الطريقة الصحيحة لصلاة العيد وصلاة الشكر
كتبت: تسنيم سعيد
انضم لكوكب المعرفة المكتبة الإسلامية
صلاة العيد هي صلاة مسنونة يظهر بها العبد الشكر لله في خضوع وإذعان وتلبية للنداء.
وهي ما يؤديها العبد مرتين في العام فقط، في العيدين الأكبر والأصغر، وهما عيد الأضحى وعيد الفطر.
صلاة العيد
يأتي على المسلمين سيد الشهور وتاج السنين، وهو شهر رمضان المعظم عباداته، والمضاعف أجره وثوابه، ويتنزل فيه على العبد من ربه رضوان الله ورحماته.
فيؤدي المسلم فريضة الصيام، ويزيد من الأجر في الليل بالقيام، ويرفع درجاته بالذكر وقراءة القرآن.
حتى إذا ما انقضت أيام الشهر الكريم راحلة، حزن العبد على سرعة الرحيل، فيجعل الله للمسلمين عيدًا يدخل على قلوبهم البهجة والسرور، ويكافئهم الله بأيام عيد الفطر على أداء شعائر أجل الشهور.
فيصلي العبد ركعتين خفيفتين شكرًا لله تعالى على أن مكنه من صيام الشهر وأتمه عليه بعافية، وأن بلغه رمضان على الإسلام والطاعة.
وتبدأ أيام عيد الفطر المبارك شعيرة صلاة عيد الفطر، {ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ} (32) سورة الحج
أما صلاة عيد الأضحى فهي ما يؤديها المسلمون احتفالًا بذكرى فداء نبي الله اسماعيل من الذبح، فينحرون الذبائح في هذا اليوم والذي يعرف أيضًا بعيد النحر، بينما يكون الحجيج في هذا اليوم يؤدون مناسك الحج.
حكم صلاة العيد
البعض من العلماء قال بفرضيتها لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يتركها منذ تشريعها في العام الثاني من الهجرة النبوية المباركة.
إلا أن حكمها هو الاستحباب والسنية، فهي سنة مؤكدة واظب عليها المصطفى عليه السلام حتى انتقل إلى الرفيق الأعلى.
وهي سنة على كل من هو مكلف بأداء صلاة الجمعة من الرجال.
كما تسن أيضًا للنساء والأطفال، بل هي مظهر من مظاهر جمال الإسلام وبهجته وتآلف المجتمع والتحام طبقاته.
لذا فإن الأسرة جميعها يستحب لها الذهاب لصلاة العيد وحضور خطبة العيد وما يرافقها من تكبير وتهليل ودعاء.
وأيضًا يسن للحائض أن تذهب مع النساء لصلاة العيد، فتسمع التكبيرات والدعاء وتفعل ما يفعلنه عدا الصلاة.
وقت صلاة العيد
يبدأ وقت صلاة العيد من طلوع شمس أول أيام عيد الفطر أو عيد الأضحى، ولكننا نهتدي بوقت الجماعة لأدائها في المسجد.
كما أن وقت الأفضلية هو ما تكون فيه صلاة الجماعة والذي تحدده الهيئات الإسلامية قبل يوم العيد، ويكون بعد ارتفاع الشمس قليلًا.
وقد يعتقد البعض أن ترك أدائها في المسجد يعني ترك أدائها أصلا، إذ أنها لا تصلى دون جماعة.
ولكن الأمر على الضد، فصلاة العيد يبدأ وقتها من طلوع الشمس وينتهي إذا زالت شمس أول يوم عيد، فبدخول المغرب ينتهى وقتها، أي أن للمسلم والمسلمة أدائها في أي وقت من وقتها منفردًا في بيته.
صفة صلاة العيد
- بغير أذان ولا إقامة تبدأ الصلاة، فينادي الإمام أو المؤذن فقط كما ينادي لصلاة الكسوف قائلا (الصلاة جامعة)، ولا تختلف إلا في التكبيرات، فهي كسائر الصلوات في بقية الأفعال
- ثم ينوي المسلم تخصيص النية لأدائها، ثم يكبر تكبيرة الإحرام.
- بعد تكبيرة الإحرام يذكر المصلي دعاء الاستفتاح، وهو سنة وليس بواجب، ثم يكبر تكبيرات صلاة العيد، وهي في الركعة الأولى سبعة تكبيرات غير تكبيرة الإحرام، أي أن عدد تكبيرات صلاة العيد في في الركعة الأولى ثمانية تكبيرات متتابعة.
- فإذا دخل المصلي والإمام قد تخطى عدد من تلك التكبيرات فإن المصلي يكمل مع الإمام، ولا يعيد التكبيرات التي فاتته.
- ويستحب أن يترك بين كل تكبيرة وأخرى ما يعادل قراءة آية، وأن يرفع يديه للتكبير مع كل تكبيرة.
- بعد التكبيرات الثمانية يبدأ المصلي في قرائته، ويستحب أن يقرأ فيها سورة (ق)، ثم يركع ويتمم الركعة كما يصلي في سائر الصلوات.
- يقوم المصلي إلى الركعة الثانية، فيكبر تكبيرة الإحرام، ثم يكبر بعدها خمس تكبيرات أخرى، أي يكبر في الركعة الثانية ستة تكبيرات، ثم يقرأ ما شاء بعد الفاتحة، ويستحب أن يقرأ سورة (اقتربت الساعة).
سنن العيد
يستحب عند توجه المسلم لأداء سنة العيد أن يستن بسنن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا اليوم، ومنها:
- أن يغتسل ويتطهر، لأن يوم العيد هو يوم يجتمع الناس فيه ويتلاقون في ممشاهم للمسجد وفي المساجد، فمن الإيمان أن يكون المسلم نظيفًا.
- التطيب والتزين ولبس الجديد، فيسن للرجال فقط أن تتزين وتتطيب، أما النساء فلا يبدين زينة وطيبا، كما يسن أن ترتدي الأطفال أفضل ثيابها إن لم يكن له جديدًا، ويسن ذلك للرجال والنساء أيضًا.
- كما يستحب أن يقلم المسلم أظافره ويزيل أي رائحة تشمئز منها النفس من بدنه أو ثيابه، مع حلق الشعر.
- في عيد الفطر يسن للمسلم أن يتناول طعامًا قبل الخروج للصلاة، ويستحب له أن يأكل تمرًا بعدد وتري
أما في عيد الأضحى فيستحب أن لا يأكل طعامًا إلا بعد أن ينتهي من صلاته، وذلك ليكون أول طعامه على هو لحم الأضحية أو لحم الضأن.
- البكور والمخالفة في الطريق، فيستحب للمصلي أن يذهب مبكرًا إلى الصلاة، وأن يذهب في طريق ويعود من طريق آخر، وأن يذهب ماشيًا إن استطاع لا راكبًا، وإن كان الطريق منها الأطول والأقصر فيستحب أن يذهب من الطريق الأطول.
- يسن للمصلي بعد الصلاة أن يجلس لاستماع الخطبة، وأن يصلي بعد العيد نوافل، وأن يصلي كذلك قبل صلاة العيد إن استطاع.
- غالبًا ماتكون ليلة العيد ليلة انشغال عن العبادة في البيوت، فالبيوت تتأهب بالنظافة والسمر وما إلى ذلك، ويستحب في تلك الليلة أن يحييها العبد بالصلاة والقرآن والذكر والدعاء، وأن يسبح الله ويستغفره ما استطاع إلى ذلك سبيلا.
صلاة الشكر
مثلما يعلن العبد شكره لله تعالى ف صلاة العيد وينشر البهجه والسعادة، فإنه أيضًا يعلن شكره لله تعالى على سائر النعم، وعلى عسر يسره الله وضيق فرجه وكرب نفسه، فيأتي المسلم لذلك بركعتين أو أكثر شكرًا لله تعالى، وهما ما يعرفان بصلاة الشكر.
وصلاة الشكر هي نافلة مسنونة عبارة عن ركعتين كسائر النوافل يصليها العبد بنية الحمد والشكر لله على نعمه وفضله.
ودليل صلاة الشكر ما نقل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم فتح مكة، وقد أذن الله له بالنصر والفتح العظيم فدانت له قريش وفتحت له أقفال مكة وأبوابها معلنة هزيمة الكفار ونصر المؤمنين.
فخطب رسول الله عليه وسلم خطبته للمسلمين، ثم توجه لبيت أم هانئ، فصلى لله شكرًا وحمدًا ثمانية ركعات على النصر المبين والفتح العظيم.
وعلى هذا فإن صلاة الشكر لا عدد محدد لركعاتها، فهي من ركعتين وقد تصل إلى أربعة أو ستة ركعات أو ما شاء.
فالزم شكر الله تعالى في السراء والضراء، وعبر عم حمده وفضله بالصلاة والثناء، فإن الله تعالى يقول وقوله الحق المنزه عن الضلال (لإن شكرتم لأزيدنكم)، وهو الصادق في وعيده ووعده على السواء.
اخيرًا عزيزي القاريء صلاة العيد وصلاة الشكر هما من مظاهر حمد الله على نعمه والامتثال لنواهيه وأوامره، فلا تدع أجرها متروكًا.
واحرص على المواظبة على النوافل من الصلوات والعبادات، فإن العبد ما يزال إلى الله متقربًا بالنوافل حتى تتعاظم عند الله محبته، فإن تعاظمت محبته جعل الله له في كل أمر تيسيرًا وقبولًا، ويسر الله من الخير وأبعد عنه من الشر ما لو علمه لما انقطع عن شكره.