ما هو علاج التوتر النفسي؟
تأثير التوتر.. ما هي أنواع التوتر وكيف يمكن التغلب على كل نوع؟
كتبت: شيماء عبدالباقي
يتسائل الكثير من الناس ما هو مدى تأثير التوتر على الصحة العامة للإنسان، وفي الحقيقة يوجد الكثير من التأثيرات السلبية على الصحة العامة للفرد بسبب التوتر، حيث يؤثر على الأفكار، والمشاعر، والسلوك.
بالإضافة إلى أنه يسبب الأرق المتكرر والصداع المزعج، كما أنه يؤثر على إنتاجية الفرد في العمل.
ومن الجدير بالذكر أن تأثير التوتر لا يقتصر على الجسم فقط بل يشمل المشاعر والأحاسيس، والحالة النفسية والمزاجية.
ومن خلال الأسطر التالية سوف نتحدث باالتفصيل عن تأثير التوتر على الصحة العامة للإنسان، وأهم أسبابه وطرق علاجه.
مفهوم التوتر
التوتر النفسي هو عبارة عن رد فعل الجسم لأي تغير يمكن أن يحدث ويحتاج إلى تكيف أو استجابة، ويقوم الجسم بالتفاعل مع هذه المتغيرات من خلال استجابات جسدية، وعقلية، وعاطفية.
ومن الجدير بالذكر أن التوتر يعتبر جزء طبيعي من الحياة ويمكن أن يحدث نتيجة عوامل بيئية أو جسمية أو فكرية، ولا يمكن أن يشترط للتوتر أن يكون أمر سلبي.
بل يمكن أن يكون هناك مجموعة من التغيرات الإيجابية في الحياة، مثل الحصول على ترقية، أو ولادة طفل والتي يمكن أن تؤدي إلى حدوث توتر نفسي.
ما هي أنواع التوتر وكيف يمكن التغلب على كل منهما؟
وفقا للعديد من الدراسات التي تمت يوجد أربعة أنواع من التوتر، وفيما يلي سنذكر أبرزها:-
1- التوتر الزمني
وهذا النوع من التوتر يحدث عندما تكون قلق بشأن أمر ما له علاقة بالوقت، وخاصة إذا كان الوقت المتاح لديك لا يسمح بأن يكون كافي لأداء وإنجاز هذا العمل.
وهذه الأمور تسبب التوتر خوفا من الفشل في عدم الوصول وتحقيق الهدف المراد تنفيذه، وهو ما يجعلك تشعر بالحزن والأسى والتوتر.
ومن أشهر الأمثلة على ذلك هو التوتر الذي يصيبنا عندما يقترب الموعد النهائي لتسليم مشروع ما في العمل أو الدراسة.
ويمكنك التغلب على هذا النوع من التوتر من خلال تعلم مهارات إدارة الوقت، وذلك من خلال وضع قائمة بالمهام المطلوبة وتاريخ بدء ونهاية كل مهمة.
إقرأ أيضا:- منزل بلا توتر ولا ضغوط .. سبع خطوات للتخلص من التوتر
2- التوتر الاستباقي
وهذا النوع من التوتر يحدث بشأن أمر من المفترض أنه سيحدث في المستقبل، مثل التوتر الذي يصيبنا عند القاء خطاب في ندوة مهمة في المستقبل القريب.
ويمكن التغلب على هذا النوع من التوتر بضرورة التصور بأنه ليس من الضروري أن يحدث الشئ مثل ما أتوقعه، ومن خلال وضع الخطط والاستيراتيجيات لكل من التوقعات التي يمكن أن تحدث في المستقبل، وتحليلها بشكل كامل.
3- التوتر الظرفي
وهذا النوع من التوتر يحدث عندما تمر بتوتر لحظي أو مخيف لا يمكنك السيطرة عليه مثل حالات الطوارئ، أو من خلال حالات الاصطدام بشئ آخر، أو من خلال فقدانك لقيمتك أمام الآخرين.
أو في حالة أنه يتم فصلك من عملك لا قدر الله، ويمكنك التغلب على هذا النوع من التوتر من خلال تعلم بعض التقنيات الفعالة التي تمكنك من حل الخلافات والنزاعات
4- التوتر الناجم عن التواصل مع الأشخاص
هذا النوع من التوتر يحدث عندما يتواصل الشخص مع مجموعة من الناس وهو ما يجعلك تشعر بالقلق بسبب التفاعل مع أشخاص أو مجموعة منهم.
وأنت تكون غير محب أو معجب بهم، أو ربما تشعر بأنهم أشخاص غرباء بالنسبة لك، أو أنك لا يمكنك أن تتوقع التصرفات التي يمكن أن تصدر منهم.
ويمكنك التغلب على هذا النوع من التوتر من خلال تطوير وتنمية مهارات ذكائك العاطفي، بحيث يمكنك أن تتوقع مشاعر وعواطف الآخرين، وكيف يمكنهم التصرف.
ما هو هرمون التوتر؟
ما يجب لفت النظر له في البداية أنه يوجد أكثر من هرمون ينتج عنه التوتر، وأنه ليس هرمونا واحد فقط، وفيما يلي سنذكرها:-
- هرمون الكورتيزول:- وهو عبارة عن هرمون التوتر الرئيسي في الجسم، والذي عادة هو الهرمون الذي يكون مقصود عند ذكر مصطلح هرمون التوتر.
- هرمون الأدرينالين:- والذي يعرف باسم هرمون الإبينفرين، حيث تهدف هرمونات التوتر إلى إعطاء الجسم دفعة فورية من القوة والتركيز من أجل تمكينه من مواجهة الظروف المثيرة للتوتر.
تأثير التوتر على الصحة
يوجد تأثير كبير للتوتر على الصحة العامة للإنسان، حيث لا يقتصر تأثير التوتر على الصحة الجسدية فقط، بل يمتد إلى الصحة النفسية، والكثير من الجوانب الأخرى.
وذلك لأن التوتر يساهم بشكل كبير في إنتاج نخاع العظم للكثير من كرات الدم البيضاء، والتي يتجمع الفائض منها في جدران الأوعية الدموية الداخلية.
والذي يسبب ضيق في مجرى الدم، ومن ثم يؤدي إلى حدوث خسرات تؤدي إلى وجود انسداد في الأوعية الدموية وتوقف سريان حركة الدم فيها.
ومن الجدير بالذكر أنه يمكن لهذه الخثرات أن تنتقل في أماكن أخرى في الجسم وفي الدماغ وخاصة عند الأشخاص الذين يعانون من وجود ارتفاع في ضغط الدم أو تصلب في الشرايين.
هذا بالإضافة إلى أنه يوجد الكثير من العوامل التي يمكن أن تتسبب في الإصابة بالأمراض القلبية مثل الكوليسترول، والتدخين، وارتفاع ضغط الدم.
تأثير التوتر على الصحة النفسية والعقلية
يوجد دور كبير في تأثير التوتر على الصحة العقلية، والنفسية، وفيما يلي سنذكر أبرز هذه التأثيرات:-
المزاج السئ
من أهم تأثيرات التوتر السلبية أنها تجعل الشخص عصبي، ومن ثم فإنها تؤثر بشكل كبير على علاقات الشخص الأسرية والاجتماعية بشكل سلبي.
التأثير السلبي على الأبناء
من أشكال تأثير التوتر على الأبناء أنه عندما يكون أحد والديهم مرهق أو متعب فإن ذلك الشعور ينتقل إليهم وهو ما يؤثر على حالتهم النفسية والمعنوية بشكل سلبي.
عدم القدرة على التركيز
من أبرز أنواع تأثير التوتر على الصحة العقلية والنفسية أن التوتر يجعل الشخص مشتت وغير قادر على أداء الكثير من المهام، ومتابعة حياته بشكل جيد.
أقرأ أيضا: هذه الأطعمة تساعد على التركيز بشكل مبهر
تأثير التوتر على الصحة الجسدية
يوجد الكثير من التأثيرات للتوتر على الصحة الجسدية، وفيما يلي سنذكر أبرزها:-
زيادة الوزن
حيث يؤدي التوتر إلى زيادة الوزن بسبب زيادة إفراز هرمون الكورتيزول، والذي يعمل على زيادة الشهية، والإفراط في تناول الطعام بشكل غير صحي.
قلة النوم
حيث أن قلة النوم تتسبب في الشعور الزائد بالأرق والقلق، والتي تكون بسبب ضيق الوقت، وبذلك تصبح الدائرة أصعب بشكل أكبر.
ضعف المناعة
من أهم التأثيرات العامة للتوتر على الصحة الجسدية هو أنه يجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بالأمراض، وذلك لأنه يضعف مقاومة الجسم للأمراض، ويجعل مدى استجابته لمسببات الأمراض أكبر بكثير.
الإصابة بالشد العضلي وآلام الظهر
حيث أن التوتر يتسبب في الشد العضلي بشكل كبير، ومن ثم يتسبب في آلام العضلات والظهر والرقبة والعمود الفقري.
التعرض لمشاكل الجهاز الهضمي
حيث أن التوتر يتسبب في العديد من المشاكل مثل المغص، وعسر الهضم، والإسهال، والإمساك، والارتجاع المعدي المريئي.
ومن الجدير بالذكر أن التوتر يتسبب بشكل كبير في الإصابة بالحرقة في المعدة والقولون العصبي.
الإصابة بالأمراض الجلدية
يؤثر التوتر على الجلد ويحدث تفاقم للمشكلة ينتج عنه، الصدفية، حساسية الجلد، بالإضافة إلى حب الشباب والإكزيما.
إحداث ضرر في الخصوبة
من الجدير بالذكر أنه يمكن للتوتر أن يتسبب في حدوث ضرر في الخصوبة سواء لدى الرجال أو النساء والتي من أبرزها عدم انتظام الدورة الشهرية عند النساء، وكذلك ضعف الانتصاب عن الرجال.
ما هي أسباب التوتر؟
يوجد العديد من الأسباب التي يمكن أن تتسبب في الإصابة بالتوتر، والتي تنقسم إلى عاملين هما عوامل داخلية، وعوامل خارجية، وفيما يلي سنذكرها:-
العوامل الخارجية
حيث يوجد العديد من العوامل الخارجية التي تؤدي إلى الشعور بالتوتر والأرق، وفيما يلي سنذكرها:-
- الأسرة والأطفال، حيث أن الاضطرابات التي تحدث في الأسرة مثل المشاكل التي يمكن أن تتعرض لها تشعر الشخص ورب الأسرة بالتوتر.
- العلاقات المعقدة التي توجد في حياتنا.
- الضغوطات التي توجد في العمل أو المدرسة.
- المشاكل المالية.
- الانشغال الدائم
العوامل الداخلية
وهذه العوامل تتمثل في الآتي ذكره:-
- عدم المرونة.
- التشاؤم.
- التوقعات الغير عملية.
- حديث النفس السلبي.
- القلق بشكل مستمر.
أعراض التوتر النفسي
يوجد الكثير من الأعراض للتوتر النفسي، والتي تتمثل في:-
الأعراض العاطفية
وتتمثل الأعراض العاطفية في الكثير من العوامل، والتي من أبرزها:-
- الشعور بالضغط الشديد وفقدان السيطرة.
- تجنب الآخرين.
- الشعور بالوحدة والاكتئاب.
- الشعور السئ تجاه النفس.
- وجود صعوبة في الاسترخاء وتصفية الذهن.
- الشعور بالإحباط، وتقلب المزاج من بين حين وآخر.
الأعراض الجسدية
يوجد الكثير من الأعراض الجسدية التي تحدث بسبب تأثير التوتر على الجسم، وفيما يلي سنذكر أبرزها:-
- الشعور بالأرق.
- حدوث نوبات صداع.
- الشعور بانخفاض في الطاقة.
- ألم في العضلات.
- ألم في الصدر وحدوث تسارع في نبضات القلب.
- حدوث جفاف في الفم، وصعوبة في البلع.
- حدوث انخفاض في الرغبة الجنسية.
الأعراض السلوكية
- حدوث تغيرات في الشهية سواء زيادة الشهية أو انخفاضها.
- زيادة استخدام الكحول أو المخدرات، أو السجائر.
- إظهار سلوكيات أكثر عصبية مثل قضم الأظافر، والتملل.
ماهو علاج التوتر النفسي؟
يوجد الكثير من الطرق التي يمكن من خلال اتباعها إدارة التوتر، ومدى تأثيره على الجسم في مختلف الجوانب، وفيما يلي سنذكر أبرزها:-
- التفكير بشكل إيجابي.
- عدم الاعتماد على الكحول أو المخدرات من أجل الحد من التوتر.
- تعلم إدارة الوقت بشكل أكثر فعالية.
- التسليم والاقتناع والقبول بأنه يوجد أحداث لا يمكن التحكم بها.
- الدفاع عن المشاعر، أو الآراء، أو المعتقدات بدلا من الغضب، والسلبية، أو التصرف بعدوانية.
- الحرص على تناول وجبات صحية ومتوازنة.
- الحصول على القدر الكافي من النوم والراحة.
- الحرص على ممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم.
- تخصيص وقت كافي لممارسة الهوايات والاهتمامات.
عزيزي القارئ بذلك نكون وصلنا إلى ختام مقالنا حول تأثير التوتر، والذي استعرضنا من خلاله مفهوم التوتر، أسبابه، وطرق علاجه، وأهم أنواعه.
ومدى تأثيره على الجوانب المختلفة في جسم الإنسان، وكذلك الهرمون المسئول عن التوتر.
إنضم لكوكب المعرفة مجتمع التعلم الحديث