Menu Close

التسرب الوظيفي المهدد الصامت لمبادرات سوق العمل

التسرب الوظيفي خطر على حركة التوظيف

مفهوم التسرب الوظيفي وأسبابه وطرق علاجه

كتبت: شيماء عبدالباقي

التسرب الوظيفي، بالرغم من أن كل يوم معدل ترك الموظفين لوظائفهم يزيد إلا أن الشركة ما زالت تحاول جذب الموظفين بالطرق التقليدية التي تتبعها منذ سنين، وهذا الأمر بلا شك فإنه يؤثر على ربح الشركة.

التسرب الوظيفي
التسرب الوظيفي

 

ومدى استقرارها وثقة الناس بها في السوق، هذا بالإضافة إلا أنه سيؤثر عليها في الحصول على الكثير من الاستثمارات والعديد من الأمور الأخرى، وهذا الأمر يعرف بالتسرب الوظيفي للموظفين، كما يتم قياسه التسرب في أي شركة شهريا، أو سنويا، أو نصف سنويا أو ربع سنويا.

انضم لكوكب المعرفة

ومن خلال الأسطر التالية وفي كوكب المعرفة سنتعرف على هذا الموضوع بالتفصيل، وأسبابه، وكيف يمكن الوقاية منه، فلنتابع سويا.

مفهوم التسرب الوظيفي

يعرف هذا المصطلح على أنه مغادرة الموظف لمكان عمله ووظيفته، وذلك سواء كان قد تم طرده من الشركة، أو قدم استقالته، أو أنه تغيب دون الرجوع مرة أخرى.

ويرجح البعض أن السبب الأساسي في حدوث هذه الظاهرة هو ضعف استثمار الشركة لمثل هذه المواهب والموارد البشرية، حيث أن الموارد البشرية يكون لها الدور الأكبر في نجاح أي منظمة.

ماهي أنواع التسرب الوظيفي؟

يوجد أكثر من نوع للتسرب الوظيفي، وفيما يلي سنذكر هذه الأنواع:-

التسرب الطوعي

وهذا يعني أن الموظف قد ترك وظيفته من تلقاء نفسه، ودون إكراهه على ذلك، ولعدة أسباب ترجع له، أو بمعنى آخر أن الموظف انفصل عن عمله دون وجود أية ضغوطات أو قوى خارجية، أو أنه قد انتقل إلى شركة أفضل، ويعتبر هذا الوضع أفضل بكثير من الاستقالة الصامتة.

التسرب غير الطوعي

وهذا النوع من التسرب يكون لا دخل للموظف فيه، أي أنه يتم فصله عن العمل ومغادرة الشركة بناء على طلب الإدارة، ويوجد لذلك مجموعة من الأسباب مثل أن الموظف يقوم بانتهاك سياسات العمل، أو ضعف أدائه، أو انخفاض كفائته وفعاليته وقوته داخل العمل.

التسرب غير المرغوب فيه

ويكون هذا النوع من التسرب الوظيفي هو ترك أحد الموظفين الأكفاء وذو خبرات ومهارات عالية لعمله، وتتأثر الشركة سلبيا بهذا.

ويكون السبب وراء ترك الموظف لعمله مجموعة من الأسباب ترجع إلى الشركة نفسها مثل الاستقالة الجماعية، أو التسريح الجماعي للموظفين، وهو ما نراه يحدث الآن في العديد من الدول حول العالم.

التسرب المرغوب فيه

ويكون هذا النوع من التسرب له تأثير إيجابي، حيث تقوم الشركة بتسريح مجموعة من الموظفين الضعيفين في الأداء، وتقوم باستبدالهم بمجموعة من الموظفين الآخرين يكونوا أفضل منهم، وهذا الأمر يؤدي إلى زيادة رفع إنتاجية الشركة وتنشيط حركتها.


إقرأ أيضا:- أسرار الحفاظ على الموظفين وتقليل دوران العمالة


أهم الأسباب التي تؤدي إلى التسرب الوظيفي

يوجد مجموعة من الأسباب لحدوث التسرب الوظيفي للموظفين من الشركة، وفيما يلي سنذكرها:-

1- نقص التدريب أو الموارد اللازمة أو الدعم

افتقاد الشركة لوجود خطة من أجل تدريب الموظفين وزيادة كفائتهم ومهاراتهم، وكذلك افتقادها لنظام المكافآت والحوافز وترقية الموظفين، هذا بالإضافة إلى ضعف رواتب الموظفين وإهمال الشركة لهم وعدم مراعاتهم ومراعاة ظروفهم.

2- سوء إدارة الشركة والمشرفين عليها وعلى الموظفين

ويعد هذا السبب واحد من أكثر الأسباب انتشارا في حدوث التسرب الوظيفي، حيث أنه يمكن للموظفين ترك وظائفهم بسبب سوء العلاقة بينهم وبين المدير، أو أن الشركة تتبع سياسات تضر بالموظف، مثل أن الشركة لا تراعي حياة الموظف الشخصية.

أو ربما تطلب الشركة من الموظف إنجاز أعمال تحتاج إلى أكثر من شخص لتنفيذها، أو إنجاز ساعات عمل إضافية بشكل متكرر مما يؤثر على حياة الموظف العائلية والاجتماعية.

3- عدم وجود فرصة للتقدم الوظيفي

ويعد هذا السبب واحد من أهم أسباب التسرب الوظيفي، وهو شعور الموظف بأن لا مستقبل له، وذلك بسبب افتقار الشركة لوجود مسار مهني محدد للموظفين، فيقرر الموظف ترك الشركة.

4- عدم توافق طموحات الموظف وتصوراته مع الوظيفة

حيث يمكن أن يكون وصف الوظيفة في البداية مختلف تماما عما هو عليه في الواقع، وعندما يكتشف الموظف هذا الأمر فإنه يجعله يشعر بعدم الثقة والمصداقية للشركة والتي تكون السبب في ترك عمله.

5- عدم تقديم الإدارة الملاحظات المستمرة والتغذية الراجعة للموظفين

ويعد هذا الأمر أحد الأسباب المهمة في ترك الموظفين لوظائفهم، والتي تؤثر سلبا على أداء الموظفين واتقانهم للعمل.

6- عدم ارتباط الموظف معنويا وعاطفيا مع الشركة

حيث شعور الموظف بعدم الانتماء للشركة وأنه منها بسبب عدم مشاركته لأهداف المؤسسة وعدم السماح له بأخذ رأيه أو الإبداء به في بعض الأمور، يؤثر بشكل سلبي على الموظف ومدى أهميته في الشركة كأحد العناصر الفعالة.


إقرأ أيضا: نجاح شركتك يتوقف على نجاح تجربة الموظف فيها .. كيف ؟


ماهي سلبيات التسرب الوظيفي؟

بالطبع أن التسرب الوظيفي يؤدي إلى مجموعة من السلبيات إلى الشركة، وفيما يلي سنذكرها:-

  • تأثر سمعة الشركة

حيث أن سماع الاستقالات التي تحدث في الشركة يؤثر سلبا على كل من يرغب العمل فيها واحباطه، وعدم الرغبة في العمل فيها والابتعاد عنها.

وبالطبع فإن هذا الأمر يؤدي إلى خسارة الشركة للكفاءات المستقبلية التي قد تضمها، بالإضافة إلى أنه يؤثر بشكل سلبي على كافة الموظفين الموجودين داخل الشركة.

  • تشتييت انتباه الشركة عن النمو والتقدم

وذلك بسبب انشغال الشركة في البحث عن البدائل وحل العديد من مشاكل التوظيف والتركيز، بدلا من التركيز في كيفية نمو العمل وازدهاره وتعزيز نقاط القوة فيه.

  • ارتفاع تكلفة الموظف

حيث أثبتت العديد من الدراسات أن تكلفة استقاله الموظف تعادل ثلث دخله السنوي، هذا بالإضافة إلى التكاليف التي يتم إنفاقها في تدريبه واندماجه مع باقي فريق العمل، ولكن في النهاية لا يستطيع الموظف أن يستمر، ويذهب بما تعلمه من مهارات إلى شركة أخرى يعمل بها.

  • استهلاك الموارد البشرية

حيث أن عملية جذب واستقطاب الموظفين من خلال مجموعة من الأشخاص أو الموظفين والمسؤلين تهدر جهدا ووقتا كبير، بالإضافة إلى أن تكرارها المستمر يسبب خلل وإهدار للوقت والمال.

أهم الطرق لعلاج التسرب الوظيفي

يوجد بعض الطرق التي يمكن من خلالها علاج التسرب الوظيفي، وفيما يلي سنذكرها:-

الحرص على توظيف الأشخاص المناسبين والإيجابيين

حيث أن الموظفين يكون لهم تأثير علي بيئة العمل، خاصة إذا كانوا يشغلوا مناصب إدارية، ويطلق على هؤلاء الموظفون المتشائمون، وذلك لأنهم دائما يقوموا بتوجيه الانتقادات دون أن يقدموا الحلول لهذه المشاكل.

غير أنهم يحبون الإشاعات التي تظهر في مكان العمل ويهتموا بها، بالإضافة إلى أنهم يساهموا في نشرها دون أن يتأكدوا من صحة الخبر، والذي يترتب عليه خلق التوتر والقلق في العمل.

لذلك يجب أن تحرص الشركة عند تعيينها لموظفيين جدد أن يكونوا ذات طبيعة إيجابية ومتفائلين، ونشر هذه الطاقة في مكان العمل كله، حتى لا يصيبوا غيرهم بنظرة تشاؤمية.

تقدير جهود الموظفين ومكافآتهم

حيث أن العديد من الشركات لا يشعر الموظف فيها بالتقدير والاحترام داخل بيئة العمل، هذا بالإضافة إلى أنه يمكن أن يكون الراتب الذي يتقاضاه ضعيف بالنسبة للأعمال التي يقوم بإنجازها، وهو ما يترك شعور قوي لدى الموظف بعدم التقدير.

ولا يشترط أن يكون التقدير المادي فقط، ولكن يجب أن يكون إلى جواره التقدير المعنوي، مثل تقديم عبارات الشكر والتقدير، سماع رأيه في أمور تخص الشركة والعمل، بالإضافة إلى احترامه في التعامل اليومي.

حيث تمت العديد من الدراسات حول الموظفين الذين يرغبون في التقدير في مكان عملهم ويرون أنه صفة أساسية ما يعادل 55%، كما أنه يوجد دراسة أخرى أثبتت أن عبارات الشكر والتقدير التي يتم تقديمها للموظفين تساهم في زيادة هذا الشعور لديهم بنسبة 116% .

تحديد وتطوير ثقافة الشركة

تعد ثقافة الشركة أمر ضروري حيث أنها هي التي تحدد طريقة التعامل مع الأفراد مع بعضهم البعض داخل الشركة، ففي حالة أن الشركة كانت تدعم ثقافة الموظفين فإن هذا الأمر سيجعلهم أكثر تعاونا فيما بينهم، ومن ثم فإنه سيؤدي إلى زيادة انتاجية الشركة وسير خطة العمل في سلاسة.

أما في حالة أن الثقافة التي تتبناها الشركة سلبية فإن ذلك سيؤدي إلى وجود استياء عام بين الموظفين داخل بيئة العمل، ومن ثم سيزداد معدل التسرب الوظيفي.

وما يجب أخذه في الاعتبار بأن ثقافة الشركة أمر ضروري ومهم وذلك من أجل الحفاظ على الموظفين، حيث أن هذا الأمر سيساعدها بشكل كبير في رؤية أهدافها التي ترغب في تحقيقها في المستقبل، والسعي من أجل تنفيذها على أرض الواقع.

توفير المرونة في العمل

وتعد واحدة من أهم طرق علاج التسرب الوظيفي، حيث أن توفير كل ما يحتاجه الموظف في بيئة العمل أمر مهم، وذلك لكي يكون قادر على الموازنة بين حياته العملية والشخصية.

إذ أثبتت بعض الدراسات أن الضغط الذي يحدث للموظف في العمل وتحمله للعديد من المهام والمسؤليات يكون له دور كبير في التسرب الوظيفي.

وذلك بسبب تضرره في حياته الشخصية، ويجب على الشركة أن تتفهم هذا الأمر جيدا وأن تدرك أن زيادة الضغط على الموظف ليس من صالح الشركة.

لذلك فإن من أهم أساسيات المرونة في العمل والتي تشعر الموظف بالراحة هو تخصيص بعض أيام العمل للعمل عن بعد، هذا بالإضافة إلى تقليل دوران العمل داخل الشركة، كما أنه من الضروري احترام رغبة الموظفين لأخذ إجازة كل فترة، وذلك لكي تتجدد طاقتهم، حيث أن هذا الأمر يساهم في جعل بيئة العمل إيجابية، وجعلها أكثر إنتاجية.

اتاحة فرص تدريبية للموظفين

وذلك من خلال اهتمام الشركة بالتدريبات التي يمكن أن توفرها للموظف من أجل زيادة مهاراته ومعارفه، وتنميتها في المستقبل، فهذا الأمر يخلق نوعا من الامتنان لدى الموظف لبيئة العمل.

تطوير المسارات الوظيفية

الاهتمام بتطوير المسار الوظيفي للموطفين حيث أن هذا الأمر يساهم بشكل كبير في تحسين الإنتاجية للشركة، كما أنه يعمل على تقوية العلامة التجارية لها، وتقليل التكاليف التشغيلية، لذلك يجب أن تهتم الشركة بالموارد البشرية وتضع العديد من الخطط الخاصة بتطوير الموظف ومساره داخل الشركة.

الشفافية

تعتبر الشفافية واحدة من أهم العوامل التي تساعد على تقليل التسرب الوظيفي، ويمكن تحقيق ذلك من خلال التواصل بشكل مستمر مع الموظفين.

حيث أن هذا الأمر يمكن أن يكون من خلال اجتماعات فردية أو من خلال الاجتماعات سواء كانت فردية أو جماعية، حيث يعتبر هذا الأمر هو المحرك المؤثر للموظفين ورفع أدائهم.


إقرأ أيضا: دورة حياة الموظف .. كيف تساهم فى نجاح الشركة


الفرق بين التسرب الوظيفي وبين دوران العمل

يوجد مجموعة من الفروق بين التسرب الوظيفي وبين دوران العمل، وفيما يلي سنذكرها:-

  • من حيث المفهوم

التسرب الوظيفي هي عملية إنهاء الخدمة التي يقدمها الموظف سواء كانت استقاله أو التقاعد، أو وفاة الشخص، مما يؤدي إلى ظهور العديد من المشاكل في بيئة العمل.

أما دوران العمالة فالمقصود بها ترك الموظف لوظيفته سواء كانت بشكل طوعي أو غير ذلك، وينظر له نظرة سلبية.

  • من حيث الإيجابيات

من أهم إيجابيات التسرب الوظيفي أنه يقلل من التكلفة التي تتحملها الشركة والعبء المادي في حالة مرورها بأزمة مادية، كما أن الرحيل للموظف يكون ودي وطبيعي وذلك لأنه يكون بسبب تقديم أسباب واضحة ومقنعة للرحيل.

أما الدوران فإنه يكون في حالة أن الموظفين الذين غادروا ضعيفيين في الأداء، هذا بالإضافة إلى أن باقي الأشخاص الذين يتم رحيلهم يكون لديهم مشاكل يصعب حلها، هذا بالإضافة إلى أنه في بعض الأوقات يعتبر فرصة للشركة من أجل فتح المجال أمام أيدي عاملة ماهرة وأكثر كفاءة.

  • من حيث السلبيات

كما ذكرنا أن لكلا من التسرب ودوران العمالة إيجابيات فإنه أيضا يوجد لكل منهما سلبيات، وللأسف فإن السلبيات أكثر بكثير من الإيجابيات، وفيما يلي سنذكرها:-

من سلبيات التسرب أنه يتسبب في زيادة العبء الذي يقع على عاتق الموظفين، وذلك بسبب انخفاض العمالة داخل الشركة، بالإضافة إلى أنه يكون مكلف.

أما دوران العمالة يؤدي أيضا إلى انخفاض العمالة، والدوران المتكرر يدل على أنه يوجد مشكلة ما في بيئة العمل بشكل عام.

كما أنه لا يوجد ثقافة للشركة ورؤية واضحة، وأهداف استيراتيجية ترغب في تحقيقها، بالإضافة إلى أنه يتم استنفاذ الجهود المهنية من أجل الإعداد والتدريب.

بذلك نكون وصلنا إلى ختام مقالنا والذي تعرفنا من خلاله على مفهوم التسرب الوظيفي، وأنواعه، وأسبابه، وأهم سلبياته، كما أننا ذكرنا أهم الطرق للوقاية والحد منه، والفرق بينه وبين دوران العمل.

إنضم لكوكب المعرفة  مجتمع التعلم الحديث 

مقترح لك ...