أهم الطرق لتعزيز العلاقات الأسرية
أنواع العلاقات الأسرية وأهميتها وكيفية تحقيق الاستقرار الأسري
كتبت: شيماء عبدالباقي
كيف يمكنني تعزيز العلاقات الأسري؟، تعتبر الأسرة هي أساس المجتمع وأولى لبناته، حيث أنه يستمد قوته من قوتها، وتماسكه من تماسكها، فحيث وجدت الأسرة وجد المجتمع، ولا وجود لمجتمع بدون أسرة مترابطة.
فالأسرة تعد بمثابة الخلية الأولى التي تكون منها المجتمع، فإن صلحت صلح المجتمع كله، وإن فسدت فسد المجتمع كله.
ولا يقتصر دور الأسرة في المجتمع على المحافظة المادية التي تمثل التناسل وإنجاب الأطفال، بل تمتد إلى المحافظة على تراثه وثقافته.
ومن خلال الأسطر التالية سنتحدث عن كيفية تعزيز العلاقات الأسرية، وأهميتها للمجتمع، فلنتابع سويا.
مفهوم العلاقات الأسرية
هي عبارة عن مجموعة من الروابط والآثار المتبادلة بين أفراد المجتمع، والتي تنشأ بسبب طبيعة اجتماعاتهم، وتبادل مشاعرهم، وأحاسيسهم، واحتكاكهم ببعضهم البعض.
وتشمل هذه العلاقات علاقة الزوج بزوجته، وعلاقة الأولاد والأخوة ببعضهم البعض، وعلاقة الوالدين والأقارب، بالإضافة إلى العلاقة بعامة الناس.
أنواع العلاقات الأسرية
مما لا شك فيه أنه يوجد أكثر من نوع من أنواع العلاقات الأسرية داخل الأسرة، وفيما يلي سنذكرها:-
-
علاقة الزوج بزوجته
تعتبر هذه العلاقة هي أهم أنواع العلاقات الأسرية، حيث إن صلحت صلح باقي أنواع العلاقات الأسرية، وإن فسدت فسدت كافة الأنواع.
حيث أنها تقوم على مبدأ الحقوق والواجبات الملزم بها كل شريك تجاه الطرف الآخر، هذا بالإضافة إلى أنها تعمل على تحديد الواجبات المشتركة بينهم تجاه المنزل والأبناء.
-
علاقة الوالد بالأبناء
للأسف الكثير من الآباء يجهل طبيعة هذه العلاقة ويختزلها في توفير المال له واحتياجاته المادية أكثر من المعنوية، فنجد أن أبنائنا وقعوا فريسة وضحايا لمستنقعات مضرة وخطيرة.
مثل المخدرات وغيرها، لذلك يجب علينا أن نتفهم هذه العلاقة جيدا وندرك ضرورة التحدث مع أبنائنا عن مشاكلهم، ومشاركتهم في الكثير من الأنشطة في حياتهم، حتى يشعروا بالأمان.
-
علاقة الأم ببناتها
أوصانا الرسول صل الله عليه وسلم بالنساء عامة وبالبنات خاصة، حيث قال ( خيركم من بكر بأنثى)، لذلك يجب على الأم أن تصاحب بناتها، وتلبي كافة احتياجاتهن.
وتقوم بتوعيتهم حول السلوكيات الخاطئة والتي يجب عليهم أن يحذروها، كما أنه يجب عليك مراقبتهن دون أن يشعروا بذلك، ومصاحبتهم في الأنشطة التي يقوموا بها.
-
العلاقة بين الأخوة الذكور
حيث تتمثل هذه العلاقة في مشاركة الأبناء اللعب سويا وهم في سن الطفولة، ثم يتحول هذا اللعب إلى علاقة تعاونية عند الكبر، ويقوم كل من الأبناء بتقديم يد العون والمساندة لكل أصحابه.
-
العلاقة بين الأخوات البنات
العلاقة في هذه الحالة تكون مماثلة لتلك العلاقة بين الأخوة الذكور، حيث يشاركن بعضهم في القيام بالكثير من أنشطة اللعب والتسلية في الصغر.
ولكن يكون للأخت الكبرى دور كبير ومماثل، حيث أنها تقوم بدور الأم، ويقوم كافة أخوتها بالشكوى لها.
-
علاقة الإخوان الذكور بالأخوات البنات
وهي علاقة تكون قائمة على الود والمحبة بين الطرفين، ويقوم الأخوة الذكور بحماية أخواتهم البنات والعطف عليهم، وتقديم يد العون والمساعدة لهم في أي شئ يحتاجونه، وتقديم يد العون والطاعة لهم.
إقرأ أيضا: كيف تجعل حياتك متزنة
أهمية العلاقات الأسرية
مما لا شك فيه أنه لا يوجد شخص يستطيع أن يعيش في عزلة عن الأسرة والمجتمع طوال الوقت، حيث يوجد للعلاقات الأسرية دور كبير في زيادة تفاعل الفرد مع الأسرة.
وذلك لأن التواصل بشكل فعال يخرج الفرد من عزلته، كما أنه يتيح المجال لتبادل الكثير من الآراء والأفكار على المستوى الاجتماعي.
وبالطبع ينعكس ذلك على الأسرة بشكل عام، وذلك من خلال توفير المناخ الإيجابي بين كافة أفرادها، هذا بالإضافة إلى التقليل من حجم الفجوة بين الآباء والأبناء.
كذلك اتاحة الفرصة من أجل التعرف على آراء الآخرين ومشاعرهم، والمشاركة في الحوار وتكوين الشخصية المستقلة في المجتمع.
أهم الطرق لتعزيز العلاقات الأسرية
يوجد الكثير من الطرق التي يمكن اتباعها لتعزيز العلاقات الأسرية، وفيما يلي سنذكرها:-
-
الاتحاد
يد الله دائما مع الجماعة، لذلك فإن في الاتحاد ستجد قوة، لذلك يجب على جميع أفراد الأسرة الاتحاد معا بشكل قوي، وتحقيق تماسك الأسرة، ووحدتها لتكون الأسرة سببا في جلب كل ما هو خير وإيجابي لكل فرد فيها.
كما أنه في اتحادها يوجد نصر لها، ويكون كالأسد مهاجم لكل معكرات صفواتها، والأزمات التي تمر بها.
-
التجمع على مائدة الطعام
تعتبر هذه الطريقة واحدة من أفضل وسائل تعزيز العلاقات الأسرية، والتي للأسف نفتقدها كثيرا في الآونة الأخيرة، حيث طغت الحياة المعاصرة بكافة أعبائها ومسؤلياتها ورمتها.
على أجمل ما يمكن أن يحقق الألفة السكنية بين أفراد الأسرة، وذلك لأن التجمع على مائدة طعام واحدة يزيد من الروابط وتقوية العلاقات بين أفراد الأسرة الواحدة.
فإذا عدت للماضي ستجد أن العلاقات الأسرية كانت أقوى بكثير مما نحن عليه الآن، حيث كان يتجمع أفراد الأسرة الواحدة على مائدة الطعام ثلاث مرات في اليوم.
-
تخصيص يوم في الأسبوع لمناقشة مشاكل الأسرة
وهي من الطرق الأكثر اتباعا في تعزيز العلاقات الأسربة، وهو يجب أن يكون كل فرد من أفراد الأسرة ملم بما يمر به الآخر من مشاكل الحياة والتحديات التي يتعرض لها.
حيث أن هذا الأمر يعد مشاركة له في المواقف الصعبة التي يمر بها، بالإضافة إلى أن لها تأثير إيجابي في تقوية هذه العلاقات.
-
غلق الهواتف، وتعطيل الإنترنت في التجمعات العائلية
من أهم سلبيات التكنولوجيا أنها ساهمت في ضعف تعزيز العلاقات الأسرية، وذلك لأن كل شخص أصبح مشغولا بما هو موجود على مواقع التواصل الاجتماعي.
فيصبح كل منهم في واد بعيد عن الآخر، لذلك يعتبر فتح الهاتف في وجود التجمعات العائلية شر كبير على الأسرة، ويمنع تحقيق تواصل أسري يمكن أن يتحقق بسهولة.
-
تبادل الدعوات فيما بينهم
من أهم الطرق التي تساهم في تعزبز العلاقات الأسرية تبادل دعوات الطعام بالخارج، والذي له دور كبير في تقوية الروابط والعلاقات الأسرية.
والتي تمنحهم وقت كاف للحياة معا، والتجمع في بيئة دافئة يمكن أن تعكس لها طاقات إيجابية على كل فرد يكون فيها.
-
الهدايا والاحتفال بالمناسبات
يوجد لتبادل الهاديا والاحتفال بالمناسبات مثل أعياد الميلاد وغيرها دور كبير في تعزيز العلاقات الأسرية، وذلك لأنها تشير إلى مدى اهتمامهم ببعضهم البعض، والود والحب المتبادل فيما بينهم.
-
المشاركة والدعم والمساندة
في دعم ومشاركة أفراد الأسرة ببعضهما البعض دور كبير في تقوية وتعزيز العلاقات الأسرية، وذلك لأنها تحقق ارتباط قوي بين أفراد الأسرة الواحدة.
إقرأ أيضا: الكتب السبعة التى ستعيد تشكيل حياتك
أهم طرق التواصل الإيجابي مع الأسرة
يوجد الكثير من الطرق التي يمكن اتباعها من أجل تحقيق تواصل ايجابي وفعال مع الأسرة، وفيما يلي سنذكرها:-
-
اجعل الوقت الذي تقضيه مع عائلتك هادفا
لابد أن تدرك هذه النقطة جيدا، حيث أن الكثير من الناس يجهلها، فقد نجد الكثير يخصص وقت لقضائه مع أسرته، وهذا الوقت عنده يقتصر على كونه أن يكون موجود بالمنزل، وكل شخص في غرفته يكون منشغلا بأمر ما، وهذا ليس يعد ترابطا بالأسرة.
ولكن يجب أن يكون الجميع جالسون مع بعضهم ويتشاركون في أداء نفس النشاط مثل ممارسة رياضة جماعية، أو لعب كرة القدم، أو مشاهدة مسرحية أو فيلم كوميدي.
-
لا تهتم بصغائر الأمور
حيث في كثير من الأمور نجد أننا نترك أنفسنا في التفكير والقلق بشأن أمور غير مهمة، ولا تستدعي كل هذا القلق، ولا يوجد لها أي تأثير حتى بعد أسبوع أو شهر أو سنة.
لذلك فإن لم يكن لهذه التفاصيل الصغيرة تأثير على المدى الطويل لا تشغل بالك بها.
-
اجعل الوقت الذي تقضيه مع أسرتك ممتعا وليس معاقبا
انت كرب أسرة كن حريصا على ألا تستخدم الوقت المخصص لأفراد عائلتك في تهديدهم ببعض الأمور، وذلك حتى لا يكرهوا أفراد الأسرة هذا التجمع.
بل كن حريص على أن يكون ممتع، وأن ينتظره كافة أفراد الأسرة من وقت لآخر، ويكون ذلك من خلال معرفة الأنشطة التي ترغب الأسرة في ممارستها والقيام بها.
كيف يجب أن تكون العلاقة بين أفراد الأسرة؟
دائما تكون العلاقات الأسرية قوية وايجابية وداعمة لأفرادها، لذلك من المهم أن يكون الفرد جزءا من عائلة يحفها الاستقرار والحب والشعور بالدفء بين بعضهم البعض، ويكون ذلك من خلال:-
-
اظهار التقدير بين أفراد العائلة
ويكون ذلك من خلال الاهتمام بحياة بعضهم البعض، ومشاركة القصص، والذكريات العائلية، هذا بالإضافة إلى تخصيص وقت للذهاب سويا في رحلة أو أي مكان من أجل التنزه خارج المنزل.
-
التواصل الإيجابي
والمقصود به الاستماع لأي فرد من أفراد الأسرة دون اتخاذ القرارات، وترك الشخص يعبر عن كل ما بداخله من مشاعر وعواطف بكل حب واحترام وتقدير، حيث أن الشعور بالاحترام والتقدير يقوي العلاقة.
-
اتخاذ القرارات معا
حيث أنه عندما تواجه الأسرة موقفا يساعد في اتخاذ قرار معين، يجب أن يتم الحرص في أخذ هذه القرارات بالاتفاق مع جميع أفراد الأسرة، ومشاركة أيضا الأطفال منهم في هذه القرارات.
أهم الطرق لتحقيق الاستقرار الأسري
يوجد الكثير من الطرق التي تساهم في تحقيق الاستقرار الأسري، وفيما يلي سنذكرها:-
-
الايجابية
حيث يجب أن تعم الإيجابية داخل المنزل، حيث أنه أنت كرب للأسرة يجب عليك مراعاة حالتك المزاجية والتحكم فيها قدر المستطاع، واظهار السعادة، حيث أن حالتك المزاجية تنعكس بشكل مباشر على أفراد أسرتك، خاصة الأطفال.
-
عبارات الحب والمودة
الإنسان مهما كبر أو صغر دائما يحتاج إلى الحب والمودة والاهتمام من الآخرين، خاصة من أفراد أسرته، لذلك احرص أن تظهر هذا الحب لهم، واستخدام العبارات الرقيقة التي يمكنها أن تقربك من أفراد أسرتك، واظهار السعادة لهم.
-
التقاط بعض الصور التذكارية
من أهم الطرق التي تساهم في تحقيق الاستقرار الأسري قضاء وقت ممتع مع بعض، وتخليد هذه الذكريات بالتقاط بعض الصور التذكارية، حيث أن هذه الصور تخلد محطات مهمة في حياتنا.
عزيزي القارئ بذلك نكون وصلنا إلى ختام مقالنا في كيفية تعزيز العلاقات الأسرية.
وذلك من خلال ذكر مفهوم العلاقات الأسرية، وأهم طرق التواصل الإيجابي مع أفراد الأسرة، وأخيرا كيف يمكن تحقيق الاستقرار الأسري.
إنضم لكوكب المعرفة مجتمع التعلم الحديث
