لا تجعلوا من الحمقى مشاهير
قنوات يوتيوب غير هادفة، أسباب الانتشار، خطورة هذه القنوات، كيفية حماية الأطفال وتوعية الشباب
كتبت: ريهام العنجاوي
قنوات يوتيوب غير هادفة، قنوات مستنقعات التفاهة وشهرة الحمقى وتأثيرهم على عقول أجيالنا.
يعاني معظم الآباء مع أطفالهم من إدمان وسائل التواصل الاجتماعي والاعتياد على استخدام الهواتف طوال اليوم بشكل مبالغ فيه. فانتشرت مؤخرا قنوات تسعى إلى الشهرة وكسب المال دون النظر إلى المحتوى.
أثرت عليهم تأثيرا كبيرا فهي وباء اجتماعيا مليئ بمزيج من الاصطناع والتمثيل والسخرية، قنوات ذا محتوى يسلب منا عقول أطفالنا وشبابنا بدرجه تدعو للاشمئزاز والحزن.
كما أنها أصبحت كارثة بكل المقاييس يجب ألا نغفل عنها أو نصمت حيالها لأنها تنتشر بسرعه جنونيه وكلما زاد الإقبال عليها زادت خطورتها.
فهي سميت بالشهرة الاجتماعيه محتواها يتناول مواضيع ساذجة وفي بعض الأحيان تتناول فضائح لبعضهم أو سخريه علي شئ ما.
والأغلب منها يتناول تصويرا لنمط حياتهم المزيف والمصطنع لكي يبهرون المشاهد بالأشياء الباهظة التي يمتلكونها ويحفزهم علي الاستمرار في متابعتهم.
لكي يبحثوا عن كيفيه تحول حياة هؤلاء الأشخاص من الفقر إلى الغناء الفاحش، مما يترتب عليه شهرتهم أكثر، وانسياق المشاهد للقدوم على هذه الأفعال وتقليدها لكي يصلوا إلى هذه الشهرة والمكانة .
في هذا المقال سنتناول، أسباب انتشار هذه القنوات ومخاطرها، وكيف يمكننا حماية أجيالنا من هذه اللعنة والقضاء عليها
ما هي أسباب انتشار قنوات يوتيوب الغير هادفة؟
انتشرت القنوات الغير الهادفة في الآونة الأخيرة انتشارا كبيرا، وأثرت علي عقول أطفالنا وشبابنا تأثيرا كبيرا لأنها تعرض أشياء غير هادفه.
فهي لا تقدم محتوي يحترم العقول، بل يدمر العقول ويضيع الوقت وينشأ جيلا قدوته مجموعة من المائعين ليس لديهم هدف في الحياه إلا كسب المال والشهرة على حساب عقول أجيالنا القادمه.
نحن من صنعنا هذه الشهرة وجعلنا هؤلاء الحمقى يتمادون، نحن من جعلناهم يتصدرون الترندات بمشاهدتنا لهم ومشاركتنا لأعمالهم.
نحن من جعلناهم يكسبون الأموال الكثيرة ويعطوننا مقابلها جهل وسذاجة وتدني أخلاق وجيل فاشل لا يقدر على تحديات المستقبل.
ليس له أهداف ولا طموحات، بل أقصى تطلعاتهم وأحلامهم الوصول للترند والشهرة والأموال غافلين مغيبين منساقين للجهل والتخلف والتفاهه، لايعرفون الخطر الذي يهددهم ويهدد مستقبلهم.
أهم أسباب انتشار قنوات يوتيوب الغير هادفة:
1.تدني الوعي الفكري لدى الكثير
عدد كبير من الأشخاص يقبلون على البحث عن الفيديوهات الغير هادفه، والتي تتمثل في فضائح وتفاهات وليس هذا فقط بل تقليد هذه السذاجة تقليدا أعمى.
فأصبح الشباب الآن بدلا من البحث عن القراءة والثقافة وتنمية الفكر يشبعون حاجاتهم ويشغلون أوقات فراغهم بالإقبال على مشاهدة هذه الأعمال التافهة.
أصبحت القنوات الغير هادفة كالنار تحت الرماد، همها الوحيد جني الملايين على حساب تدني أخلاق المجتمع، فهي موجودة في كل منزل تستطيع الوصول لكل شخص سواء طفل أو مراهق، تبث السموم الفكرية الداعية للفوضى والانحراف والتسيب.
متابعتنا لهؤلاء الحمقى والإقبال عليهم أوصلهم إلى قائمة الأعلى مشاهدة وبالتالي جعلهم يتمادون في الاستمرار في فعل ذلك بل يبحثون عن أفكار جديده تشغل عقولهم.
ويطورون فيديوهاتهم للأسوء ليحصلوا علي أعلى التعليقات والمشاهده، ليصلوا إلى الهدف الأساسي وهو كسب المال والشهرة الزائفة وكل هذا على حساب جيل بأكمله .
2.سهولة التصوير
قديما كانت عملية التصوير صعبة جدا تتطلب مالا كثيرا لشراء معدات التصوير، فمن لم يملك مكنه تصوير لم يستطيع القيام بهذه العملية.
أما الآن أصبح كل شئ سهلا، كما أصبحت الهواتف في أيدي الجميع أطفالا ومراهقين وشبابا وكبارا في السن، يوجد بها تقنيات حديثة في التصوير تفوق ماكينات التصوير، بالإضافة إلى أنها تتطور كل يوم لتواكب العصر.
سهلت الهواتف الذكية علي الأشخاص تصوير أي شئ في أي وقت وأي مكان، وحين يصور الشخص أتفه الأشياء يكون مرشحا أن يصبح نجما مشهورا.
وهذا ماجعلنا نعيش في مستنقع التفاهه وجعل من أناس سذج يحتلون مكانه وشهره لا يستحقونها قدوة لأطفال ومراهقين وشباب .
ما هي خطورة مشاهدة القنوات الغير هادفة؟
تنتج عن مشاهدة هذه القنوات عدة مخاطر تتمثل في النقاط الآتية:
1.الانعزال عن الواقع
تؤثر القنوات التي تقدم محتوى غير هادف على أطفالنا تأثيرا سلبيا، فكثره مشاهدتها ومراقبه محتواها وانتظار نشر الجديد منها باستمرار يتسبب في انعزال الطفل أو المراهق عن الواقع.
كما تجعله غير مهتم بالعلاقات المحيطة به ويفضل المشاهده لهذه القنوات عن الاندماج مع أسرته ويفضل الجلوس بمفرده في حين أن هذا السن يحتاج إلى الاحتكاك بالعالم الخارجي.
فالاندماج مع أشخاص مختلفين وأشياء من الواقع تفيد الطفل أو المراهق، كما تؤثر أيضا علي قدرته علي المحاكاة وتحوله لمتلقي غير مبدع.
2.مضيعة للوقت والطاقة
تعتبر هذه القنوات من أخطر ما يؤثر على أطفالنا لأنها تقدم محتويات ترفيهية، فتجعل من يشاهدها لايستطيع تركها بل تجعله يتصفح المزيد منها كأنها روتين يومي في حياته.
فتمر ساعة تلو الأخرى بدون ملل مستنزفة بذلك كثيرا من أوقاتهم بلا فائدة محتواها لا ينتهي فتضيع الوقت والجهد، فبدلا من الاستفادة بأوقات فراغهم واستغلالها في أشياء مفيدة.
مثل مراجعه بعض الدروس وقراءة شيء مفيد أو ممارسه هوايه معينه أو مشاهدة قنوات وبرامج هادفة تفيد الطفل أو المراهق وتناسب عقله وتفكيره ينساقون وراء هذه التفاهات والسموم التي تغزو عقولهم، وراء محتوي لا يحترم العقول والأخلاق والفكر.
3.الإصابة بالاكتئاب
يؤثر استخدام السوشيال ميديا على نفسية أطفالنا، فالاستخدام المفرط له يعرض الطفل للإصابة بالقلق والتوتر والاكتئاب.
فالطفل يتأثر بسرعة بما يمر عليه من أحداث لذلك يجب على الآباء الإشراف على المضمون والمحتوى الذي يشاهده أطفالهم عبر هذه المواقع.
كذلك يمكن للطفل أن يتعرض للتنمر بما أنها ساحه مفتوحه للجميع وتقبل التعليقات والانتقادات، فالانتقادات الكثيرة تعرض الطفل لمشاكل في الثقة بالنفس .
كيف يمكننا حماية أطفالنا وتوعية شبابنا من هذه اللعنة
يوجد عدة طرق للتوعية والتي يمكن تلخيصها في النقاط التالية:
1.الوعي الفكري والثقافي للشباب
لكي نواجه هذه الظاهره السيئه ونتغلب عليها ونحد من شهرة هؤلاء الحمقى يجب ألا نشارك أو نشاهد أو نعلق على أعمالهم سواء بالسلب أو الإيجاب.
فيجب علينا التجاهل التام لهم ولأعمالهم حتي لا تزداد أعدادهم، كما يجب علينا أيضا نشر الوعي الفكري والثقافي بين الأطفال والمراهقين وحثهم على القيام بأعمال مفيدة تفيد الشخص والمجتمع.
عمل قنوات وصفحات مفيدة تقوم بتوعية الأهالي والأشخاص وتحذيرهم من التمادي في مشاهدة القنوات الغير هادفة ودعمها ومساعدتها في الازدياد، فهو خطر بل كارثه تهدد عقول اطفالنا وتستحوذ عليها .
2.اتخاذ أولياء الأمور قرار حاسم تجاه هذه الظاهرة
يجب على الآباء مراقبة أطفالهم ومراقبة كل ما يشاهدونه للتأكد ما إذا كانت محتويات مايشاهدونه تتناسب مع أعمارهم أم لا.
والتدخل في الوقت المناسب بشكل حازم، فلا تترك هؤلاء الأشخاص قدوة لأطفالك، لاتجعلهم يبنون شخصايتهم علي فعل سخيف أو قول مبتذل أو يتخذون نمط الحياة المزيف أسلوب لحياتهم.
إن لم ننتبه لهذه الظاهرة ونقضي عليها سنجني من ورائها عقول فارغه لاتدري مايحدث حولها في الحياة، فأبنائنا أمانة في رقابنا يجب أن نحافظ عليهم وننبتهم نباتا حسنا.
3.تشجيع الصحافة النزيهة التي تحد من هذه الظاهرة
للصحافه دور عظيم في توعية الأشخاص بكل ما هو سلبي وسيئ وبكل ما هو غير أخلاقي يسلب عقولنا و عقول أجيالنا، فدورهم في الحياة هو توعية وتثقيف العامة وليس استبلادها.
فهناك صحافه شريفه يجب أن ندعمها تحترم عقولنا وتنشر الوعي الفكري، فهي عليها الدور الأكبر في إفاقة المجتمع من الأضرار التي تلحق بهم.
وهناك للأسف بعض الصحافه تدعم هذه القنوات ولا يهمها سوى ربح المال وزيادة عدد القراء، يغفلون عن دورهم الحقيقي في توعية وتثقيف العامة بل يساهمون في تدني المستوى الثقافي والفكري والأخلاقي .
تؤيدني الرأي ولا تعرف ماذا تفعل وكيف تبدأ، فكل مشكلة ولها حل، تختلف أحيانا ردود أفعالنا اتجاهها ولكن يجب عليك حيال هذه الكارثة أن تأخذ رد فعل ايجابي.
اذا كنت تشاهد هذه القنوات عليك اتخاذ القرار فورا بالابتعاد عنها وتجاهلها بل وتوعية كل من حولك وتشجيعهم على اتخاذ القرار، يجب أن نعيد النظر في واقعنا ونقف في وجه المخاطر والتحديات المستقبلية.
نحن من صنعنا هذه الشهرة وهؤلاء الحمقى، فكما صنعناهم نستطيع إسقاطهم و محيهم والقضاء عليهم بكل سهولة.
يكفي فقط الكف عن مشاهدتنا لأعمالهم وعدم التعليق لهم بالسلب أو الإيجاب، فهم أحيانا يقدمون أشياء يستفزون بها المشاهد والغرض من ذلك جمع التعليقات الكثيرة.
فكلما كثرت التعليقات كلما اشتهروا أكثر وتصدروا الترندات، وهذا ما يسعون إليه مستغلين انقياد أطفالنا وشبابنا لأعمالهم التافهة.
فكل شخص يرى شئ كهذا يكفي عليه الإبلاغ عنها، فكلما كثرت البلاغات كلما وصلنا إلى إبادة هذه القنوات بسرعه فائقه.
يقول عمر بن الخطاب “رضي الله عنه”
“اميتوا الباطل بالسكوت عنه”
فهل ننتهي من المشاركة في انتشار هذه المهزلة ؟
هل ننتهي من مساعدة هؤلاء الأشخاص في الكسب وربح المال ؟
هل نمتنع من مشاهدة ومراقبة الفضائح والخوض في مشاهدة ومتابعة أعراض الغير ؟
إن لم تكف عن هذه الأشياء فأنت تساعد في انتشار هذا الوباء
تساعد في القضاء على عقول أجيالنا
تساعد في انتشار التفاهة والفوضى والجهل
وأخيرا رسالتي لكل صانع محتوى
لاتكن ممن يبثون السموم الفكرية الداعية إلى الفوضي والانحراف والتسيب، لا تكن ممن يهدمون البنيان الاجتماعي والفكري والحضاري، لا تكن ممن يسعون إلى الشهرة والأموال مستعدا فعل أي شيء للحصول عليهم.
نحن في كوكب المعرفة
كصناع محتوى يمكننا بكل سهوله فعل ذلك و سنجني من ورائه كثيرا من الأموال فما أكثر المواضيع التافهه والمزيفه.
ولكننا ننصب ضمائرنا ونعرف حق المعرفه واجبنا حيال مجتمعنا ، كما نعلم أيضا مدى تأثيرنا عليهم، لذلك نحن نعمل على تنمية المجتمع.
من خلال تقديم محتوى هادف و نعمل علي إثراء المعرفة، لنا مكانتنا وثقتنا بين جمهورنا ومتابعينا، فنحن نعمل على انتشار قيمة دون النظر إلى المقابل المادي، فيكفي علينا ثقة قراءنا ومتابعتهم المستمرة لنا.
من منكم يؤيدني الرأي، من منكم يعاني مع أطفاله من هذه الظاهره، يسعدني أن تشارك برأيك لنستطيع سويا الخروج من هذه المستنقعات والقضاء عليها .