ماهي مهارة إدارة الضعوط وما مييزاتها؟
كتبت:- ياسمين ياسر
إدارة الضغوط هي المهارة التي يبحث عنها كل شخص يصارع الضغوطات بشكل يومي، فالضغط هو استجابتنا النفسية والجسدية للمواقف التي نتعرض إليها، وقد ينتج عنه تأثيرات سلبية على أجهزة الجسم المختلفة.
ولاسيما إذا كانت هذه الضغوط قد تجاوزت قدرتك على تحملها، وإذا لم تتوصل لحل جذري سيصل بك الأمر إلى العجز وفقدان القدرة على التصرف، لذلك تابع معنا كيفية إدارتها بشكل صحيح.
كم من مرة اضطررت إلى إنهاء علاقة أو التخلي عن عمل بسبب لحظات الغضب والانفعال الناتج عن الضغوط التي عانيت منها وشعرت بالندم بعدها لأنك لم تستطع إدارة هذه الضغوط ؟.
لكي تتعرف على كيفية إدارة الضغوط التي تواجهك بشكل سليم يجب عليك معرفة أنواعها المختلفة والأعراض الناتجة عن كل نوع والطرق الصحيحة للتعامل معها.
ما هي أنواع الضغوطات؟
لكي تستطيع إدارة الضغوط التي تواجهك لابد من التعرف على أنواعها المختلفة وكيفية التمييز بينها من خلال الأعراض المترتبة على كل منها.
أنواع الضغوطات النفسية وأبرز أعراضها:-
1- الضغوط الحادة
تُعد الضغوط الحادة من أكثر أنواع الضغوط إنتشارًا؛ لأن الجميع يواجه ضغوط حياتية يومية تتسب له في المزيد من الضغوط السلبية.
وإذا كنت تتسائل عن سبب وصف هذه الضغوط بالسلبية، فهذا يرجع إلى وجود ضغوط إيجابية وهي تلك التي تصاحب المتعة.
كتلك التي تشعر بها عند الخروج في رحلة أو عند وجودك على ارتفاع عالي أو خوفك من لعبة معينة أو تعرضك لمثيرات قوية.
أعراض الضغوط الحادة
يتم وصف الضغوط بالحادة بسبب شدتها واستمرارها لفترة زمنية قصيرة، حيث تصاحبك الكثير من الأعراض العضوية عند التعرض إليها، ومنها:
- الصداع، والغثيان.
- زيادة ضربات القلب.
- إضطرابات الجهاز الهضمي.
2- الضغوط المزمنة
وهي تلك الضغوط التي تستمر لفترة زمنية أطول وتكون أقل في شدتها من الضغوط الحادة، ولكن هذه الفترة الطويلة التي تستغرقها تتسبب في انعزال عقلك عن جسدك وروحك.
ينتج هذا النوع من بعض القرارات الخاطئة التي يتخذها الإنسان في حياته وتتسبب في تأثيرت طويلة المدى، مثل اختيار عمل لا تحبه أو اختيار غير صائب لشريك الحياة أو بعض الأمراض المزمنة.
قد يلجأ الشخص الذي يعاني من الضغوط المزمنة إلى محاولة قطع هذه السلسلة المتصلة من المعاناة، مثل محاولة التخلص من حياته أو تعرضه لبعض الأمراض، مثل الإكتئاب والأزمات القلبية والسكتة الدماغية والكثير من الإضطرابات التي يصعب التغلب عليها.
أعراض الضغوط المزمنة
- وجود صعوبة في عملية التنفس.
- آلام الجسد.
- تغييرات في الشهية.
- فقدان القدرة على تأدية الأعمال اليومية.
3- الضغوط العرضية
الضغوط العرضية تحدث عندما نتعرض إلى الضغوط الحادة بشكل متكرر، نتيجة فرض أعمال كثيرة على الشخص ليقوم بإنجازها في فترات زمنية قصيرة تفوق قدرته.
ولا سيما إذا كانت هذه الأعمال مجال للتنافس بين الاشخاص وهو ما يتسبب في خلق حالة من العدوانية إذا زادت عن الحد الطبيعي.
أعراض الضغوط العرضية
- المعاناة من الصداع النصفي.
- إرتفاع ضغط الدم.
- الشعور الدائم بالقلق.
اقرأ أيضا: منزل بلا توتر ولا ضغوط .. سبع خطوات للتخلص من التوتر
ما هي فن أو مهارة إدارة الضغوط النفسية؟
التعرض إلى الأعباء الحياتية ومهام العمل التي يجب علينا إنجازها على وجه السرعة يضع على عاتقنا المزيد من الضغوط.
وتتسبب هذه الضغوط في حدوث إجهاد وتوتر لأجسادنا ولكي نتسطيع التغلب عليها علينا تعلم فن إدارة الضغوط النفسية، من خلال تطبيق الخطوات التاليه:
- تحديد مصدر المشكلة:- ويرجع مصدرها إلى أسباب يمكن السيطرة عليها والتخلص منها بطريقة ممنهجة، أو أسباب تحتاج بعض الوقت ثم ستختفي دون تدخل أو أسباب لا نملك حيالها أى تصرف.
- القيام بتحديد أسباب الضغوط:- مع استبعاد الأسباب التي تزول بمفردها والتخلص من الضغوط التي لا تطلب القلق منها، وبالنسبة للأسباب التي تتطلب منك التصرف، عليك إتباع الآتي:
- وضع الأولوية للمهام التي يجب تنفيذها بشكل عاجل:- وإذا كان متاح لك تسليم بعض المهام لزملاءك في العمل فسيكون أفضل.
- إنهاء العلاقة:- إذا كان الضغط ناتج عنها؛ لضمان سلامك النفسي.
- محاولة التخفيف من ضغوطاتك اليومية:- من خلال اتباع نمط حياة سليم مثل الغذاء الصحي وممارسة الرياضة.
- إمداد الجسم ببعض:- المكملات الغذائية تحت إشراف الطبيب.
ما هي أهمية ومميزات مهارة إدارة الضغوط؟
إدارة الضغوط تقدم لك مميزات رائعة في حياتك، حيث أنها:
- تساعدك على تحسين استجابتك للتوتر الناتج عن صعوبات الحياة والتغلب على الإجهاد السلبي الذي يعيق استمتاعك بالحياة.
- تعلمك مهارات مهمة، مثل القدرة على حل المشكلات التي تواجهك وإعطاء الأولوية للمهام الضرورية وتنظيم وقتك.
- تساهم في اكتسابك لتقنيات حديثة لمواجهة الشدائد والتحكم بها وتعزيز التفاؤل لديك، وهذه التقنيات تتمثل في تمارين الإستلرخاء والتأمل والتنفس.
- التحسين من طريقة تعاملك مع الآخرين.
كيفية إدارة الضغوط العملية والمهنية
الضغوط العملية والمهنية هي الضغوط التي تحدث في بيئة العمل نتيجة الإجهاد في التفكير والتصرف بجانب عدم الرضا عن الأداء الذي يثير القلق والإنزعاج، وهناك من يضطر للعمل في مكان لا يحبه ويستمر فيه فيشعر بضغوط لأسباب كثيرة،
من هذه الأسباب:-
- عدم وجود تكافؤ بين طاقة الموظف والساعة التي يجب أن يعملها.
- إسناد أعمال كثيرة تفوق قدرات الموظف على تنفيذها.
- عدم وجود تعاون مع باقي الموظفين والمدير أثناء العمل.
وكل هذه الأسباب تتسبب في وجود ظغوط كثيرة على عاتق الفرد، فينتج عنها انخفاض إنتاجية العمل لدى الموظف وإصابته بالإجهاد والتعب.
وقد يدفعه إلى تأخير المزيد من العمل والتهرب منه، ولذلك سنقدم لك إرشادات لإدارة الضغوط العملية والمهنية.
إرشادات لإدارة الضغوط العملية والمهنية
هذه بعض الإرشادات السهلة والبسيطة، التي يمكنك اتباعها حين تجد نفسك تعاني من ضغوط في بيئة العمل، ومنها:-
- تدوين كل الأشياء التي تخطر ببالك وتسبب لك الضغوط.
- إذا كانت الضغوط مقترنة بشخص معين، فيمكنك مناقشة كل الأمور التي تسبب لك الإزعاج وإيجاد حلول منطقية.
- عدم السعي المطلق نحو إرضاء جميع الأفراد في بيئة العمل.
- لا تحاول دائمًا إشغال عقلك بماذا سيحدث في المستقبل، ومحاولة حل مشكلاتك أول بأول حتى لا تتراكم.
- لا تندم على أشياء حدثت بالفعل فالندم لن يعيدها ولا تغضب على أمور لا تستحق.
اقرأ أيضًا: تخلص من إدارة الضغوط المهنية التي تتعرض لها في عملك وتعلم إدارتها بذكاء
كيفية إدارة الضغوط النفسية
يمكنك إدارة الضغوط النفسية التي تواجههك من خلال معرفة إذا ما كانت هذه الضغوط نابعة من داخلك أو ناتجة من مؤثرات خارجية، فإذا كنت تريد التخفيف من الضغوط النفسية الداخلية عليك اتباع الخطوات التالية.
إدارة الضغوط النفسية الداخلية
- محاولة تغيير الأفكار، فإذا استطعت بذل الجهد للتخلص من الأفكار السلبية وإعادة ترتيبها من جديد، لا يحدث هذا الامر بسرعة ولكن عليك المحاولة تدريجيًا وحتما ستنجح.
- مشاركة المخاوف مع من حولك، ولاسيما إذا كانت هذه المشاركة مع صديق مقرب ترتاح في الحديث معه وتستطيع أن تخرج كل ما في داخلك عندما تمر بأى ظرف صعب، إذا قمت بذلك فستشعر بأثرها الإيجابي عليك.
- ممارسة الإسترخاء والتركيز، الرياضات مثل اليوجا والتنفس بعمق وغيرها من التمرينات الإسترخائية ستساعدك في التخلص من الطاقة السلبية التي تملأ جسدك.
وإذا كنت تتعرض لضغوط خارجية فستختلف الطرق التي يمكن لتباعها للتخلص منها.
إدارة الضغوط النفسية الخارجية
- السير على نمط غذاء صحي مع الحرص على راحة الجسد من خلال الحصول على عدد ساعات نوم كافية، فعند حدوث خلل في نظام الجسم الداخلى بالطبع سيزيد من توترك.
- الاستعانه بأشخاص قادرين على مساعدتك، فعندما تتعرض لضغط نفسي بسبب مؤثر خارجي، ينبغي عليك طلب المساعدة من شخص على قدر عالي من الوعي والإدراك حتي يساعدك في التفكير بشكل سليم.
- تنظيم وقتك، وهذه نصيحة ذهبية لأن غالبية الضغوط تكون ناتجة من تراكم العديد من الأعمال، وقد يحدث هذا بسبب الزيارات التي تطرأ فجأة عليك والأعمال التي تفرض عليك، لذلك عليك وضع حدود والإعتذار عنها في حال كنت لا ترغب بها أو ستقوم بتعطيلك عن أعمالك المهمة.
كيف تتكون الضغوط وما هي مصادر الضغوط النفسية؟
تنشأ الضغوط بسبب الظروف التي تنفرض علينا من البيئة المحيطة مع عدم إمتلاكنا الإمكانيات للتحكم في مصدرها ونظرًا للتغييرات السريعة التي تحدث مع زيادة متطلباتنا، يبدأ تأثير الضغوط بالظهور علينا مما يولد بعض مشاعر الغضب التي يصعب علينا التحكم فيها.
مصادر الضغوط النفسية
تنقسم مصادر الضغوط إلى مصدرين، فالضغوط التي تنشأ من داخل الفرد بسبب حساسيته المفرطه اتجاه الظروف والمواقف التي تواجهه تعرف بالضغوط الداخلية.
بينما الضغوط التي تحدث لأسباب خارجية خارجة عن إرادة الفرد مثل أحداث تسببت له في الإنهيار تسمى بالضغوط الخارجية.
مهارة إدارة الضغوط لا تقل أهمية عن المهارات الأخرى التي نسعى إلى تعلمها، لذلك تعرفنا سويا على أنواع الضغوط ومصادرها وعن أفضل الطرق للتعامل معها وتجنب آثارها السلبية لتجنب اختلال صحتنا النفسية والجسدية، ونتمكن من الاستمتاع بالحياة.
إنضم لكوكب المعرفة مجتمع التعلم الحديث
طالبة بكلية الصيدلة وكاتبة محتوى تسعى دائما نحو الثراء المعرفي في كافة المجالات ونشر هذه الثقافة في المجتمع