يأخذها العملاء في الاعتبار جنبا إلى جنب مع إعلانات العلامة التجارية نفسها والمنتجات التي تقدمها.

وذلك لأن 46% من المستهلكين يبذلون أقصى جهد لاختيار العلامات التجارية التي يمكن أن تتبنى التزامات مؤسسية تجاه التنوع والمساواة والشمول.

بما في ذلك التنوع الثقافي في قيادة الشركات، فمثلا يمكن أن يؤثر التنوع والشمول بشكل كبير ومباشر على الشركات، حيث أنه ربما يكون من الصعب تضمين التنوع في التسويق الخاص بك.

من الجدير بالذكر أن التنوع والشمول في التسويق لا يمكن أن يكون مجرد خطوة عملية واحدة فقط بل لابد أن يتبعه مجموعة من الخطوات والأفعال والإجراءات.

سواء كان ذلك من خلال العلامات التجارية وتحسين الشمولية في الإعلانات، أو من خلال تعيين موظفيين متنوعين، أو عن طريق إنشاء منتجات لجميع أنواع الجمهور.

إقرأ أيضا:- ما هي استيراتيجيات تطبيق التسويق بالإحالة في عملك؟

ما هي مبادئ التسويق الشامل؟

يوجد مجموعة من المبادئ العامة التي يقوم على أساسها التسويق الشامل، وفيما يلي سنذكرها:-

استخدام القيادة لتعزيز الشمول من الداخل

من أهم مبادئ هذا النوع من التسويق هو البدء بدمج الشمول داخل الثقافة المؤسسية والموظفين التي توجد في شركتك.

وقامت ناتاليا ألفونسو مديرة المنتجات الرئيسية في فريق تطوير شركاء الإعلان في أمازون بالتحدث حول كيفية تعزيز قيادة الفريق الخاص بها للشمول.

وذلك في مقابلة شخصية خاصة، والتي وضحت أن أهم مبادئ تحقيق المساواة والشمول هو إمكانية توقف قادة الشركة بالحديث في الاجتماع لكي يمنح موظف مبتدئ الفرصة في المشاركة في الحوار.

ضمان الترحيب بالآراء المتنوعة

يشمل تعزيز التنوع والمساواة والشمول والتواصل مع الآخرين، حيث قالت كوميكو أراي كبيرة مديري البرماج في فريق تطوير شركاء الإعلان العالمي في أمازون.

أن التنوع يعني توافر الكثير من الرؤى ووجهات النظر المختلفة حول شئ واحد، وذلك بسبب تنوع الخلفيات والتجارب لدى كل شخص.

إنشاء حملات تعكس عالمنا المتنوع

وذلك لأن الظهور في الإعلانات وعمل الحملات المكثفة لا تقتصر أهميته على العملاء فقط، بل يشمل أيضا توسيع عقليات المجتمع.

استخدام الشمولية لتوسيع نطاق وجهات نظرك

حيث يمكن أن يؤدي التسويق الشامل إلى توفير الكثير من الفرص للماركات التي تقدمها والمنتجات، فقد صرح أكاما ديفيز مدير الحلول العالمية والابتكار في Xaxis ، في مدونة قام بكتابتها لـ Amazon Ads.

أن الشركات التي تتسم بالشمول يوجد لديها مجموعة كبيرة من وجهات النظر التي يمكن من خلالها عرض الكثير من التحديات المعقدة ومن ثم القدرة على التوصل إلى حلول ذات مغزي.

الالتزام بتبني المصداقية

من أهم النقاط التي يجب أن تدركها هو أن أحد الجوانب الأساسية للتسويق الشامل هو إدراك أنك لن تنتهي منه أبدا، فقد صرح زاك هريس نائب رئيس التسويق لحافظة المياه في شركة pepsico Beverages.

التي توجد في أمريكا الشمالية ( يوجد الكثير من الجهود التي يمكن أن يبذلها المسوقين لكن من وجهة نظري أن أهم شئ يمكن للمسوقين القيام به الآن هو مراعاة فكرة المصداقية).

مكونات استيراتيجية التسويق الشامل

يوجد أربع استيراتجيات للتسويق الشامل والتي تعمل معا من أجل تكوين نهج شامل ومتكامل، وذلك من خلال استغلال هذه المكونات.

وتكوين استيراتيجية موحدة تعمل على خلق علاقات قوية مع العملاء، ورسائل متسقة وتوجه الموظفين، وفيما يلي سنذكر هذه الاستيراتيجيات:-

تسويق العلاقات

حيث ينطوي تسويق العلاقات على تكوين شبكة تسويق، بشرط أن تشمل هذه الشبكة الشركة وكافة الأطراف المتداخلة.

بما في ذلك الموظفين، والموردين، والعملاء، والبائعين بالتجزئة، ووكلات الإعلان، وغيرهم الكثير ممن قمت بتكوين علاقات تجارية قوية ومفيدة معهم.

ومن ثم يتم تغيير الانتباه على التنافس بين الشبكات بدلا من أن يكون بين الشركات، والمكافأة النهائية تكون للشركة التي قامت ببناء شبكة قوية أو الأفضل بالنسبة للآخرين.

التسويق الداخلي

التسويق الداخلي هو عبارة عن نهج استيراتيجي يقوم بمعاملة الموظفين كعملاء داخليين، كما أنه يعمل على توصيل رسالة الشركة وقيمها وأهدافها للموظفين، بالإضافة إلى ضمان مدى فهمهم وتوافقهم مع أهداف الشركة.

ويتم ذلك من خلال تعزيز الثقافة الداخلية بشكل إيجابي، وتوفير التدريب والموارد اللازمة للموظفين، حيث يهدف التسويق الداخلي إلى تعزيز الحصول على رضا الموظفين ومضاعفة ولائهم للشركة.

ومن الجدير بالذكر أن الهدف الأساسي من تطبيق استيراتيجية التسويق الداخلي هو تمكين الموظفين من تقديم الكثير من التجارب الاستثنانية للعملاء، وهو ما يؤدي في النهاية إلى تحسين الأداء العام للشركة ونجاح العمل.

التسويق المتكامل

وهذا النوع من التسويق هو عبارة عن نهج شامل يجمع بين كافة مختلف قنوات التسويق من أجل تقديم رسالة للعلامة التجارية المتكاملة والمتناسقة، هذا بالإضافة إلى أنه يضمن تنسيق الأنشطة الترويجية المختلفة.

والتي تتمثل في العلاقات العامة للتسويق، والإعلانات، ووسائل التواصل الاجتماعي، والتسويق الرقمي، والتسويق المباشر، والهدف من ذلك خلق علامة تجارية موحدة للجمهور المستهدف.

ومن خلال تنسيق هذه النقاط فإن التسويق المتكامل يضمن أن جميع نقاط الاتصال على طول رحلة العميل تكون متوافقة وتعمل معا من أجل تحقيق الأهداف التسويقية المرغوبة.

كما يعزز هذا النهج من مدى ظهور العلامة التجارية من خلال تقديم صورة واضحة للعلامة التجارية المتكاملة من خلال منصات وقنوات مختلفة ومتعددة.

إقرأ أيضا:-ما هي مخاطر التسويق الهرمي وما الفرق بينه وبين التسويق الشبكي

التسويق المجتمعي

يعمل هذا النوع من التسويق على التأكيد على مدى أهمية مراعاة التأثير المجتمعي لأنشطة الشركات، فهو يتجاوز التركيز التقليدي على الحصول على رضا العملاء، وتوليد الأرباح من أجل التعامل مع رفاهية المجتمع بشكل عام.

حيث ينص هذا النوع من التسويق على تطوير وترويج الكثير من المنتجات والخدمات التي تعمل على تلبية كافة احتياجات المستهلكين.

ومن الجدير بالذكر أنها تساهم بشكل فعال في تحقيق استدامة ورفاهية المجتمعات على المدى الطويل، بالإضافة إلى أنه يساهم في تعزيز سمعة الشركات باعتبار أنها مسؤولة اجتماعيا.

عزيزي القارئ بذلك نكون وصلنا إلى ختام مقالنا عن التسويق الشامل، والذي استعرضنا من خلاله مفهوم التسويق الشامل، ومدى أهميته للشركات، وأهم المباديء التي يتبعها، وأهم استراتيجياته.

إنضم لكوكب المعرفة مجتمع التعلم الحديث