مفهوم تحرر المرأة بين الرواية العربية والدراما
هل قدمت الأعمال الأدبية والفنية صورة حقيقية للمرأة العربية؟
كتبت: ولاء هنداوي
تحرر المرأة، كثيرا ما نشاهد دور المرأة في الأعمال الروائية والدرامية منحصر بشخصيات متكررة كلوحة فنية دون مراعاة حالتها كإنسان وعقل له كيان واحترام وكرمه الله.
واستخدامها كأداة في بعض الأحيان للوصول إلى أهداف معينة وغايات، وكمفتاح للشر في بعض الأحيان، نظرة المجتمع تتكون أيضا من خلال الدراما والإعلام.
مثلا الدول العربية متشابهة في أمور كثيرة كعادات وتقاليد وديانة إلا أن رسم صورة المرأة في الأعمال الفنية والأدبية يكون هو الصورة التي ترسم عنها وتتبلور مع الزمن.
لابد من وضع اعتبارات وحقائق فعلية وتجسيد معاناة المرأة داخل المحيط الذي تعيش فيه وتجسيد كونها إنسان له كيان واحترام، بالإضافة إلى تجسيد مدى الظلم التي قد تتعرض إليه في المجتمع ونظرتهم المتدنية إليها.
سوف نقدم لكم من خلال هذه المقالة وفي كوكب المعرفة قضية تحرر المرأة وكيفية تعامل الدراما العربية معها وتجسيدها، فلنتابع سويا.
هل حققت الرواية العربية ما تسعى إليه من عرض الصورة الحقيقية للمرأة ؟
سنة 1988 صدر كتاب قاسم أمين “تحرير المرأة” وهو من أشهر الروايات الأدبية التي أثرت على فكر المرأة ونظرة التحرر وإن كان لي تعقيب عليها.
تحرر المرأة أراه أن يكون في التفكير المتجمد والرؤية الضيقة لها، ولكن ليس التحرر المطلق ومفهوم انا حرة افعل ما أريد وقتما أريد وكل ما ترتب عليه من انحلال بالمجتمع.
ثم روايات إحسان عبد القدوس الشهيرة رغم أني أعشق كتابته ولكن أرى أن نظرته غرائزية أكثر من كونها تهتم بالأمور الاخرى الداخلية للمرأة بمفهوم الحرمان الذي يتعلق أغلبه عند المرأة بمفهوم الأمان والسند ثم العاطفة والغرائز ليست بالمقام الأول، بعكس الرجل أحيانا.
الدراما والإعلام أكثر الصور التي تنقل بشكل كبير الوجهة لكل دولة وللمرأة أيضا وطريقة النظر إليها، وهي مرآة الأفكار وتأخذ منها النفوس على قدر عقولها وتنسج منها ما تشاء.
بعض الروايات يقول الكاتب أنها حقيقة ولكن لابد من النظر أن الكاتب أيضا له وجهة نظره الخاصة إذا كان رجل ينسجها من خلال أفكاره وآراءه، لاستكمال واقع الرواية ولابد أن نحرص على شرف البيوت الكريمة، التي دنسها البعض فالبسوا هم ثوب الخزي والخذلان.
ويأخذ التحرر في الراوية ملمحا أساسيا لدى كل الأطراف وهو حق الاختيار وحق إبداء الرأي واعلانه والاستماع الجيد لهذا الرأي واحترامه من الأطراف الأخرى وقبوله من أصحاب المسئولية أمر مهم.
وهي ليست مجرد ديكور ولا وجاهة اجتماعية أو موضة يتشدق بها، كما يستخدمها البعض بالتسويق والمبيعات يختار الشكل واللباقة والأناقة لبيع وتسويق أكبر للمنتجات.
هكذا الإعلام والدراما والسينما اعتبارها سلعة تعود عليهم بأرباح أعلى، لبيع أفلامهم في أكثر من مكان والحصول على أعلى مشاهدة.
اقرأ أيضا: إمام الدعاة الشيخ محمد متولي الشعراوي وموقفه من المرأة والأقباط
ما يجب أن تهتم به الدراما العربية عند تقديم صور المرأة
من الأفضل الاهتمام بجانب المرأة المكتملة العقل القادرة على التعقل وفهم الأمور وليست ناقصة عقل، كما يرى الكثيرون، وقد يراها البعض أو يستغلها كأداة من أدوات الرجل في صراعاته السياسية أو العسكرية أو الاجتماعية.
والبعض الآخر يراها شيئا يشبع نزواته حينا، وربما لإرضاء غروره وأطماعه، وذلك ما حكم معظم الروايات والدراما في أغلب الأحيان فترة طويلة من الزمن وأغلب التاريخ العربي في رؤيته والتعامل مع تحرر المرأة يتبع هذا المنطق.
والقليل من يستخدم الموقف الإنساني للرؤية الحقيقية للمرأة ويفهمها باعتبارها إنسانا مكتمل المقومات الإنسانية مثل الرجل لديها العقل والذكاء والقدرة على العمل مثله وأنها تتمتع بالإرادة ولها حق الاختيار وحق اتخاذ القرار فيما يخص مصيرها ومستقبلها بشكل حتمي.
وليس مقصور على طبقة معينة أو فئة اجتماعية بذاتها أو بعينها بالمجتمع وعدم اعتبار المرأة رمز للغواية والتهتك كأنها شيطان متجسد ينبغي الاستفادة منه في كل آن وحين والابتعاد عنه أينما كان دون مراعاة لكونها إنسان وقد يلعنه البعض بأبشع الألفاظ.
تصوير الرواية العربية للمرأة في السبعينات والثمانينات
إذا نظرنا لأعمال فترة السبعينات والثمانينات سنجد أعمال الكاتب والسيناريست وحيد حامد والمخرج العبقري صلاح أبو سيف كان بها جزء كبير من الواقعية رغم وجود أفلام الفنتازيا وأفلام الحركة بشكل واضح.
ولكن كما كانت تجسد واقع الفترة، أيضا لم تظهر المرأة بشكل واضح وكانت فكرة أنها جسد وأنها أداة هو الشكل الأكثر ظهورا من هنا نجد أن الرواية العربية لها دور مهم وأن قلت الكاتب بالفترة الاخيرة رغم كثرة الكتب وأيضا ظهور فئة من الشباب كتاب أخذوا روجا.
مثل أحمد مراد وأحمد عاطف لكن أفكاره أيضا تضع المرأة بنفس الإطار القديم وتضع أفكار خالية إلى حد ما وهو ما يؤكد أن الجيل الحالي يجد المتعة في الهروب من الحاضر والبعد عن المألوف.
ومن الأفضل عرض الأفكار عن المرأة هي المرأة نفسها ككاتبة ودون تحيز أو تعتيم لدور الآخر والحرص على عرض قضايا المرأة والطفل بشكل واضح ومعاناته النفسية بين القبول والرفض في مجتمع لا يرى ولا يشعر.
إن كانت أغلب وجهات النظر تشير فيها أصابع الاتهام على الأعمال الدرامية والسينمائية، وتتهمها بتهميش صورة المرأة في الوقت ذاته الذي باتت فيه تظهر بوضوح وتعتلي وتنافس على أكبر المناصب في العالم العربي.
اقرأ أيضا: هل يؤثر العمل في حياة المرأة؟ وكيف توازن بين العمل والتربية ؟
المفهوم الصحيح لحرية المرأة
قضية تحرر المرأة إن كانت محور السنوات الماضية ورغم تأكيدي أن مفهوم الحرية قيد يختلف، فالحرية بالنسبة لي هي حرية الموقف حرية الكيان وحرية المشاعر والإحساس بها كإنسان لها آدميته التي تفرض احترامها وخروجها من إطار الفكر المقيد بأفكار قديمة وغير صحيحة.
وليس حرية الملبس والعقيدة وأن تفعل ما تشاء وقتما تشاء وارفض تحكمها في الرجل واستضعافها، لابد من توضيح فكرة الحرية بمفهوم صحيح بعيد عن المفهوم الغربي أو النمط الذي يعطي حق المرأة في أشياء لا حق لها بها.
كما كرم الله المرأة والتوصية عليها وعلى حمايتها وتوفير الأمان لها والسند وإعطائها حقها بالعمل مادام تجتهد وإعطائها حق الفرص وحق الحياة الكريمة في ظل مجتمع أفكاره متعفنة ولا تريد وضع الأمور في نمطها الصحيح وعدم النظرة المتدنية للمرأة المطلقة أو الأرملة، واحترامها واحترام ابنائها.
بالإضافة إلى توفير الحماية لهم والأمان كما أوصى رسول الله صل الله عليه وسلم وأخصهم بالذكر، الروايات والدراما لهم المسئولية الكبرى في عرض الصورة التصحيحية وعدم استغلالهم واستغلال حاجتهم واستضعاف قدرتهم وعرضهم بصورة سيئة.
ومعرفة أن هناك السيئ وهناك الجيد ليست الصورة معتمة ولا الصورة وردية، تغيير المفاهيم أمر واجب لتصحيح وتغيير أمور كثيرة ومنها الانتهاء من العنف ومن تشتت الأطفال نتيجة التفكك.
بالإضافة إلى تعرضهم إلى التنمر من المجتمع والاستهانة بهم واعتبارهم محور ضعف وحمل ثقيل لابد التخلص منه، ومن أهم القضايا التي تشغل كثيرين، إذ لا تزال بعض الأعمال الدرامية تظهر خنوع المرأة للرجل وتعرّضها للعنف والإهانة، واعتبار الأمر من الأمور الطبيعية.
كما حدث في جعفر العمدة وعرض صورة المرأة بشكل سئب بالإضافة إلى العنف المفرط فيه، ولها تأثيرات كبيرة على فئة الشباب والمراهقين وهو ما يتناقض مع الصورة التي تحاول المرأة الشرقية الوصول لها.
ولا أرغب أن تكون المرأة صوتها ندا للرجل ومحاولة عرض قوة كل منهم الفكرة بالعلاقات هي الاكتمال والاحترام المتبادل والمشاورة والتفاهم والمودة باختصار.
الدراما العربية هل عززت الآن حرية المرأة واحترام أدميتها؟، وهل ساهمت في إبراز قضيتها وقدرتها على العطاء رغم ما تعانيه؟
كما رأينا في مسلسل رمضان هذه السنة عن قصة حقيقية والتي جسدتها الفنانة روجينا وهي مسلسل “ستهم” التي تحكي معاناة المرأة التي ليس لها سند ونظرة المجتمع وظلم الأهل والاخوة لها وكفاحها لتتعايش مع الحياة نسية كونها امرأة لها احتياجات ومتطلبات.
والتي أوصى عليها رسول الله صل الله عليه وسلم وكرمها الله في كتابه الكريم وخصها بالذكر، في أكثر من سورة مثل سورة مريم وسورة النور وسورة الطلاق والبقرة.
ومن الأدوار المتميزة أيضا دور حنان مطاوع في أكثر من مسلسل وعرض مختلف بصورة تحكي وتشرح حالها لتعرضها للظلم من المجتمع المحيط بها والابتزاز، والآخر دورها في الكفاح والمناضلة والمساندة لرفيق دربها.
وإن كنت أتحفظ على أساليب العنف بمشاهد المسلسل الأول للفنانة حنان مطاوع وأرى أن العنف واستخدامه ليس كوسيلة للدفاع أو رجوع حق.
فلماذا نضيع حق المرأة ونستهين بعواطفها ونضعها في دائرة السوء ونحيط بها للإيقاع بها تحت الضغط وتحت الإكراه بأي مسمى بلا ضمير ولا إحساس واستغلال ظروفها وحياتها واعتبارها لا شيء ولا كرامة لها، فهي حاضرة في كل الأعمال ولا جديد فيها سوى الاسم الذي يختلف من عمل إلى آخر.
فباتت الأدوار تظهر بشكل نمطي وممل مثل عمل يسلط الضوء في إحدى زواياه على المرأة العنيفة أو المتعفنة والتابعة أو المقهورة أو المرأة المتسلطة والمكروهة في مجتمعاتنا والمتحكمة بالشكل العام.
أو المشاركة بسوق العمل والمنتجة، وتأتي بشكل متعجرف وشرس وهناك المغرمة الحالمة العاطفية أو المثقفة التي تتخلى عن أنوثتها الداخلية تقتبس الحياة الجافة والبعيدة عن أي عواطف والتي يبتعد عنها الرجال .
وقد وجدنا الاختلاف والاهتمام بالمرأة كما حدث بمسلسل ذات من عدة سنوات ولقى رواج واهتمام الجميع حتى فكرت شركات الإنتاج تغير منهجها وعرض أشكال متنوعة وغير نمطية عن المرأة كما ظهر في بعض الأدوار المتميزة، ومع مرور الوقت ساعدت بعض الشيء على تغيير مفاهيمها القديمة.
من خلال عدة عوامل سياسية واجتماعية، مع وجود التكنولوجيا، بات رأي الجمهور واضحا ومسموعا وسريع الوصول، وانتقاداته اللاذعة لا شيء يوقفها إلا تصدير صورة يقنع بها ويحترمها رغم تغير واختلاف الفئات.
ورغم ذلك مازال هناك بعض صناع السينما والدراما العربية يركزون على المنهج القديم بعرض الأفكار البسيطة وتهميش المرأة وأيضا الطفل وعرض العنف الأسري والعائلي الذي أثر بشكل كبير على الأسر العربية والمصرية على الأخص.
كما وجدنا في سلسال الدم والبيت الكبير التي تظهر العنف بالصعيد والعادات والتقاليد بالريف والعداء الذي لم ينتهي ويمتد إلى الأجيال التالية، وتبقى أيضا فئة طاغية على المشهد.
وهناك فئة الشباب التي ترغب بمشاهدة ما يحسن مزاجها لا أن يؤرقها، حسب الأذواق والمشهد هو الذي يفرض نفسه، ويظهر العقول والتفكير لدى فئة الشباب ومنها الأعمال السينمائية وأفلام الحركة هي التي تسود وتظهر التفكير وتعرض افكار بسيطة وقد تكون تافهة وغير واقعية.
ولكن لا تصل إلى الفنتازيا ولا أفلام الحركة عند المخرج العظيم صلاح أبو سيف أو الكاتب والسيناريست وحيد حامد ومن هنا سندخل في جزء الرواية العربية.
الأعمال الدرامية والسينمائية
وإن كانت بعض المسلسلات بالفترة الأخيرة بدأت تناقش بعض القضايا الهامة مثل تحت الوصايا الذي قامت به منى زكي في دور أرملة وسط جشع المحيطين والأقارب وتسلط الضوء عليها ومدى تعرضها للظلم من نظرة المجتمع وعدم إعطائها أي حرية في اتخاذ أي قرار ومحاربتها.
ومن قبله مسلسل قامت ببطولته الفنانة نيللي كريم (فاتن)، والتي لها أدوار عديدة بالفترة الاخيرة تحكي المعاناة الحقيقية للمرأة بشكل كبير، وتدور الأحداث في إطار اجتماعي درامي حول مأساة فاتن مع زوجها ومشكلاتها الزوجية معه لتقرر الانفصال عنه ظنا منها أنها نجحت في القضاء على مشكلاتها.
إلا أنها تواجه أزمات أخرى ببعض بنود قانون الأحوال الشخصية، التي تقرر حرمانها من ابنتيها في حال زواجها من شخص آخر، ومن ثم تتصاعد الأحداث.
وأوضحت أيضا نيللي كريم بأن المشكلات التي يناقشها المسلسل إلى أن هناك سيدات أجبرهم أزواجهن على تبرئته من جميع حقوقها عند الطلاق بنسبة كبيرة موجودة بالفعل على أرض الواقع.
وليس كما يعتقد البعض أنها تأخذ كل حقوقها أو أنها الجزء السيء بالعلاقات .
لا شك أن الشخصيات التي ذكرنا تلبي توجهات صناع الأعمال في رفع قيمة المرأة وإثبات حضورها، وإظهارها كندٍ يقف بوجه الفاسدين في الدولة ومؤسساتها من الجنس الآخر، ولكن هل ما تم تصويره يراد به تغيير المعادلة السياسية- الاجتماعية- الحقوقية؟ أم أن الأمر مجرد مادة درامية تهدف إلى جذب المشاهدين لا أكثر؟
وعلى الرغم من إحراز بعض التقدم في تغيير المفاهيم الشعبية من خلال التطورات الثقافية والاجتماعية، إلا أنه لا تزال هناك صور سلبية ونمطية سائدة حول المرأة في الدراما العربية، خاصة في المسلسلات الرمضانية الشعبية.
حيث أنها لا تخلو المشاهد من العنف ضد المرأة، بلغ العنف ضد النساء في المسلسلات المصرية خلال رمضان من المشاهد تشمل “ضرب الزوج لزوجته، الخيانة، الحبس، القتل بالسكين، حبس الأخ لأخته، اعتداء زميل في العمل، الرضوخ للابتزاز، الإهانة، الخ.
فيما يبدو أن الدراما تغرس قيماً سلبية في القيم الاجتماعية الأساسية للمجتمع والأهل والأقارب وهم الأولى بالدعم والرعاية.
تعرض بعض المسلسلات العربية صورة لامرأة تبدو مضطهدة وتقدم نفسها كضحية بسبب وضعها.
وهذا يجسد اعتماد المرأة على الرجل وحالة ضعفها في المجتمع، تدور القصة حول حياة البطلة التي صورت على أنها تعاني من المصاعب والظلم، تسلط السلسلة الضوء على التمييز الذي تواجهه المرأة في مجتمع يعاني من عدم المساواة بين الجنسين.
وبعض المسلسلات كان العنف بها بسبب امرأة مثل نسل الأغراب هو مجرد مثال لوسائل الإعلام التي تكرس الصورة النمطية للمرأة الجذابة الآسرة.
يتم تقديم المرأة في هذه المسلسلات كعبء على الرجل مهمتها الإغواء للحصول على الحماية والرعاية ولكن قدم المسلسل بشكل مبالغ فيه العنف والكره الغير مبرر وقتل الأبناء وهو ما اعترض عليه الكثير أيضا.
كما نجد ايضا الدراما تقدم صورة المرأة على أنها ضعيفة، هناك صورة أخرى تصور المرأة على أنها أداة تابعة تحتاج إلى رعاية وحماية الرجل.
تعكس هذه الصورة النمطية الفكرة الأساسية التي مفادها أن المرأة ليس لها أهمية في المجتمع وأن دورها هو دعم الأدوار الموكلة إليها.
رغم أن المقصود بأغلب الدراما العربية والسينمائية هو إظهار الحبكة الأثارة والحصول على الإيرادات.
وقد شاهدنا مسلسل الزوجة الرابعة الذي أنتج عام 2012 كما وسبق ذلك في عام 2001 مسلسل الحاج متولي وكذلك مسلسل جعفر العمدة 2023 وغيرهم الكثير الكثير من المسلسلات التي تتفنن في إبراز الرجل العربي على أنه زعيم متقلب يمارس السلطة على زوجته التي لا تملك الحرية أو الحق في التعبير عن رأيها.
اقرأ أيضا:- أجمل صور الأم.. مراجعة وتحميل رواية صورة الأم في أدب غسان كنفاني
لذلك، يتحتم على الدراما بما فيها من إعلاميين وكتاب والمخرجين الاتساع في ترجمة الصور الحقيقية للمرأة العربية ودورها في المجتمع لتساعدها على إيجاد الطريق لحرية الاختيار بعد العديد من الظروف المعاكسة في حياتها، وأيضا توضيح صورة الطفل ومعاناته بوضوح.
ولا ننسى في النهاية أن نشكر كل امرأة في الحياة الواقعية على دورها وإسهامها، ونأمل أن يتوسع دور المرأة في الأعمال التلفزيونية والدراما العربية بشكل يعكس حقيقتها ويحترمها ويعكس القوة والصمود التي تتحلى به ويمثل الفكر الصحيح لمفهوم تحرر المرأة.
وأخيرا وجدت الأعمال الروائية و الدرامية من الأساس لخلق حالة من المتعة والتشويق والاثارة وإيصال رسالة أيضا، هذا هو الأهم فكان لا بد لتلك الأعمال من الخروج من إطارها المكبوت، والارتقاء إلى تقدير عقل المشاهد، وفهم متطلبات المجتمع .
الدراما ليست إلا مرآة تصوّر مجتمعاتنا الداخلية بحلوها ومرّها من خلال محاكاتها لواقع عالمنا العربي بجميع تناقضاته.
ولكن في الحقيقة هذه المقولة يختلف عليها كثيرون باعتبار أن الدراما في بعض أعمالها تشوّه الحقائق وتسيء لمجتمعاتنا العربية ولا تخدم القضايا الإنسانية أحيانا بسبب أيضا نقص المادة الكتابية والسيناريو المحترف كما عهدنا في كتابات أسامة أنور عكاشة والمسيري .
إنضم لكوكب المعرفة مجتمع التعلم الحديث