لا .. بين الآباء والأبناء
كتبت : د. رشا نور الدين
حرب اللاءات او حرب ” لا “
العملية التربوية ليست عملية أمر ونهي كما يعتقد أو يفعل الكثير من الآباء فيدور بعضهم بين نوعين :
الأول يفضل عدم قولها للطفل حتى لا يربي تربية معقدة من كثرة النواهي
والنوع الآخر يغرق الطفل فيها بحيث يقيد الطفل ويحد من طاقاته الذهنية والحركية .
تدور كلمة ((لا)) في الأسرة بين مطرقة الآباء وسندال الأبناء أو مثل كرة اليد كل منهما يلقيها إلى الآخر دون أن يريد تنفيذها .
وكلمة ((لا )) المتمثلة في نهي الطفل عند بعض الأمور المزعجة أو غير اللائقة أو الخطيرة ،لا يجب علينا التسلح بها في عمليه التربية إلا لأسبابها وبحقها لا لأن مزاج الأب أو الأم لا يسمح بذلك دون مراعاة رغبة وشعور الطفل، أو للتسلط والتعسف أو لكبرياء الكبير أو …
إنما تبنى وتقال على أسس علمية وتربوية حتى تؤدي دورها المؤثر في العملية التربوية .
ولنتذكر دوما أن ((لا)) ليست إلا وسيلة ننقل بها الطفل من حالته الفطرية إلى الحالة التي تؤهله للتكيف بها مع ظروف الحياة والأسرة والضوابط الشرعية ولذلك علينا الأخذ ببعض الضوابط في هذا الشأن:
1-عندما نقول ((لا)) لا نقرنها بتعابير الغضب
حتى لا ترتبط في ذهن الطفل بمشاعر الكراهية وبالتالي يرتبط بقولها رفضه لها ولكن بنفس تعبيرنا لكلمة نعم نعبر بلا
2-لكي تأخذ ((لا)) قوة التأثير المطلوبة
علينا أن نمهد لها وأن نعقبها بتوضيح ليعرف الطفل أسباب المنع ويقتنع بأن ((لا)) سببية من المهم أن يسمع الطفل ويعتاد على قول لا وإلا لن يقبلها في كبره
3-مبدأ ((لا)) لا يتغير اليوم عن غدا
حتى لا تهتز ثقة الطفل في والديه (( على سبيل المثال : إذا حدد الوالدين موعد النوم للطفل 8 مساءا فلا يجوز أن يتجاوز هذا الحد مثلا يوم العطلة بأي حجة كانت إلا إذا تم الاتفاق على ذلك مسبقا ))
4-لا نقول ((لا)) للطفل إلا بوجود مانع فعلي لها
فإذا أنهى واجباته المدرسية مثلا وأراد اللعب فلا مبرر من منعه بدون سبب
5-اتفاق الوالدين على قول (نعم ولا) للطفل مهم جدا
لان التضارب في العملية التربوية بين الآباء والأمهات في وجهات النظر يضر بالطفل وبثقته بنفسه وبوالديه
6-من المهم عدم إشعار الطفل بالتردد عندما نقول له ((لا))
حتى لا يلاحظ ضعف الوالدين في اتخاذ القرار وبالتالي سوف يلجأ الطفل للإلحاح والضغط ليغير الوالدين قرارهما لأنه لا يعتقد في مصداقيتهم
كذلك يشتكي كثير من الآباء والأمهات من كثرة الرفض وقول ((لا)) من قبل الطفل ردا منه على أوامرهم أو منازعا لهم على السلطة أو لمجرد لفت النظر وبالتالي علينا أن نتعامل مع لاءات الطفل ببعض الخطوات منها
1- تجنب الأسئلة المباشرة مثل :هل تأكل بيض ؟ بدلا منها نقول تأكل بيض أم جبن ؟ ، أو هل تريد النوم ، ألا تنام ؟ بدلا منها نقول حان الآن وقت النوم
2- لا ننسي أن كلمة ((لا)) شيء طبيعي في الثلاثة سنين الأولى من عمر الطفل وهي إحدى متطلبات النمو النفسي والانتقال نحو الاستقلالية
3- التحلي بالصبر في تعاملنا مع لاءات الطفل وحثه على الطاعة وبذل الجهد وتشجيعه عندما ينفذ ما طلب منه مباشرة ونمدح ذلك فيه ونثني على سلوكه
4- من المهم أن نحذر من تربية رغبات الطفل تحت البكاء والتهديد أو الغضب أو العناد لان هذا يعتبر إثابة ومكافأة له على استخدامه هذا السلاح وتعزيزا لهذا السلوك الغير مرغوب فيه علينا مراجعة أنفسنا مع ((لا)) ولا ننسي أن الطفل تعلمها منا نحن الكبار فما ((أعطي بحقه أخذ بحقه ))
[latest-selected-content limit=”5″ display=”title,excerpt” titletag=”strong” url=”yes” linktext=”إقرأ الموضوع كاملا” image=”full” elements=”3″ type=”post” status=”publish” dtag=”yes” orderby=”dateD” show_extra=”taxpos_category_before-title”]
مستشارة ارشاد اسري وعلاقات انسانية ، مدربة معتمدة دوليا ومحاضرة في العديد من مراكز العمل الاجتماعي وعضو هيئة تدريس في العديد من الجامعات والمعاهد أون لاين